[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المغرب العربي .المياه: الوضع الجيومائي المغاربى
لا يمكن أن نتغافل دور الماء فى التنمية العربيةالمنشودة، فهو أحد رهاناتها المستقبلية، لكن الوضع الحالى ينذر بكثير من الأخطار إنلم يكن مبعثا على القلق الشديد. إذ أن أغلب الدول العربية فى
سنة 2025 باستثناء العراق والسودان ستقع فى دائرةالتصنيف الدولية التى ستعانى من ندرة الماء " 1000 متر مكعب سنويا للشخص"، بالإضافةإلى أن ثلث منها سينزل إلى مستوى 500 متر مكعب سنويا للشخص، وهو سقف كارثى بكلالمعاني.
لذلك لا مناص من مراجعة العديد من البرامج الاقتصاديةومخططات التنمية الحالية فى العديد من القطاعات "الفلاحة والسياحة..."، لأن أىمشكلة فى الماء ستنعكس على الأمن الغذائي، وبالتالى على الاستقرار السياسىوالاجتماعي..
على ضوء ما تقدم من أرقام فى المدخل، يصبح موضوع الماءرهانا سياسيا واقتصاديا بامتياز، بحيث يقتضى توفيره كما تدبيره التنسيق بين العديدمن المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والبيئية فى المغرب العربي. ناهيكأن التغيرات المناخية والحاجات المتزايدة فى تغذية شعوبه بالقياس إلى ارتفاع النموالديموغرافى وتحسُّن مستواهم المعيشى بالتدريج، سيجعل من الماء لا محالة تحدياكبيرا يجب رفع مشكلة النقص فى كمياته منذ التسعينات، بالقياس إلى الحاجياتالمتعاظمة وقلة موارده أو محدوديتها. لذا، هل تعتبر مشكلة قلة الماء فى المغربالعربى سببا فى اندلاع توترات نحن فى غنى عنها؟
وما هى انعكاساتها على التنمية؟ ناهيك أن الدراساتالمناخية تضع منطقتنا بين المناطق التى ستعانى شحا كبيرا فى موارد هذه المادةالحيوية غير القابلة للتعويض. وبالتالى يرتفع خطر الحاجة إلى الخارج فى مجالالتغذية وتوفير لقمة العيش؟ أسئلة نعرض رهاناتها بتفصيل بالنسبة لبلدان المغربالعربي.
وبالطبع إن واقع الأرقام الحالى عالميا، يؤكد أن الخطرالفعلى فى توفير الماء يبدأ فعليا مع توفر أقل من 1700 متر مكعب سنويا وبالنسبةللشخص الواحد، وهو وضع لا يحسد عليه فى أكثر من 80 دولة " إحصاء 1995"، لكن الأخطريبدأ مع العد العكسى إن وصل الأمر إلى 1000 متر مكعب "= 2740 لتر يوميا"، حيث تتعممالندرة ويعم القحط ويستفحل العطش، وهو الحال الذى سيصيب أكثر من 60 دولة سنة 2025. ومن ثم يفرض علينا الواجب التنبيه بأن المغرب والجزائر وليبيا وسوريا والأردن ومصروتونس توجد مع الأسف فى هذه اللائحة. علاوة أن حالة الندرة المطلقة سيصيب فى مقتلبعض مناطق الأردن، العربية السعودية وجنوب الجزائر... بعد أن ينزل سقف التساقطاتفيها إلى اقل من 500 ملم مكعب.
ذلك أن هذا التقدير لم يعتمد جزافا، بل هو مقياس علمىاهتدت إليه الأبحاث الهيدرومائية عبر ما أصبح يعرف بـ :مؤشر القلق المائي" "water stress" كغيره من مؤشرات القياس العالمية المعتمدة " مؤشر التغطية، مؤشرالنمو،..."، إذ حددت صاحبته الفيزيائية السويدية "Malin Falkenmark" حالة الإنذارفى انخفاض المتوفر من الماء تحت سقف 1700 متر مكعب بالنسبة لكل شخص سنويا، أما حالةالندرة والخصاص "water scarcity" تكمن فى انخفاض المتوفر من الماء تحت سقف 1000 مترمكعب سنويا "2740 لتر يوميا" بالنسبة للشخص الواحد.
الجغرافية أقوى من السياسة
تشير المعطيات الجغرافية أن منطقتى المغرب والمشرقالعربى تقعان بين خط 36 درجة شمال الحدود السورية التركية وخط 12 جنوب الساحلالجنوبى من شبه الجزيرة العربية. هذا بالإضافة أن حوض البحر الأبيض المتوسط يتداخلبقوة مع السواحل الشرقية، مما يسمح بتسرب كثير من الضغوطات الجوية الغربية. وبالتالى إن هذه المنطقة الجغرافية التى تبلغ 14 مليون كلم²، لا تخضع لنظام مناخىمتشابه، بل هى حلقة وصل بين منطقتين: المنطقة الاستوائية وشبه الاستوائية المعروفةبوجود ضغوط عالية مستقرة من ناحية، كما تقع من ناحية أخرى فى المنطقة المتوسطيةالتى تتميز بمناخ معتدل يتميز بحركة ضغط رياح غرب شرقية بطريقة دورية.
