منتديات مواد الاجتماعيات



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مواد الاجتماعيات

منتديات مواد الاجتماعيات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات مواد الاجتماعيات


    الحضارة الفينيقية 3000 - 334 ق م

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : الحضارة الفينيقية  3000 - 334 ق م 710
    عارضة الطاقة :
    الحضارة الفينيقية  3000 - 334 ق م Left_bar_bleue90 / 10090 / 100الحضارة الفينيقية  3000 - 334 ق م Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    الحضارة الفينيقية  3000 - 334 ق م Empty الحضارة الفينيقية 3000 - 334 ق م

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة أكتوبر 14 2011, 22:03

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    الحضارة الفينيقية 3000 - 334 ق م

    الأرض و السكان
    II.الأطوار التاريخية و المؤسسات السياسية دروس على الخط.htm
    III.الخصوصيات الحضارية

    1. الفينيقيون مخترعو الأبجدية
    2.انتشار اللغة الفينيقية
    3.لديانة الفينيقية

    IV.الاقتصاد الفينيقي
    1. النشاط التجاري من أهم مقومات الاقتصاد الفينيقي
    2.النشاط الصناعي


    المقدمة:
    ترجع نشأة المدن الفينيقية إلى ألاف السنين على السواحل الشرقية للبحر المتوسط (ساحل سوريا الكبرى) ودامت هذه المدن ما يقارب من خمسة و عشرين قرناَ.
    بلغت فينيقيا و المدن التابعة لها ذروة مجدها في القرن الثالث عشر إذ كانت اتصالاتها البحرية تشمل مناطق العالم القديم بأكمله وبلغت تجارتها درجة عظيمة من الازدهار و التوسع . تميز الفينيقيون بإشعاعهم الواسع على العالم القديم بفضل أبجديتهم المتطورة التي كانت الأكثر تطوراَ في عصرها حيث تأثرت بها المناطق المجاورة .

    فماهي خصائص الحضارة الفينيقية و ماهي ابرز مظاهر إشعاعها ؟
    I.فينيقيا : الأرض و السكان
    1.فينيقيا .بلاد فينيقيا شريط ساحلي ضيق
    تقع فينيقيا على الواجهة الشرقية للبحر المتوسط ما بين آسيا الصغرى شمالا و فلسطين جنوبا فهي تشكل شريطا ساحليا ضيقا يمتد على حوالي 200 كلم طولا من الشمال إلى الجنوب و مابين 20 و 30 كلم عرضا أي ما يوافق لبنان حاليا تقريبا ، تهيمن علية جبال لبنان شرقا التي تنحدر تدريجيا نحو الغرب مفضية إلى سهول ساحلية ضيقة و متقطعة تتعاقب فيها نتوءات وصخرية و خلجانا مكونة مواني طبيعية ملائمة للأنشطة البحرية .
    ينجر عن هذه الخصائص الطبيعية ، ضيق المساحات الزراعية و صعوبة التنقل البري وهو ما نجم عنه اهتمام الفينيقيين بالتجارة البحرية واستقلال المدن الفينيقية عن بعضها البعض و انتشار ما يعرف بنظام المدينة الدولة .
    شكلت فينيقيا منطقة عبور و ممرا طبيعيا بين الفضاءات الحضارية لمنطقةالشرق القديم مثل مصر و بلاد الرافدين وكذلك بلاد الإغريق وهو ما جعلها محل أطماع هذه القوى المجاورة

