منتديات مواد الاجتماعيات



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مواد الاجتماعيات

منتديات مواد الاجتماعيات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات مواد الاجتماعيات


    الأبعاد الجيوبوليتيكية للصراع في غزة

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : الأبعاد الجيوبوليتيكية للصراع في غزة 710
    عارضة الطاقة :
    الأبعاد الجيوبوليتيكية للصراع في غزة Left_bar_bleue90 / 10090 / 100الأبعاد الجيوبوليتيكية للصراع في غزة Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    الأبعاد الجيوبوليتيكية للصراع في غزة Empty الأبعاد الجيوبوليتيكية للصراع في غزة

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة فبراير 03 2012, 17:00

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    الأبعاد الجيوبوليتيكية للصراع في غزة

    يشار إلى الصراع على أنه تعبير عن حالة من العداء والخلاف والتنازع العام بين طرفين أو أكثر حول الأهداف والاستراتيجيات بحيث يجهز ويعبأ كل طرف عتاده العسكري وموارده وإمكانياته ضد الطرف الآخر، أما الجيوبوليتيك بمفهومة المعاصر فهو تحليل الأحداث بما فيها العسكرية والعلاقات السياسية في ضوء الأوضاع والتراكيب الجغرافية وصياغتها بما يخدم المستقبل.
    وبالنظر للموضوع (الصراع والحرب غير الأخلاقية الدائرة على أرض فلسطين، قطاع غزة على وجه التحديد) سنجد أنه صراع تمتد جذوره التاريخية عبر التاريخ وله أبعاد متعددة ومسارات متعددة.
    والجدير بالذكر أن هذا الصراع يندرج ضمنه حيوية موقع فلسطين باعتبارها مركز الثقل في الشرق الأوسط والوطن العربي، وأن الغرب لا يمكن له أن يكون آمناً ومستقراً إلا إذا احتفظ بهذه الأرض ووضعها تحت تصرفه وإمكاناته بالكامل بما فيها الضفة وقطاع غزة، بمعنى آخر إن موقع فلسطين الفريد يحتل مكانة وأهمية استراتيجية وجيوبوليتيكية بالغة على المستويين العربي والدولي بحيث أصبح ذلك الموقع جزء من حائط وسور لحماية أوروبا وتجاوزت اليوم لتشكل حماية للمصالح الأمريكية بالدرجة الأولى.
    وهذا يقودنا إلى القول بأن الحرب الاعتراضية الدائرة الآن في غزة الصمود والتحدي والمصممة على أساس الهجوم المدمر بريا وجويا وبحريا للإجهاز السريع على البنية التحتية بما فيها الإنسان الفلسطيني بالطيران ومن ثم محاولة اكتساب الأرض عبر القوة البرية للدفاع بالمناورة من أجل إجبار المقاومة على التراجع عن خطوطها الأمامية واللجوء إلى الدفاع ثم إجبارها على الانكماش وفي مقدمتهم حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وهو ما سيفشل أمام صمود واستبسال كتائبها القسامية السامقة والأجنحة العسكرية للبقية الفصائل الفلسطينية»، تشير إلى حقيقة أن الصراع على السيطرة والاحتوائي لذلك الموقع الجيوبوليتيكي والاستراتيجي العالمي الذي تتميز به فلسطين هو بالفعل يشكل حجر الزاوية في هذه الحرب الظالمة.
    وهنا نجد الصهاينة الجدد ومن تعاون معهم من الأمريكان والغرب والعرب ينوون خلق حالة جديدة ووضعا جغرافيا مفروضا بلغة القنابل الفسفورية المحرمة دوليا يصب كله في اتجاه حماية المصالح الأوروبية والأمريكية -اليهودية بالدرجة الأولى.
    إن ما يهمنا في هذا الصراع وفي هذا الصدد هو أبعاده الجيوبوليتيكية والتي قد ترسم وتتبلور ملامحها بالمستقبل من وجهة نظرنا وفق الآتي:
    1- إن الصهيونية لا تعتنق إلا مبدأ القوة بمفهومها الشامل والكامل، لذلك نجدها تحاول يائسة أن تفرض واقعا مغايرا على ساحة المعركة الحالية وفي طاولة الحوار وفي أروقة مجلس الأمن، من خلال توظيفها لكل إمكانيتها بما فيها علاقاتها مع الأنظمة العربية المتخاذلة والمستسلمة للحلول السلمية، بحيث يصب كل ذلك في استمرارية تغلغل المشروع الصهيوني الكبير في المنطقة العربية والإسلامية (دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات، والذي قد يخلق -لا سمح الله- حالة من الإحباط والاستسلام الكامل والتام من قبل بقية الأنظمة العربية والتي مازالت تحمل في عروقها ووجدانها نوعاً من التقديس لقضية الصراع الصهيوني -العربي الإسلامي على أرض فلسطين أولى القبلتين وثالث الحرمين الشرفين.