بإيجاز شديد، تفرض هذه المعطيات الجغرافية القول بأنالتساقطات المطرية تخضع فى مجملها للمناخ المتوسطي. فهى إن كانت تحدث فى فصولالخريف والشتاء، يبقى أن توزيعها يختلف من منطقة إلى أخرى وتتحكم فيه ثلاثة عوامل: خطوط العرض وتضاريس المنطقة وجملة من العوامل القارية "ناجمة عن ميزات مناخيةمتولدة من ضعف التأثيرات البحرية". فالتساقطات كثيرة بالقرب من الساحل، لكنها ضعيفةكل ما اتجهنا نحو الجنوب أو اتجهنا نحو شرق الشرق الأوسط.
والظاهر أن السمة العامة تتمثل فى أن مدة الصيف طويلة،فهى تستغرق ما بين 3 إلى 5 أشهر، لكنها تتجاوز 6 شهور كلما ابتعدنا عن الساحل: 5شهور فى بيروت، 6 شهور فى الموصل العراقي، 8 شهور فى دمشق وأحيانا تصل 10 شهور فىبغداد.
مؤدى هذه الملاحظات المناخية والجغرافية أن نستنتج بأنالتساقطات المطرية ضعيفة عموما، حيث لا تفوق فى معدلها السنوى 600 ملم فى المناطقالجنوبية من حوض البحر الأبيض المتوسط، لكن يمكن فى حالات استثنائية أن تفوق هذهالتساقطات 1000 ملم فى بعض المناطق المتاخمة للساحل الشمالى من بلدان المغربالعربي. منه مثلا ما نشهده من كم التساقطات فى منطقة الريف " شمال المغرب" حيث تفوق 1000ملم فى جبال الريف " وتصل أحيانا 1700ملم فى قممه أو قمم جبال الأطلس العالية"،بحيث تبلغ أحيانا فى بعض قمم الأطلس المتوسط والعالى وأطلس شرق الجزائر 1352 ملم فىمدينة يكورن التى تقع فى منطقة القبائل و1773 ملم فى إدوغ الجزائريتين. وهو مايوازيه فى لبنان وسوريا " جبل لبنان وجبل أنصاريا..".
المغرب العربي .المياه: الوضع الجيومائي المغاربى
لا يمكن أن نتغافل دور الماء فى التنمية العربيةالمنشودة، فهو أحد رهاناتها المستقبلية، لكن الوضع الحالى ينذر بكثير من الأخطار إنلم يكن مبعثا على القلق الشديد. إذ أن أغلب الدول العربية فى
سنة 2025 باستثناء العراق والسودان ستقع فى دائرةالتصنيف الدولية التى ستعانى من ندرة الماء " 1000 متر مكعب سنويا للشخص"، بالإضافةإلى أن ثلث منها سينزل إلى مستوى 500 متر مكعب سنويا للشخص، وهو سقف كارثى بكلالمعاني.
لذلك لا مناص من مراجعة العديد من البرامج الاقتصاديةومخططات التنمية الحالية فى العديد من القطاعات "الفلاحة والسياحة..."، لأن أىمشكلة فى الماء ستنعكس على الأمن الغذائي، وبالتالى على الاستقرار السياسىوالاجتماعي..
على ضوء ما تقدم من أرقام فى المدخل، يصبح موضوع الماءرهانا سياسيا واقتصاديا بامتياز، بحيث يقتضى توفيره كما تدبيره التنسيق بين العديدمن المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والبيئية فى المغرب العربي. ناهيكأن التغيرات المناخية والحاجات المتزايدة فى تغذية شعوبه بالقياس إلى ارتفاع النموالديموغرافى وتحسُّن مستواهم المعيشى بالتدريج، سيجعل من الماء لا محالة تحدياكبيرا يجب رفع مشكلة النقص فى كمياته منذ التسعينات، بالقياس إلى الحاجياتالمتعاظمة وقلة موارده أو محدوديتها. لذا، هل تعتبر مشكلة قلة الماء فى المغربالعربى سببا فى اندلاع توترات نحن فى غنى عنها؟
وما هى انعكاساتها على التنمية؟ ناهيك أن الدراساتالمناخية تضع منطقتنا بين المناطق التى ستعانى شحا كبيرا فى موارد هذه المادةالحيوية غير القابلة للتعويض. وبالتالى يرتفع خطر الحاجة إلى الخارج فى مجالالتغذية وتوفير لقمة العيش؟ أسئلة نعرض رهاناتها بتفصيل بالنسبة لبلدان المغربالعربي.