    2. الفينيقيون جزء من الكنعانيين الساميين
    تعود أولى الإشارة إلى الفينيقين في النصوص القديمة في الكتابات المصرية الفرعونية التي تطق على الفينيقيين في منتصف الألف الثالث قيل الميلاد اسم الأسرى الشرقيين و الحطابين نظراَ لوجود غابات الأرز بمناطقهم وما توفره لهم من خشب يستخدمونه في التجارة مع مصر وغيرها..
    يشكل الفينيقيون جزءا من الكنعانيين الذين استقروا في بلاد الشام الواقعة بين البحر المتوسط و بلاد الرافدين و هم قبائل هاجرت من شبه الجزيرة العربية في منتصف الألف الثالثة قبل الميلاد. و يؤكد الجغرافي الروماني (سترابو) Strabo أيضا أن الفينيقيين انطلقوا من البحرين (الساحل الشرقي لجزيرة العرب) نحو العراق سالكين طريق الهلال الخصيب إلى الساحل الشامي، حيث بنوا مدنهم وانشئوا حضاراتهم الرفيعة التي نشروها في البحر المتوسط بأسره. ويدعم هذا الرأي أيضا ما حصل بعد اكتشاف القبور القديمة التي عثر عليها رجال الآثار في الجزيرة الكبيرة (المنامة) والتي تشبه إلى حد كبير النواويس الفينيقية.
    أطلق عليهم اليونان اسم الفينيقيون "Pheonix الذي يحمل معنى الأرجوان نسبة إلى اكتشافهم للصباغ الأرجواني.وأطلقوا على بلادهم اسم فوينيكة () أي بلاد الأرجوان .اشتملت فينيقيا على المدن الواقعة على الساحل السوري الممتد من أقصى شمال سوريا(خليج أيسوس) حتى جبل الكرمل جنوبا مثل صور، صيدون (صيدا)، بيروت، جبيل، أوغاريت، ، عكا...
    كانت الحضارة الفينيقية عبارة عن مجموعة من المدن لها نفس التكوين و العادات و التقاليد و كانت مرتبطة ببعضها فكريا و عرقيا .
    رغم شعور الفينيقيين بانتماءهم إلى الكنعانيين و الشعوب السامية عموما عاشت المدن الفينيقية مستقلة عن بعضها البعض تتعاون أحيانا و تتنافس أحيانا أخرى و كان لكل منها مؤسساتها السياسية وآلهتها و عاداتها و تقاليدها ،
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : الحضارة الفينيقية  3000 - 334 ق م 710
    عارضة الطاقة :
    الحضارة الفينيقية  3000 - 334 ق م Left_bar_bleue90 / 10090 / 100الحضارة الفينيقية  3000 - 334 ق م Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    الحضارة الفينيقية  3000 - 334 ق م Empty رد: الحضارة الفينيقية 3000 - 334 ق م

