[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سقوط غرناطة
لا زال العرب والمسلمون يذكرون الأندلس (الفردوس المفقود) وهم يسيرون على نفس الخطى التي سارت عليها دول الطوائف والإمارات الأندلسية بعد أكثر من ستمائة عام على فقدان هذا الفردوس؟!..
وحتى لا ننسى ونحن نتقلب على جمر الانشقاقات والصراعات والاقتتال، واحتساء كؤوس مرارة ظلم الحكام الديكتاتوريين وجور الأنظمة الاستبدادية الشمولية وحنظل فعالهم، واللجوء في حل مشاكلنا وحماية أوطاننا إلى الأعداء بمختلف مسمياتهم لينصفونا من ظلم الظالمين المستبدين ويساعدونا في تحرير أوطاننا من المحتلين (معادلة يصعب فهمها)!!
ففي مثل هذا اليوم الثاني من كانون الثاني عام 1492م اختتمت المأساة الأندلسية, واستولى القشتاليون على غرناطة آخر الحواضر الإسلامية في إسبانيا, وخفق العلم الصليبي ظافراً فوق صرح الإسلام المغلوب، وانتهت بذلك دولة الإسلام بالأندلس, وطويت إلى الأبد تلك الصفحة المجيدة المؤثرة من تاريخ الإسلام, وقضي على الحضارة الأندلسية الباهرة, وآدابها وعلومها وفنونها, و كل ذلك التراث الشامخ, بالفناء و المحو!!
شهد المسلمون احتلال العدو الظافر لحضارتهم ودار ملكهم, ومواطن آبائهم وأجدادهم, وقلوبهم تتفطر حزنا وأسى.
قلة من يعرف ماذا فعل القشتاليون في غرناطة بعد استسلامها لهم.. وحتى لا تنسينا همومنا وما نفعل نحن في أوطاننا، وما يقوم به الغزاة والمحتلون من أفاعيل فينا وبأرضنا ومياهنا وهوائنا.. فما الذي حدث يوم الثاني من كانون الثاني عام 1492م:
ما هو هذا الحدث المزلزل الذي حل بالمدينة فغير خارطة الأحداث بمنطقة البحر المتوسط والعالم أجمع, وغطت أهميته على أمرين هامين وقعا أيضاً في نفس السنة: قرار طرد اليهود من إسبانيا واكتشاف (المنسوب زورا إلى كريستوف كولمبس) القارة الأمريكية؟ ما هي تفاصيل هذا اليوم الذي يزعم الصليبيون أنه كان آخر يوم في حرب استرداد دامت ثمانية قرون؟ وكيف عاشت غرناطة آخر أيامها قبل أن تُسلم إلى جلادها, ليُنصّر أبناءها و يُستعبدوا و يُحرّقوا بنيران محاكم التفتيش الرهيبة فيما بعد استسلامها؟
تصفحت كتب التاريخ واعتمدت على روايات كلها قشتالية وأوربية إلا رواية إسلامية واحدة (وهي للأسف الرواية الإسلامية الوحيدة التي تروي تفاصيل ما حدث يوم2 كانون الثاني وقد خطها كاتب مجهول عاصر الأحداث). وتتفق كل هذه الروايات على أنه في صباح هذا اليوم, كان المعسكر الصليبي في (شنتفي) يموج بالضجيج والابتهاج. وكانت الأوامر قد صدرت والأهبة قد اتخذت لاحتلال المدينة. وكان قد اتفق بين أبي عبد الله والملك فرديناند أن تطلق من الحمراء ثلاثة مدافع تكون إيذاناً بالاستعداد للتسليم. ولم يشأ فرديناند أن يسير إلى الحاضرة الإسلامية بنفسه, قبل التحقق من خضوعها التام, واستتباب الأمن والسلامة فيها, فأرسل إليها قوة من ثلاثة ألاف جندي وسرية من الفرسان, وعلى رأسها الكاردينال (بيدرو دي مندوسا) مطران إسبانيا الأكبر. وكان من المتفق عليه أيضاً بين فرديناند و أبي عبد الله ألا يخترق الجيش الصليبي شوارع المدينة, بل يسير تواً إلى قصبة الحمراء, حتى لا يقع حادث أو شغب. ومن ثم فقد اخترق الجند القشتاليون الفحص إلى ضاحية أرميليا (أرملة) الواقعة جنوبي غرناطة, ثم عبروا نهر (شنيل), واتجهوا توا إلى قصر الحمراء من ناحية التل المسمى (تل الرحى), الواقع غربي المدينة وجنوبي غربي الحمراء.
وسار الملك فرديناند في الوقت نفسه في قوة أخرى, ورابط على ضفة شنيل, ومن حوله أكابر الفرسان والخاصة في ثيابهم الزاهية, حتى يمهد الكاردينال الطريق لمقدم الركب الملكي. وانتظرت الملكة إيزابيلا في سرية أخرى من الفرسان في أرميليا, على قيد مسافة قريبة.
ووصل الجند القشتاليون إلى مدينة غرناطة من هذه الطريق المنحرفة نحو الظهر, وكانت أبواب الحمراء قد فتحت وأخليت أبهاؤها استعداداً للساعة الحاسمة.