وبالطبع إن واقع الأرقام الحالى عالميا، يؤكد أن الخطرالفعلى فى توفير الماء يبدأ فعليا مع توفر أقل من 1700 متر مكعب سنويا وبالنسبةللشخص الواحد، وهو وضع لا يحسد عليه فى أكثر من 80 دولة " إحصاء 1995"، لكن الأخطريبدأ مع العد العكسى إن وصل الأمر إلى 1000 متر مكعب "= 2740 لتر يوميا"، حيث تتعممالندرة ويعم القحط ويستفحل العطش، وهو الحال الذى سيصيب أكثر من 60 دولة سنة 2025. ومن ثم يفرض علينا الواجب التنبيه بأن المغرب والجزائر وليبيا وسوريا والأردن ومصروتونس توجد مع الأسف فى هذه اللائحة. علاوة أن حالة الندرة المطلقة سيصيب فى مقتلبعض مناطق الأردن، العربية السعودية وجنوب الجزائر... بعد أن ينزل سقف التساقطاتفيها إلى اقل من 500 ملم مكعب.
ذلك أن هذا التقدير لم يعتمد جزافا، بل هو مقياس علمىاهتدت إليه الأبحاث الهيدرومائية عبر ما أصبح يعرف بـ :مؤشر القلق المائي" "water stress" كغيره من مؤشرات القياس العالمية المعتمدة " مؤشر التغطية، مؤشرالنمو،..."، إذ حددت صاحبته الفيزيائية السويدية "Malin Falkenmark" حالة الإنذارفى انخفاض المتوفر من الماء تحت سقف 1700 متر مكعب بالنسبة لكل شخص سنويا، أما حالةالندرة والخصاص "water scarcity" تكمن فى انخفاض المتوفر من الماء تحت سقف 1000 مترمكعب سنويا "2740 لتر يوميا" بالنسبة للشخص الواحد.
الجغرافية أقوى من السياسة
تشير المعطيات الجغرافية أن منطقتى المغرب والمشرقالعربى تقعان بين خط 36 درجة شمال الحدود السورية التركية وخط 12 جنوب الساحلالجنوبى من شبه الجزيرة العربية. هذا بالإضافة أن حوض البحر الأبيض المتوسط يتداخلبقوة مع السواحل الشرقية، مما يسمح بتسرب كثير من الضغوطات الجوية الغربية. وبالتالى إن هذه المنطقة الجغرافية التى تبلغ 14 مليون كلم²، لا تخضع لنظام مناخىمتشابه، بل هى حلقة وصل بين منطقتين: المنطقة الاستوائية وشبه الاستوائية المعروفةبوجود ضغوط عالية مستقرة من ناحية، كما تقع من ناحية أخرى فى المنطقة المتوسطيةالتى تتميز بمناخ معتدل يتميز بحركة ضغط رياح غرب شرقية بطريقة دورية.
بإيجاز شديد، تفرض هذه المعطيات الجغرافية القول بأنالتساقطات المطرية تخضع فى مجملها للمناخ المتوسطي. فهى إن كانت تحدث فى فصولالخريف والشتاء، يبقى أن توزيعها يختلف من منطقة إلى أخرى وتتحكم فيه ثلاثة عوامل: خطوط العرض وتضاريس المنطقة وجملة من العوامل القارية "ناجمة عن ميزات مناخيةمتولدة من ضعف التأثيرات البحرية". فالتساقطات كثيرة بالقرب من الساحل، لكنها ضعيفةكل ما اتجهنا نحو الجنوب أو اتجهنا نحو شرق الشرق الأوسط.
والظاهر أن السمة العامة تتمثل فى أن مدة الصيف طويلة،فهى تستغرق ما بين 3 إلى 5 أشهر، لكنها تتجاوز 6 شهور كلما ابتعدنا عن الساحل: 5شهور فى بيروت، 6 شهور فى الموصل العراقي، 8 شهور فى دمشق وأحيانا تصل 10 شهور فىبغداد.
مؤدى هذه الملاحظات المناخية والجغرافية أن نستنتج بأنالتساقطات المطرية ضعيفة عموما، حيث لا تفوق فى معدلها السنوى 600 ملم فى المناطقالجنوبية من حوض البحر الأبيض المتوسط، لكن يمكن فى حالات استثنائية أن تفوق هذهالتساقطات 1000 ملم فى بعض المناطق المتاخمة للساحل الشمالى من بلدان المغربالعربي. منه مثلا ما نشهده من كم التساقطات فى منطقة الريف " شمال المغرب" حيث تفوق 1000ملم فى جبال الريف " وتصل أحيانا 1700ملم فى قممه أو قمم جبال الأطلس العالية"،بحيث تبلغ أحيانا فى بعض قمم الأطلس المتوسط والعالى وأطلس شرق الجزائر 1352 ملم فىمدينة يكورن التى تقع فى منطقة القبائل و1773 ملم فى إدوغ الجزائريتين. وهو مايوازيه فى لبنان وسوريا " جبل لبنان وجبل أنصاريا..".