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة أكتوبر 14 2011, 22:04



    III.الأطوار التاريخية و المؤسسات السياسية
    1. الأطوار التاريخية

    يمتد تاريخ فيقيا منمن 3000 ق م إلى 333 ق م تاريخ سقوط مدينة صور على يد الاسكندر المقدوني و قد عرف خلالهذه الفترة تاطويلة حقبات متقطعة من الخضوع و الاستقلال و لعل ذلك يعود على عجز فينيقيا عدديا و عسكريا على مقاومة دول كبرى كامصريين و الآشوريين و الفرس :
    أ. هيمنة القوى العظمى على فينيقيا
    · العلاقة بين مصر و فينيقيا
    اتسعت دائرة العلاقات الفينيقية المصرية منذ عصر الإمبراطورية القديمة (2700-2200 ق م )فقد كانت السفن المصرية ترد إلى جبيل التي اصبحت بمثابة محطة عبور للتجارة و الحضارة المصرية إلى العالم الخارجي و قد ذكرت النصوص المصرية عدة مرات مدينة جبيل وكان أهم أثر حضاري يؤكد الحضور المصري في مدينة جبيل في هذه الفترة هو هو المعبد الذي عرف بالمعبد المصري وهو يؤكد وجود جالية مصرية ترعى مصالح الدولة المصرية في فينيقياو من أهم أثار هذا المعبد اللوحة التي تذكر اسم الآلهة المصرية حاتور ( الإلهة البقرة) و التي كان يطلق عليها سيدة جبيل كما اتخذت بعض الآلهة الفينيقية مثل الغلهة بعلت رموز الإلهة المصرية
    منذ غزو الهكسوس لمصر في القرن السادس عشر قبل الميلاد أيقن المصريون العمق الاستراتيجي و الاقتصادي التي تمثله فينيقيا للدولة المصرية لذا بعد زوال الهكسوس عاد النفوذ المصري للمنطقة بأكثر قوة من أجل درء الغزوات الخارجية القادمة من آسيا و استغلالها كمعبر في اتجاه أسواق الشرق القديم و كان المصريون يأخذون أبناء ملوك فينيقيا كرهائن ويربونهم على الطريقة المصرية ضمانا لولائهم
    خفت وطاة الحضور المصري إبان ثورة إخناتون الدينية إذ ضعف النفوذ المصري في الخارج ثم استعادت مصر سلطتها على فينيقيا من جديد في عهد رمسيس الثاني الذي انتصر على الحثيين في وصدهم عن فينيقيا .
    · سيطرة الحثيين
    في الوقت الذي انشغلت فيه مصر بثورتها الدينة أيام إخناتون 1370- 1352 ق م تفاقم خطر الحثيين الزاحفين من آسيا الصغرى و استمر الأمر كذلك إلى تاريخ الحملة التي قام بها رمسيس الثاني(1297- 1235 ق م ) الذي تمكن من على نفوذ الحثيين في المنطقة
    ب-. استقلال فينيقيا
    مكن غزو شعوب البحر(قبائل قدمت من جزيرة كريت و جزر بحر إيجة ) لمصر و السواحل الكنعانية و الفينيقية في القرن الثاني عشر واستقرار الفلستيين بفلسطين من استقلال فينيقيا ، فقد زال الخطر المصري نهائيا و ازدهرت المدن الفينيقية بل تذكر المصادر أن ملك جبيل تدرأ على احتقار و سجن موفدي الفراعنة إليه
    مرت هذه الحقبة بطورين
    · مرحلة التوغل التجاري في المتوسط :
    تميزت هذه المرحلة بتوغل الفينيقيين في البحر المتوسط و إنشاء المدن المصارف مثل حضرموت (سوسة) و لكش بالمغرب الأقصى و جديرة (قادس) بجنوب اسبانيا و قد مكنت هذه المحطات التجارية من غقامة جسر تجاري و حضاري يربط بين حوضي المتوسط إي بين فينيقيا شرقا و أعمدة هرقل غربا (جبل طارق)
    مكنت السيطرة على التجارة البحرية الفنيقيين منجمع ثروات طائلة أثارت أطماع القوى المجاورة مثل الآشوريين
    · مرحلة بناء المستوطنات 820-539 م
    زال الخطر المصري نهائيا عن فينيقيا فما لبثت أن أصبح يتهددها الخطر الآشوري القادم من بلاد الرافدين و شتدت وطأة الضغط الآشوري في عهد آشور ناصربال إ. ففي 876 هام صور و جبيل وأأرادوس فدفعت له الجزية و مثله فعل خلفاوه ، فنشكت الثورات ضد الآشوريين تتزعمها صور ثم تابع الكلدانيون سياسة الآشوريين تجاه المدن الفينيقية فثارت مجددا بقيادة صور
    أما في البحر المتوسط فقد تنامى الخطر الإغريقي في غربي النتوسط إذ سعت المدن الإغريقيةالانتشار و التوسع على حساب المصالح الفينيقية فأسست مستوطنات إغريقية في جنوب إيطاليا و صقلية و جنوب فرنسا .
    لمواجهة هذه التحديات في الشرق و في الغرب توخى االفينيقيون سياسة عمادها بعث المستوطنات وهي خلافا للمراكز التجارية السابقة مدن استقرت بها جاليات فينيقية نهائيا و كان الفنيقيون يهدفون من وراء ذلك إلاى ضمان سلامة الطريق المؤدية إلى الحوض الغربي للمتوسط و بلاد الإيبار وهي تمكنهم من جهة اخرى من ضمان سلامة ثرواتهم بعيد عن نفوذ الآشةريين و منة أشهر هذه المستوطنات قرطاج التي تاسست سنة 814 ق م.
    ج. مرحلة النفوذ الفارسي :
    هزم الفرس دولة الكلدانيين و احتلوا بلاد مابين الرافدين و البلد الخاضعة لها ومن ذلك منطقة فينيقيا
    لم يكن الحضور الفارسي حضورا مباشرا بل عن طريق مندوبين يقيمون بالمدن الفينيقية و ؤمنون المصالح الفارسية وخاصة دفع الضرائب و يبدو أن المدن الفينيقية انسجمت مع هذا الوضع و الدليل التعاون الطي ابداه الفنيقيون تجاه الفرس و الدور الذيقاموا به في الحروب الميدية ضد الإغريق في عهد داريوس الأول (521-486 ق م ) ثم في عهد كسركسيس (485-465 ق م ) و هي حروب تخدم مصالح الفينيقيين إذ تضعف الغغريق و تجد من منافستهم في مجال التجارة المتوسطية
    فير ان العلاقة بين المدن الفينيقية و الفرس لم تكن تخلو من توترات وخاصة في القرن الرابع قبل الميلاد و قدكانت نهاية الوجود الفارسي على يد الإسكندر المقدوني سنة333 ق م إثر معركة الإيسوس وهزيمة داريوس الثالث