    2- إن التغير في قيمة الموقع الاستراتيجي والجيوبوليتيكي لدولة فلسطين سيصبح من خلال الصراع الحالي في صالح الشعب الفلسطيني وليس في صالح الصهيونية والقوى المتحالفة معها كما تعتقد الأخيرة، لأن محاولات منع دول المواجهة العربية (سوريا -الأردن -العراق عبر الأردن -لبنان -مصر) من الدخول في هذا الصراع بعد أكثر من ستين سنة قد باءت بالفشل الذريع، فلقد تكشفت حقائق للصناع القرار ولقادتها ولشعوبها بأن الصهيونية لا تستهدف الشعب الفلسطيني أو حركة حماس وحدها بل اتخذتهما ذريعة للوصول إلى الأهداف والغايات الكبرى بما فيها دول المواجهة العربية نفسها، الأمر الذي سيتيح توظيف ذلك الموقع لصالح قضية فلسطين العادلة.
    2- إن صمود حركة المقاومة الإسلامية حماس بالصورة الأسطورية المشاهدة وقدرتها على إطالة أمد المعركة واستنزاف الجيش الصهيوني عدد كبير من جنوده وضباطه والذين أنفقت عليهم الخزانة الصهيونية نفقات باهظة أثناء إعدادهم لمواجهة كتائب القسام «شوكة العرب والمسلمين» والتي نشرت الرعب في صفوف الجيش اليهودي وعتاده وهو ما سيتم إعلانه -في اعتقادي- بعد توقف العدوان الهمجي والبربري على قطاع غزة، ليرسم مشهداً و»سيناريو مستقبلي» شديد الأهمية والذي يتمثل في قدرة الفلسطينيين بقيادة حمساويها على تحرير فلسطين بالكامل بالمستقبل المنظور ولاسيما إذا ما طورت حماس من منظومتها الدفاعية و أسلحتها العسكرية، بل من المحتمل أن ذلك سيرسم أيضا قدرة هذه الحركة على قيادة وإدارة الدولة الفلسطينية بأبعادها المختلفة، وتحت مظلتها كل الفصائل الفلسطينية قيادة سياسية وعسكرية وسيتبعها لاحقا القوة الاقتصادية والدبلوماسية وإدارة فاعلة للقوة البشرية.
    3-اتساع النطاق الجغرافي لجيل الردع، بمعنى أن الحرب الشرسة التي قادها الجيش الصهيوني بتحالفاته غير المعلنة ليس ضد المدنيين والأطفال والنساء في غزة بل كما صرحت به ليفني بأنه ضد القيم الإسلامية السمحاء وهو ما وسع على اليهود جبهة المواجهة خارج نطاق فلسطين وخارج النطاق العربي ووصولا إلى النطاق الإسلامي المتواجد في كل دولة من دول العالم، ولاسيما إذا علمنا أن موازين القوى في المعركة لا تقررها الآلة العسكرية ولا التجهيزات ولا المعدات التكنولوجيا ولا آلة الحرب الشرسة الفسفورية، وإنما الإيمان العميق والثقة المطلقة بالله تعالى وبدينه الإسلامي الذي يغرس في نفوس المسلمين جميعا مبدأ أن النصر من عنده سبحانه وتعالى، وبالإعداد المادي والمعنوي قدر المستطاع قال تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) صدق الله العظيم.
    4- إن انسحاب الجيش الصهيوني من غزة وهو يجر أذيال الخزي والهزيمة والعار سيترك آثاره العميقة على نفسيات الجيش اليهودي وعلى سكان إسرائيل ولاسيما على قاعدة هرمة السكاني (الأطفال صفر -14 سنة) وسيعرف كل أولئك بأنهم راحلون يوما ما من أرض فلسطين، أرض الإسراء والمعراج إلى مكان غير محدد الوجه، وهو أمر من شأنه أن يعيد ترتيب القوى لصالح الشعب الفلسطيني في المستقبل.
    5- سيرسم هذا المشهد الملتهب في قطاع غزة انطباعات جيدة لدى القادة العرب والمسلمين باستحقاقات حركة حماس التاريخية المستقبلية بإقامة علاقاتها الإقليمية والدولية عبر التمثيل الدبلوماسي والنشاط السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي أسوة بأية حكومة عربية ودولية تستمد شرعيتها من شعبها بشكل طبيعي ودون مواربة أو مجاملة منها أو تخوف من قبولها.
    6- إن تفاعل العرب والمسلمين مع المشهد العسكري الذي يقوده الجناح العسكري لحماس والفصائل الفلسطينية الأخرى ضد الهمجية الصهيونية، عبر تبرعاتهم وخروجهم للتظاهرات والاعتصامات بل ودعواتهم المتواصلة لإخوانهم بالنصر ليؤكد أيما تأكيد على وحدة القضية ووحدة المشروع ووحدة الهدف والغاية لدى كل العرب والمسلمين.
    وتأسيسا على ما تقدم يمكن القول بأن ملامح الصراع في غزة والمشاهد اليوم «وخلال خمسة عشرة يوما مضت» قد رسم إطلالات صارخة يصعب نسيانها وعلى كل الواجهات الدولية والإقليمية والمحلية، بل وعلى مستوى القيادات السياسية وصناع القرار والقادة العسكريين وقادة الرأي والنخب والشباب والشيوخ والأطفال والنساء، وعلى مستوى الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان. بالإضافة إلى أن هذا الصراع قد كشف بما لا يدع مجالا للشك عن عدالة القضية الفلسطينية وعن استحقاق الشعب الفلسطيني بأن يدافع عن مغتصباته ومقدساته المحتلة بما فيها كافة الحقوق عبر المقاومة المسلحة والعمل العسكري أسوة بكل الشعوب التي نالت استحقاقاتها بنفس الأسلوب وبذات الطريقة، لأن ما يؤخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 27 2024, 22:41