[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الانتشار السلمي للإسلام في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وصحبه)
يحاول الكثير من أعداء الإسلام إظهار الإسلام وكأنه دين وعقيدة مبنية على القتال والعنف وأن انتشاره متوقف على فرضه على الآخرين بالقتال والسيف ، وبعد أحداث الحادي عشر من أيلول التي تسببت بها زمرة منتسبة للإسلام بعيدة عن منهجه الأصيل ، نجد الحملة ضد الإسلام وقد ازدادت شراسة لا سيما في بلاد الغرب ووسائل الإعلام العالمية في نفس الوقت الذي بدأ به المسلمون في كل مكان يعانون من إرهاب ديني يطالهم ويعرضهم للاعتقال والمضايقات الأمنية والاجتماعية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب ، فربطوا بين الإسلام والإرهاب ، وهو ربط تصدت للقيام به مختلف الجهات المعادية للإسلام التي عجزت عن الوقوف بوجه انتشاره المبني على أسلوب الإقناع وعرض الآراء والمبادئ بالطرق المتحضرة ، فلجأت إلى محاولة تشويه صورة الإسلام بابتداع أفكار مغلوطة وإلصاقها بالإسلام ، تجد ذلك بوضوح في الكثير من مواقع الملحدين والمواقع المسيحية والماسونية على شبكة الأنترنيت.
فحين نقرأ التاريخ الإسلامي في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وصحبه) نجد أن الأسلوب السلمي في الدعوة للإسلام هو السائد بشكل مطلق ، وان المسلمين لم يلجؤوا للحرب ضد قريش وبقية القبائل العربية إلا دفاعاً عن وجودهم المرتبط بوجود الإسلام ، ودفاعاً عن حقهم في نشر الإسلام بصورة سلمية ، فكان هدف (نشر الإسلام بسلام) هو الدافع لكثير من الغزوات والسرايا التي تمت في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه) ، تلك الغزوات والسرايا التي كانت تهدف لكسر شوكة المشركين ،وتحطيم القوة العسكرية التي يمتلكونها ، والتي تشكل عائقاً أمام حرية تنقل المسلمين في شبه الجزيرة العربية للدعوة لدينهم بصورة سلمية عن طريق إسماع القرآن الكريم للعرب ليتعرفوا على الناحية الإعجازية فيه ، والتي تدل على صدق النبوة ، وكذلك للاطلاع من خلاله على النواحي الأخلاقية التي جاء بها.
الدعوة المكية :
من المعروف أن المسلمين رغم كل الأذى الذي لاقوه من قبل المشركين في بدء البعثة النبوية الشريفة نجدهم ملتزمين تماماً بمنهج الدعوة السلمية ونبذ العنف ، فبدلاً من مقابلة أذى المشركين بأذى مقابل (رد فعل فردي على أقل تقدير) ولكن أياً من ذلك لم يحصل وفضّل المسلمون الخروج من وطنهم والغربة فراراً بدينهم ، فلم تصدر عنهم أي إساءة أو عنف تجاه المشركين.
وكان عدد المسلمين المهاجرين إلى الحبشة حوالي 82 مسلم خرجوا جميعاً من مكة نحو الحبشة في السنة الخامسة للبعثة ، وهؤلاء الـ 82 مسلم جميعاً قد حافظوا على انتمائهم الإسلامي ونبذهم للعنف بالإضافة إلى الـ 50 مسلم الذين لحقوا بهم في الحبشة مهاجرين من أرض اليمن ، وكذلك المسلمون الذين بقوا في مكة بين ظهور المشركين ، جميعاً كانوا متمسكين بالمنهج السلمي للدعوة للإسلام كما هو إرشاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه) لهم ، ومن المعلوم أنّ الأسلوب السلمي للدعوة الإسلامية ونبذ العنف قد أثمر ثماره المباركة في إيمان مجموعة من قبائل الأوس والخزرج في يثرب واعتناقهم الإسلام ، وبدأت هجرة المسلمين إلى يثرب واستقرارهم بها حتى بوركت جهودهم بهجرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه) إلى يثرب وتكوين أول دولة إسلامية في التأريخ وهي بقيادة النبي (صلى الله عليه وآله وصحبه).