    2. المؤسسات السياسية

    فرضت الطبيعة على فينيقيا وضعا سياسيا خاصا ذلك أن ضيق المجال و متداد الشريط الساحلي فرض امتدادا على طول السواحل كماان التضاريس الوعرة عقّدت عملية التنقل برا و منعت قيام وحدة سياسية رغم الوحد الثقافية لشعب فينيقيا فكانت بلاد فينيقيا عبارة عن مجموعة من المدن المتتابعة على طول الساحل و هي جبيل ، صيدا ، صور ، صيدون ّ، بيروت، أوغاريت ..
    كانت كل مدينة من المدن الفينيقية و خاصة الكبرى منها تشكل مملكة مستقلة يدير شؤونها ملك يستمد سلطانه من الآلهة و كان حكما وراثيا و لكنه لم يكن حكما مطلقا بل كان " ملكيا دستوريا "ذلك أن قرارات الملك يجب أن تقترن بموافقة مجلس الشيوخ .
    ينحدر الملك في أي المدن الفينيقية من العائلات العريقة التي تحضى بالحترام و التي تتمتع بمسحة من القداسة وهذا الوضع يفض على الملك مسؤوليات ضخمة عليه ان يضطلع بها على الوجه الاكمل فهو مسؤول عن حماية المدينة و ويسهر على حفظ الأمن و تحقيق العدل وهوز مسؤول أمام الألهة و مجلس الشيوخ فإذا أخل بواجباته يتم عزله
    يستعين في إدارة شؤون الدولة بمتصرفين و قضاة و موظفين و كتبة
    ، وقد كان الهرم الاجتماعي الفينيقي مكوناً من ثلاث طبقات ، في الأولى أول الهرم «الملك » أو ماكان يعرف بحاكم المدينة ، وقد كان يظن في أول الأمر بأن حكام المدن الفينيقية هم من سلالة الآلهة ، ولذلك يجب طاعتهم وتقديرهم، وتمتع بهذه الصفة حكام المدن الفينيقية الأقوياء مثل «الملك حيرام» الذي كان له الحكم المطلق خلال القرن العاشر قبل الميلاد. يلي طبقة الحكام في الترتيب طبقة الكهنة ، وعلى رأسهم كاهن معبد الإله ملقارت في مدينة صور، ثم مجلس الأثرياء الأرستقراطيين، ثم مجلس عامة الشعب الذي كان يلجأ إليه عند نشوب الخلافات السياسية التي تدب بين الطبقات، وذلك بغية تنفيذ مآربها باكتساب أعضاء هذا المجلس إلى جانبها.
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : الحضارة الفينيقية  3000 - 334 ق م 710
    عارضة الطاقة :
    الحضارة الفينيقية  3000 - 334 ق م Left_bar_bleue90 / 10090 / 100الحضارة الفينيقية  3000 - 334 ق م Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    الحضارة الفينيقية  3000 - 334 ق م Empty رد: الحضارة الفينيقية 3000 - 334 ق م