سقوط غرناطة
لا زال العرب والمسلمون يذكرون الأندلس (الفردوس المفقود) وهم يسيرون على نفس الخطى التي سارت عليها دول الطوائف والإمارات الأندلسية بعد أكثر من ستمائة عام على فقدان هذا الفردوس؟!..
وحتى لا ننسى ونحن نتقلب على جمر الانشقاقات والصراعات والاقتتال، واحتساء كؤوس مرارة ظلم الحكام الديكتاتوريين وجور الأنظمة الاستبدادية الشمولية وحنظل فعالهم، واللجوء في حل مشاكلنا وحماية أوطاننا إلى الأعداء بمختلف مسمياتهم لينصفونا من ظلم الظالمين المستبدين ويساعدونا في تحرير أوطاننا من المحتلين (معادلة يصعب فهمها)!!
ففي مثل هذا اليوم الثاني من كانون الثاني عام 1492م اختتمت المأساة الأندلسية, واستولى القشتاليون على غرناطة آخر الحواضر الإسلامية في إسبانيا, وخفق العلم الصليبي ظافراً فوق صرح الإسلام المغلوب، وانتهت بذلك دولة الإسلام بالأندلس, وطويت إلى الأبد تلك الصفحة المجيدة المؤثرة من تاريخ الإسلام, وقضي على الحضارة الأندلسية الباهرة, وآدابها وعلومها وفنونها, و كل ذلك التراث الشامخ, بالفناء و المحو!!
شهد المسلمون احتلال العدو الظافر لحضارتهم ودار ملكهم, ومواطن آبائهم وأجدادهم, وقلوبهم تتفطر حزنا وأسى.
قلة من يعرف ماذا فعل القشتاليون في غرناطة بعد استسلامها لهم.. وحتى لا تنسينا همومنا وما نفعل نحن في أوطاننا، وما يقوم به الغزاة والمحتلون من أفاعيل فينا وبأرضنا ومياهنا وهوائنا.. فما الذي حدث يوم الثاني من كانون الثاني عام 1492م:
ما هو هذا الحدث المزلزل الذي حل بالمدينة فغير خارطة الأحداث بمنطقة البحر المتوسط والعالم أجمع, وغطت أهميته على أمرين هامين وقعا أيضاً في نفس السنة: قرار طرد اليهود من إسبانيا واكتشاف (المنسوب زورا إلى كريستوف كولمبس) القارة الأمريكية؟ ما هي تفاصيل هذا اليوم الذي يزعم الصليبيون أنه كان آخر يوم في حرب استرداد دامت ثمانية قرون؟ وكيف عاشت غرناطة آخر أيامها قبل أن تُسلم إلى جلادها, ليُنصّر أبناءها و يُستعبدوا و يُحرّقوا بنيران محاكم التفتيش الرهيبة فيما بعد استسلامها؟
تصفحت كتب التاريخ واعتمدت على روايات كلها قشتالية وأوربية إلا رواية إسلامية واحدة (وهي للأسف الرواية الإسلامية الوحيدة التي تروي تفاصيل ما حدث يوم2 كانون الثاني وقد خطها كاتب مجهول عاصر الأحداث). وتتفق كل هذه الروايات على أنه في صباح هذا اليوم, كان المعسكر الصليبي في (شنتفي) يموج بالضجيج والابتهاج. وكانت الأوامر قد صدرت والأهبة قد اتخذت لاحتلال المدينة. وكان قد اتفق بين أبي عبد الله والملك فرديناند أن تطلق من الحمراء ثلاثة مدافع تكون إيذاناً بالاستعداد للتسليم. ولم يشأ فرديناند أن يسير إلى الحاضرة الإسلامية بنفسه, قبل التحقق من خضوعها التام, واستتباب الأمن والسلامة فيها, فأرسل إليها قوة من ثلاثة ألاف جندي وسرية من الفرسان, وعلى رأسها الكاردينال (بيدرو دي مندوسا) مطران إسبانيا الأكبر. وكان من المتفق عليه أيضاً بين فرديناند و أبي عبد الله ألا يخترق الجيش الصليبي شوارع المدينة, بل يسير تواً إلى قصبة الحمراء, حتى لا يقع حادث أو شغب. ومن ثم فقد اخترق الجند القشتاليون الفحص إلى ضاحية أرميليا (أرملة) الواقعة جنوبي غرناطة, ثم عبروا نهر (شنيل), واتجهوا توا إلى قصر الحمراء من ناحية التل المسمى (تل الرحى), الواقع غربي المدينة وجنوبي غربي الحمراء.
وسار الملك فرديناند في الوقت نفسه في قوة أخرى, ورابط على ضفة شنيل, ومن حوله أكابر الفرسان والخاصة في ثيابهم الزاهية, حتى يمهد الكاردينال الطريق لمقدم الركب الملكي. وانتظرت الملكة إيزابيلا في سرية أخرى من الفرسان في أرميليا, على قيد مسافة قريبة.
ووصل الجند القشتاليون إلى مدينة غرناطة من هذه الطريق المنحرفة نحو الظهر, وكانت أبواب الحمراء قد فتحت وأخليت أبهاؤها استعداداً للساعة الحاسمة.