الدعوة المدنية :
كان تشكيل الدولة الإسلامية في يثرب قد شكّل ضربة قوية للمشركين ونظامهم السياسي والاجتماعي في مكة وكل الجزيرة العربية ، حيث حصل المسلمون على موطئ قدم مهم في جزيرة العرب يكون منطلقاً نحو الجزيرة العربية كلها لتحقيق الانتشار الإسلامي في جميع أنحائها بنفس أسلوب الدعوة السلمية ونبذ العنف في الفترة المكية ، وهو الأسلوب الذي ضمن للمسلمين النجاح في يثرب ، وقد تنبه المشركون لهذا الأمر مبكراً ، وقرروا منع تغلغل المسلمين في باقي أنحاء الجزيرة العربية ومنع اختلاطهم مع القبائل العربية ، والإصرار على منع تكرار تجربة المسلمين في يثرب في أي منطقة أخرى من بلاد العرب ، فكان الحزم والشدة والتقتيل منهجاً للمشركين لمنع تنقل المسلمين خارج يثرب ومنع اتصالهم ببقية القبائل العربية ، بحيث تكون بلاد العرب منطقة مغلقة في وجه المسلمين ، ونتيجة لهذه السياسة التي اتبعها المشركون لم يعد بإمكان أي مسلم التنقل بين القبائل العربية خارج يثرب دون أن يناله القتل ، وأصبح الأمان مفقوداً للمسلمين خارج يثرب ، ولعل حادثة بئر معونة التي سنأتي على ذكرها ، هي نموذج للأخطار التي كانت تتهدد المسلمين خارج يثرب ، ونتيجة لذلك فقد أصبح المسلمون من الناحية العملية محاصرين في يثرب ، فلا تجارة ولا قوافل ولا علاقات اقتصادية مع أي جهةٍ كانت ، ولذلك عاش المسلمون في يثرب معيشة الفقر والحاجة ، وظهرت طبقة من المسلمين وهم فقراء المهاجرين يعيشون في المسجد ، وينامون فيه من شدة فقرهم وهم أهل الصفة ، وعددهم حوالي الأربعمائة مسلم ، واستمر حال المسلمين على هذا النحو دون أن يحركوا ساكن ولمدة سنتين ، حتى أتى أمر الله عزَّ وجل فنزل قوله تعالى : (( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ))..
وبنزول هذه الآية المباركة بدأ منهج إسلامي جديد يتضمن كسر شوكة المشركين العسكرية من أجل فسح المجال للدعوة السلمية الإسلامية وضمان حرية تنقل المسلمين بين القبائل العربية ، فبدا المسلمون يتعرضون لقوافل قريش ، ويقطعون الطريق التجاري بين مكة وبلاد الشام من أجل إضعاف قوة قريش وفرض هيبة الدولة الإسلامية الجديدة ، فكانت معركة بدر الكبرى ونتيجتها الحاسمة التي أسست للانتشار السلمي للإسلام في كل أنحاء الجزيرة العربية ، ومن ثم في كافة أنحاء العالم.
الانتشار السلمي للإسلام في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وصحبه)
يحاول الكثير من أعداء الإسلام إظهار الإسلام وكأنه دين وعقيدة مبنية على القتال والعنف وأن انتشاره متوقف على فرضه على الآخرين بالقتال والسيف ، وبعد أحداث الحادي عشر من أيلول التي تسببت بها زمرة منتسبة للإسلام بعيدة عن منهجه الأصيل ، نجد الحملة ضد الإسلام وقد ازدادت شراسة لا سيما في بلاد الغرب ووسائل الإعلام العالمية في نفس الوقت الذي بدأ به المسلمون في كل مكان يعانون من إرهاب ديني يطالهم ويعرضهم للاعتقال والمضايقات الأمنية والاجتماعية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب ، فربطوا بين الإسلام والإرهاب ، وهو ربط تصدت للقيام به مختلف الجهات المعادية للإسلام التي عجزت عن الوقوف بوجه انتشاره المبني على أسلوب الإقناع وعرض الآراء والمبادئ بالطرق المتحضرة ، فلجأت إلى محاولة تشويه صورة الإسلام بابتداع أفكار مغلوطة وإلصاقها بالإسلام ، تجد ذلك بوضوح في الكثير من مواقع الملحدين والمواقع المسيحية والماسونية على شبكة الأنترنيت.
فحين نقرأ التاريخ الإسلامي في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وصحبه) نجد أن الأسلوب السلمي في الدعوة للإسلام هو السائد بشكل مطلق ، وان المسلمين لم يلجؤوا للحرب ضد قريش وبقية القبائل العربية إلا دفاعاً عن وجودهم المرتبط بوجود الإسلام ، ودفاعاً عن حقهم في نشر الإسلام بصورة سلمية ، فكان هدف (نشر الإسلام بسلام) هو الدافع لكثير من الغزوات والسرايا التي تمت في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه) ، تلك الغزوات والسرايا التي كانت تهدف لكسر شوكة المشركين ،وتحطيم القوة العسكرية التي يمتلكونها ، والتي تشكل عائقاً أمام حرية تنقل المسلمين في شبه الجزيرة العربية للدعوة لدينهم بصورة سلمية عن طريق إسماع القرآن الكريم للعرب ليتعرفوا على الناحية الإعجازية فيه ، والتي تدل على صدق النبوة ، وكذلك للاطلاع من خلاله على النواحي الأخلاقية التي جاء بها.
الدعوة المكية :
من المعروف أن المسلمين رغم كل الأذى الذي لاقوه من قبل المشركين في بدء البعثة النبوية الشريفة نجدهم ملتزمين تماماً بمنهج الدعوة السلمية ونبذ العنف ، فبدلاً من مقابلة أذى المشركين بأذى مقابل (رد فعل فردي على أقل تقدير) ولكن أياً من ذلك لم يحصل وفضّل المسلمون الخروج من وطنهم والغربة فراراً بدينهم ، فلم تصدر عنهم أي إساءة أو عنف تجاه المشركين.
وكان عدد المسلمين المهاجرين إلى الحبشة حوالي 82 مسلم خرجوا جميعاً من مكة نحو الحبشة في السنة الخامسة للبعثة ، وهؤلاء الـ 82 مسلم جميعاً قد حافظوا على انتمائهم الإسلامي ونبذهم للعنف بالإضافة إلى الـ 50 مسلم الذين لحقوا بهم في الحبشة مهاجرين من أرض اليمن ، وكذلك المسلمون الذين بقوا في مكة بين ظهور المشركين ، جميعاً كانوا متمسكين بالمنهج السلمي للدعوة للإسلام كما هو إرشاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه) لهم ، ومن المعلوم أنّ الأسلوب السلمي للدعوة الإسلامية ونبذ العنف قد أثمر ثماره المباركة في إيمان مجموعة من قبائل الأوس والخزرج في يثرب واعتناقهم الإسلام ، وبدأت هجرة المسلمين إلى يثرب واستقرارهم بها حتى بوركت جهودهم بهجرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه) إلى يثرب وتكوين أول دولة إسلامية في التأريخ وهي بقيادة النبي (صلى الله عليه وآله وصحبه).
الدعوة المدنية :
كان تشكيل الدولة الإسلامية في يثرب قد شكّل ضربة قوية للمشركين ونظامهم السياسي والاجتماعي في مكة وكل الجزيرة العربية ، حيث حصل المسلمون على موطئ قدم مهم في جزيرة العرب يكون منطلقاً نحو الجزيرة العربية كلها لتحقيق الانتشار الإسلامي في جميع أنحائها بنفس أسلوب الدعوة السلمية ونبذ العنف في الفترة المكية ، وهو الأسلوب الذي ضمن للمسلمين النجاح في يثرب ، وقد تنبه المشركون لهذا الأمر مبكراً ، وقرروا منع تغلغل المسلمين في باقي أنحاء الجزيرة العربية ومنع اختلاطهم مع القبائل العربية ، والإصرار على منع تكرار تجربة المسلمين في يثرب في أي منطقة أخرى من بلاد العرب ، فكان الحزم والشدة والتقتيل منهجاً للمشركين لمنع تنقل المسلمين خارج يثرب ومنع اتصالهم ببقية القبائل العربية ، بحيث تكون بلاد العرب منطقة مغلقة في وجه المسلمين ، ونتيجة لهذه السياسة التي اتبعها المشركون لم يعد بإمكان أي مسلم التنقل بين القبائل العربية خارج يثرب دون أن يناله القتل ، وأصبح الأمان مفقوداً للمسلمين خارج يثرب ، ولعل حادثة بئر معونة التي سنأتي على ذكرها ، هي نموذج للأخطار التي كانت تتهدد المسلمين خارج يثرب ، ونتيجة لذلك فقد أصبح المسلمون من الناحية العملية محاصرين في يثرب ، فلا تجارة ولا قوافل ولا علاقات اقتصادية مع أي جهةٍ كانت ، ولذلك عاش المسلمون في يثرب معيشة الفقر والحاجة ، وظهرت طبقة من المسلمين وهم فقراء المهاجرين يعيشون في المسجد ، وينامون فيه من شدة فقرهم وهم أهل الصفة ، وعددهم حوالي الأربعمائة مسلم ، واستمر حال المسلمين على هذا النحو دون أن يحركوا ساكن ولمدة سنتين ، حتى أتى أمر الله عزَّ وجل فنزل قوله تعالى : (( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ))..
وبنزول هذه الآية المباركة بدأ منهج إسلامي جديد يتضمن كسر شوكة المشركين العسكرية من أجل فسح المجال للدعوة السلمية الإسلامية وضمان حرية تنقل المسلمين بين القبائل العربية ، فبدا المسلمون يتعرضون لقوافل قريش ، ويقطعون الطريق التجاري بين مكة وبلاد الشام من أجل إضعاف قوة قريش وفرض هيبة الدولة الإسلامية الجديدة ، فكانت معركة بدر الكبرى ونتيجتها الحاسمة التي أسست للانتشار السلمي للإسلام في كل أنحاء الجزيرة العربية ، ومن ثم في كافة أنحاء العالم.