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة أكتوبر 14 2011, 22:05



    III.الخصوصيات الحضارية
    1. الفينيقيون مخترعو الأبجدية
    يعد اختراع الأبجدية من أعظم ما قدمته الحضارة الفينيقية للبشرية و يجتمع معظم علماء اللغات و الآثار على أن اختراع الأبجدية الأم، التي ولدت منها جميع أبجديات العالم مثل اليونانية و اللاتينية و العربية و العبرية تم على أيدي الفينيقيين حيث وجد أقدم رقم (لوخ فخاري) مكتوب عليه الأبجدية في أوغاريت
    نسب المؤرخ اليوناني هيرودوتس الاختراع إلى قدموس الفينيقي الصوري. ولما انتقل قدموس إلى طيبة نشرها بين شعوب أوروبا. وهناك آثار في مدينة طيبة عبارة عن نقش لصورة قدموس يعلم ابناءه الحروف الأبجدية. ومن أقدم الكتابات التي كتبت بالأبجدية الفينيقية منقوشات قبر أحيرام ملك جبيل أو "بيبلوس". يذكر أنه وجد آثار لنصوص فينيقية في كل من مصر و قبرص و في أكثرية حوض البحر المتوسط وكانت تكتب اللغة الفيتيقية من اليمين إالى اليسار.
    تأثّر الفينيقيون بالكتابات التي سبقت أبجديتهم وهي الكتابة الهيروغليفية التي اعتمدها المصريون والكتابة المسمارية التي اعتمدها سكان بلاد ما بين النهرين وكلتاهما معقّدتان. فبَسّط الفينيقيون في جبيل الكتابة الهيروغليفية بأبجديةٍ مبتكرةٍ، رموزها سهلة الكتابة، كما بَسّط الفينيقيون في أوغاريت الكتابة المسمارية وتجاوزوا بذلك مرحلة الكتابة التصويرية ثم المقطعية إلىمرحلة الكتابة الأبجدية أين يعبر الحرف عن أبسط الأصوات وقد حصروا كل الأصوات في عدد قليل من الأحرف فاشتملت أبجديتهم على اثنين و عشرين حرفا .
    لقد كتب الفينيقيون هذه الحروف من اليمين إلى الشمال (مثل العربية) و نشروها في جميع بلاد العالم شرقا? و غربا?؛
    وقد فتح اكتشاف الأبجدية أبعادا جديدة أمام شعوب الشرق القديم و بلدان البحر المتوسط إذ ساهم في تبسيط المعاملات التجارية كما اتسع نطاق التبادل الفكري و التلاقح الحضاري

