[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حوض زيز... الهاجس المائي
مَحمد المولودي
باحث في الجغرافيا
مقدمـة:
لا يتوافر الماء بحوض زيز (بواحة تافيلالت) إلا بكميات محدودة وفي أماكن معينة، مما يجعل منه عاملا أساسيا جدا في تطوير الأنشطة الاقتصادية وتركيز التجمعات البشرية. فدوره الرئيسي المهيكل للمجال وللاقتصاد الذي زاد أهمية مع تعاقب العقود، أي مع تكاثر الـسكان وتنوع الاقتصاد، سيغدو أكثر فأكثر حاسما في المستقبل، نظرا للإمكانيات جد المحدودة التي يتوافر عليها الحوض في هذا الباب، وما يصيب الموارد المائية من تناقص بـفعل تفاقم الجفاف، وما يرتقب أن يحتد من تنافس مرير على هذا العنصر الثمين بين مختلف المستهلكين في كافة الميادين. فالخطر هو أن تبرز ندرة الماء على المدى المتوسط أو البعيد كعامل محدد أو معاكس للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بتافيلالت.
لذا ونظرا لخصوصيات الحوض الجغرافية التي تجعل منه حوضا مناخيا قاحلا ومعزولا، فإنه مقارنة بأحواض أخرى من المغرب يوجد في وضعية حرجة، وهو يواجه تحديات اقتصادية كبيرة (تنمية السياحة) وتحولات اجتماعية عميقة ( تسارع التمدين)، من شأنها أن تزيد من حدة الطلب على الماء.
فهذا الطلب سيرتفع مع تسارع التمدين وتكاثر سكان المراكز الحضرية( نحو أكثر من الثلث في 2020 وقرابة النصف سنة 2030)، وكذلك مع تحسين تزويد القرى والتجمعات السكانية بالماء من ناحية، ثم مع نمو الأنشطة السياحية والحرف الإنتاجية التي تحظى هنا بأهمية خاصة من ناحية أخرى. فهذه كلها قطاعات اجتماعية واقتصادية تفضيلية تكون تلبية حاجاتها من الأولويات. وسيكون ذلك على حساب القطاع الفلاحي الذي سيجبر على تقليص حصته من دون أن ينعكس ذلك على مستوى مردوديته وإنتاجه.
هناك إذن بالحوض وضعية صعبة، تتميز بمحدودية الموارد المائية والضغط المتواصل والمتزايد عليها. فقلة التساقطات المطرية، والنزعة المسجلة خلال العقود الأخيرة نحو تجفف المناخ، لا تساعدان على تنمية هذه الموارد، أو حتى على المحافظة على مستواها الحالي، بل إن تناقصها تساهم فيه ظاهرتي التبخر والتسرب التى تتعرض لها حقينة سد الحسن الداخل، والذي ينقص منها كميات هائلة من الماء كل سنة. بمعنى أنه لمواجهة تزايد الطلب اليوم يلزم العمل على رفع مستوى الموارد المعبأة وترشيد استعمال الكميات المتاحة منها.
حاليا يمكن تقدير صبيب كميات الماء المعبأة للاستعمال بنحو 227 م م3 ، يوفر منها سد الحسن الداخل حوالي 140 م م3. لكن يخشى أن يتراجع مخزون هذا السد في الوقت الحالي إلى أقل من 100 م م3 في 2020. ويلخص الجدول المرافق مصادر المياه المعبأة بحوض زيز، والتي تتوزع كما يلي:
حوض زيز... الهاجس المائي
مَحمد المولودي
باحث في الجغرافيا
مقدمـة:
لا يتوافر الماء بحوض زيز (بواحة تافيلالت) إلا بكميات محدودة وفي أماكن معينة، مما يجعل منه عاملا أساسيا جدا في تطوير الأنشطة الاقتصادية وتركيز التجمعات البشرية. فدوره الرئيسي المهيكل للمجال وللاقتصاد الذي زاد أهمية مع تعاقب العقود، أي مع تكاثر الـسكان وتنوع الاقتصاد، سيغدو أكثر فأكثر حاسما في المستقبل، نظرا للإمكانيات جد المحدودة التي يتوافر عليها الحوض في هذا الباب، وما يصيب الموارد المائية من تناقص بـفعل تفاقم الجفاف، وما يرتقب أن يحتد من تنافس مرير على هذا العنصر الثمين بين مختلف المستهلكين في كافة الميادين. فالخطر هو أن تبرز ندرة الماء على المدى المتوسط أو البعيد كعامل محدد أو معاكس للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بتافيلالت.
لذا ونظرا لخصوصيات الحوض الجغرافية التي تجعل منه حوضا مناخيا قاحلا ومعزولا، فإنه مقارنة بأحواض أخرى من المغرب يوجد في وضعية حرجة، وهو يواجه تحديات اقتصادية كبيرة (تنمية السياحة) وتحولات اجتماعية عميقة ( تسارع التمدين)، من شأنها أن تزيد من حدة الطلب على الماء.
فهذا الطلب سيرتفع مع تسارع التمدين وتكاثر سكان المراكز الحضرية( نحو أكثر من الثلث في 2020 وقرابة النصف سنة 2030)، وكذلك مع تحسين تزويد القرى والتجمعات السكانية بالماء من ناحية، ثم مع نمو الأنشطة السياحية والحرف الإنتاجية التي تحظى هنا بأهمية خاصة من ناحية أخرى. فهذه كلها قطاعات اجتماعية واقتصادية تفضيلية تكون تلبية حاجاتها من الأولويات. وسيكون ذلك على حساب القطاع الفلاحي الذي سيجبر على تقليص حصته من دون أن ينعكس ذلك على مستوى مردوديته وإنتاجه.
هناك إذن بالحوض وضعية صعبة، تتميز بمحدودية الموارد المائية والضغط المتواصل والمتزايد عليها. فقلة التساقطات المطرية، والنزعة المسجلة خلال العقود الأخيرة نحو تجفف المناخ، لا تساعدان على تنمية هذه الموارد، أو حتى على المحافظة على مستواها الحالي، بل إن تناقصها تساهم فيه ظاهرتي التبخر والتسرب التى تتعرض لها حقينة سد الحسن الداخل، والذي ينقص منها كميات هائلة من الماء كل سنة. بمعنى أنه لمواجهة تزايد الطلب اليوم يلزم العمل على رفع مستوى الموارد المعبأة وترشيد استعمال الكميات المتاحة منها.
حاليا يمكن تقدير صبيب كميات الماء المعبأة للاستعمال بنحو 227 م م3 ، يوفر منها سد الحسن الداخل حوالي 140 م م3. لكن يخشى أن يتراجع مخزون هذا السد في الوقت الحالي إلى أقل من 100 م م3 في 2020. ويلخص الجدول المرافق مصادر المياه المعبأة بحوض زيز، والتي تتوزع كما يلي: