استمرار الأوراش الكبرى رغم تغيير الحكومة
أكد مسؤول حكومي ل"كود"، أن مشاريع ما يسمى بـ"الأوراش الكبرى المهيكلة" ستستمر على عهد حكومة عبد الإله بنكيران. هذه المشاريع التي انطلقت في عهد حكومات كان يعارضها حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يقود الحكومة الجديدة. "لدينا ملاحظات حول توزيع مداخيل هذه المشاريع فقط" يوضح المصدر ل"كود". باسثتناء زلة لسان لحسن الداودي الذي انتقد مشروع "تي جي في" قبل أن يتراجع عنه بسرعة، حرص عبد الإله بنكيران على إظهار نيته في ضمان استمرارية الاختيارات الاقتصادية الكبرى للمملكة خلال مرحلة تشكيل الحكومة.
من تجليات ذلك محاولات بنكيران المتعددة لإقناع عزيز أخنوش بالمشاركة في حكومته والاستمرار في تولي وزارة الفلاحة، هو الذي أشرف على إنطلاق "المخطط الأخضر" على عهد الحكومة السابقة. في حين تكفلت المؤسسة الملكية بضمان استمرارية مشاريع القطاع السياحي بتعيين الملك لوزير السياحة السابق مستشارا في ديوانه.
بنكيران كان يتمنى أن يشارك الاتحاد الاشتراكي في حكومته حتى يستمر إشراف أحمد رضا الشامي، وزير الصناعة والتكنولوجيا الحديثة في الحكومة المنتهية ولايتها، على المشاريع التي أطلقها في المجال الصناعي. حزب العدالة والتنمية لم يكن يبذل طاقة كبيرة في معارضة هذه المشاريع الكبرى أو مناقشة منهجية إعداد هذه المشاريع خارج الحكومة وعدم خضوعها للنقاش داخل البرلمان قبل اعتمادها، بقدر ما كان يخصص كل مجهوده لمحاربة حرية التعبير وحقوق المرأة. الإسلاميون يخيبون بذلك ظن بعض الأوساط التي رأت فيهم حزبا قادرا على ضمان قدر من الاستقلالية عن القصر تمكنه من مراجعة الاختيارات الاقتصادية الكبرى للمملكة.