    2.انتشار اللغة الفينيقية
    انتشرت اللغة الفينيقية على طوال الساحل الشرقي للمتوسط وامتدت الى اطراف من جنوب شرق آسيا الصغرى والى قبرص (منذ بداية الألف الأول ق.م) والجزر اليونانية مثل رودس وحتى الى اليابسة اليونانية (اثينا وغيرها من المدن الإغريقية ) وذلك خلال القرون الثالث - الأول ق.م. وكان التوسع الحقيقي حدث في بلاد المغرب ، بعد تأسيس قرطاجة العام 814 ق.م، وبناء المستوطنات الفينيقية على سواحل وجزر البحر المتوسط. فقد استوطنوا جزر مالطا وصقلية وساردينيا (واستعملت اللغة الفينيقية لغاية القرن الثاني الميلادي في ساردينيا)، وسواحل المغرب واسبانيا، وعبروا أعمدة ملقرط التي اسماها الرومان فيما بعد أعمدة هرقل ( مضيق جبل طارق) وسكنوا ساحل المحيط الأطلسي ايضاً. وعرفت لغة المستوطنات الفينيقية (وعلى رأسها قرطاج) باللغة البونية، وبعد سقوط قرطاج سنة 146 ق.م. اصطلح على تسميتها باللغة البوينة الحديثة. واستمر تأثيرها لقرن بعد ذلك، فقد تحدثت شعوب المغرب بالبونية (بقيت هذه اللغة مستعملة في المملكتان النوميدية والموريتانية إلى حدود القرن الثاني الميلادي)، و لئن تمكن الرومان من إجبار سكان المدن على الحديث باللاتينية، فانهم فشلوا في التأثير في سكان الأرياف الذين بقوا أوفياء الى لغتهم القديمة
    3. .لديانة الفينيقية
    أخذ الفينيقيون عن جيرانهم معزم معتقداتهم و آلهتهم و يبدو أن المعتقدات الأسيوية القادمة من آسيا الصغرى قد سبقت مجيئ الساميين إلى شاطئ المتوسط ثم تلاها تاثير الديانات السومرية و السامية ثم داخلتها المعتقدات الإغريقية
    أ- تعدد المجامع الإلهية
    إن مصادر الدّيانة الفينيقية هي الكتابات التي وُجِدَت في المدن الفينيقية والمتعلقة بأحداث ذات طابع دينيّ، وهذه الكتابات قليلة، لا تذكر سوى بعض أسماء الآلهة.
    ورغم احتواءه عديد النقاط المشتركة فإن المشهد الديني الفينيقي لم يكن موحدا بل كان متعددا بحسب تعدد المدن وتنوع ظروفها السياسية وتجلت هذه الخصوصيات من خلال مجمع الآلهة لكل مدينة .إذ لكل مدينة آلهتها وطقوسها الدينية الخاصة .فقد مجمع الآلهة في مدينة بيبلوس يهيمن عليه كبير الآلهة إيل و قد كان له نفس خصائص و مهام الإله المصري رع مما يؤكد قوة التاثير المصري .
    إلى جانب الإله إيل توجد إلهة بعلة و هي سيدة مدينة بيبلوس و هي تمثل ÷لهة الخصب و النماء و يرمزإليها برموز تشبه حاتور المصرية ، تشير الوثائق إلى أن مهمتها حامية الملك و ضامنة سلامته .
    - يهيمن في مدينة صور الثالوث المقدس ملقرط عشتارت و بعل يشكل ملقرط كبير الآلهة و حامي المدينة وتعود عبادته إلى القرن العاشر ق م عندما شيد له الملك حيرام معبدا وفرض عبادته على سكان صور كان ملقرط عند سكان صور هو مؤسس المدينة يحميها ويبارك أنشطتها الاقتصادية وقد انتشرت عبادته في أرجاء المتوسط نظرا للدور الذي لعبته مدينة صور في التوسع التجاري و الاستيطان الفينيقي
    - أما في صيدا فكان يعبد الثالوث المقدس بعل و عشتروت و إشمون و إن كانت عبادة الإله بعل مشتركة بين أغلب المدن الفينيقية فإن عشتروت لها هي الأخرى أصولا سامية و هي إلهة الخصب وهي تشبه الآلهة أفروديت عند الإغريق .
    يحتل أشمون مكان الصدارة في مجمع الألهة بمدينة صيدا و هو يعني الزيت الشافي للأمراض.
    أبرالآلهة الفينيقية ووظائفها
    إيل

    بعل

    ملقارط
    - ملقارت أي ملك القرية أو المدينة. كان إلهًا لمدينة صور.
    عشتروت
    - عشتروت هي إلهة الحب والجمال./ البعلات، مفردها بعلة، وهي زوجة البعل.
    آشمون
    - أشمون هو إله الشّفاء.
    أدون
    - أدون أو أدونيس أو أدوني الذي اشتهرت عبادته في مدينة جبيل.
    الداجون
    - الداجون هو إله المطر والمجاري المائية
    موت
    - هو إله الجفاف والموت


    ب- تقديس مظاهر الطبيعة
    وفي مرتبة تلي الآلهة قدس الفينيقيون العديد من مظاهر الطبيعة مثل الجبال و الينابيع و الأشجار و كانو يقدمون لها القرابين و بنوا هياكلهم قربها .
    الطقوس الدينية
    ومن مظاهر تكريم الفينيقيين لآلهتهم تخصيص يومٍ معيّنٍ أو أسبوع معيّن في السنة يحتفلون فيه بعيد إلهٍ معيّنٍ، فيقيمون لذلك احتفالات دينية يتوافد الناس لحضورها من مختلف المناطق ، وهي تتخذ شكل الحج لان المعابد عادة ما تكون بعيدة عن المدن في مدينة جبيل أما في صور فيقام عيد الإله ملقارط
    المعتقدات الفينيقية
    اعتمد الدين الفينيقي السامي الأصل على الاعتقاد بظاهرة الخصوبة و الإنتاج. ومن أبرز مظاهر العبادة عند الفينيقيين أنها كانت تدور حول الخصب وعبادته، والبكاء والنواح على موت إلهة الخضرة عشتروت أيام الشتاء، والابتهاج بقيامة الإله بَعل من الموت عندما تهطل الأمطار.من جهة أخرى لم يعتبر الفينيقيون أن الموت هو نهاية الإنسان، كما آمن بذلك معظم سكّان بلاد ما بين النهرين. كما لم يؤمنوا بعودة الروح إلى الجسد، كما آمن بذلك المصريون. لكنّهم اعتقدوا أن النفس خالدةٌ وأن القبر هو بيت الإنسان الأزلي، وأن الروح تخرج من الجسد لكنّها لا تقطع علاقتها به إنّما تبقى بجواره. لذلك وضعوا في قبور موتاهم إلى جانب الجثة بعض الأدوات والحلي.و قد امتازت هذه الأدوات بالبساطة فضمت بعض الأدوات المنزلية التي كان يستعملها الفينيقيون كالأواني الفخارية و المصابيح الزيتية.
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : الحضارة الفينيقية  3000 - 334 ق م 710
    عارضة الطاقة :
    الحضارة الفينيقية  3000 - 334 ق م Left_bar_bleue90 / 10090 / 100الحضارة الفينيقية  3000 - 334 ق م Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    الحضارة الفينيقية  3000 - 334 ق م Empty رد: الحضارة الفينيقية 3000 - 334 ق م

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة أكتوبر 14 2011, 22:06


    V. الاقتصاد الفينيقي
    1. الفلاحة
    . النشاط الفلاحي
    لئن عرف الفينيقيون بنشاطهم التجاري فقد اعتنوا بالزراعة واستغلوا الثروة االغابية وربّوا الماشية
    واعتبروا الزراعة المورد الأساسي لكسب عيشهم، فنوّعوا زراعاتهم تبعًا لموقع الأرض ونوّعوا تربتها، واعتمدوا على مياه الأمطار لريّها. ورغم كل الجهود التي بذلوها فقد جاء محصولها غير كافٍ لتأمين الإحتياجات المحلّية. وكانت أهم المزروعات: الحبوب من قمحٍ وشعيرٍ والبقول والأشجار المثمرة كالكروم والزياتين والتين والرمان .
    استعمل الفينيقيون الأدوات الزراعية التي كانت معروفة في أيامهم، فكان من أدواتهم: المحراث، والنير الخشبي، والسكة والمذراة والمنجل والغربال وغيرها من الأدوات.
    استفاد الفينيقيون من الثروة الغابية التي كانت تغطّي قمم وسفوح جبالهم فأخذوا منها الثماروالصمغ والأخشاب، ومن أشجار الأرز والصنوبر والسنديان بَنوا سقوف بيوتهم كما صنعوا منها أثاثهم وسفنهم.

    1 النشاط التجاري من أهم مقومات الاقتصاد الفينيقي
    أ. التوسع التجاري
    · عوامل التوسع
    يختلف المؤرخون في تحديد العوامل الرئيسية التي تفسر التوسع الفينيقي ، فبعضهم يعزي هذا الاهتمام بالبحر إلى العوامل الطبيعية المتمثلة في ضيق المجال الزراعي و هيمنة التضاريس الجبلية

    أما الفريق الثاني من المؤرخين فيعزي هذا الاهتمام إلى الموقع الساحلي للمدن الفينيقية الامر الذي يجعلها أكثر تفاعلا مع البحر لما يوفره من يسر في التنقلات بالمقارنة على السلاسل الحبلية الوعرة التي تقف حاجزا أمام تنقلات الفينيقيين البرية
    أما الفريق الثالث من المؤرخين فإنه يرى أن الفينيقيين أولوا الاهتمام بالتجارة البرية القوافلية بنفس الدرجة التي اهتموا فيها بالتجارة البحرية
    و يرى فريق رابع أن اهتمام الفينيقيين بالبحر هو هروب من سطوة القوى السياسية المجاورة مثل المصريين و الحثيين و الآشوريين و البابليين و الفرس . غير أن هذا الراي لا يصمد كثيرا أمام الوقائع التاريخية ، ذلك أن العديد من الرحلات التجارية التي كان ينظمها الفينيقيون كانت بتشجيع بل انفاق من قبل هذه القوى السياسية
    إن الدوافع الاقتصادية تمثل العامل الأساسي لفهم اهتمام الفينيقيين بالبحر إذ كانوا يفتقرون للمواد الأولية باستثناء خشب الأرز و كميات لا تلبي الحاجة من المنتوجات الفلاحية و مادة الموريكسmurex المستخرجة من أصداف بحرية فالبحارة الفينيقيون كما يذكر ديودور الصقلي كانوا يجوبون البحار بحثا عن معادن الفضة و القصدير و النحاس و هي مواد أساسية للصناعة يقتنيها التجار الفينيقيون بأسعار بخسة ويتم ترويجها بأسعار باهضة في أسواق البحر المتوسط بعد تصنيعها فقد كان الفينيقيون يشكلون حلقة وصل بين أصقاع المتوسط فعملوا على إقامة شبكة من الطرقات البحرية التجارية عبر المتوسط و أسسوا العديد من المراكز التجارية من أجل الاستراحة و التزود و القيام بالمبادلات و هم عكس الإغريق الذين كان هدفهم الأساسي هو الاستيطان فإن هدف الفينيقيين هو البحث عن الأسواق .
    إن هذه المغامرة البحرية كانت تستدعي من الفينيقيين بالإضافة إلى الشجاعة وحب المغامرة ، السيطرة على تقنيات الملاحة البحرية و بناء السفن القادرة على اجتيازالمسافات الطويلة.

    من أجل تحقيق أهدافهم التجارية كان الفينيقيون مطالبون بتوفير مجموعة من العوامل الملائمة وهي:
    - توظيف جيد للمواقع الجزرية التي يوفرها البحر الأبيض المتوسط و التي تشكل محطات تربط بين مختلف الطرقات التجارية و لا سيما في الجزء الشمالي منه
    - استثمار جيد للتيارات البحرية و استغلالها في اجتياز المسافات البحرية الطويلة
    - القدرة على بناء سفن متينة قادرة على اجتياز المسافات الطويلة
    · مظاهر الازدهار التجاري
    بلغت التجارة الفينيقية أعلى درجاتها و تنوعت البضائع التي تاجروا فيها فكان منها الصباغ الأرجواني و الأقمشة، الزجاج، المعادن، الفخار، النبيذ، الغار و الأرز، الخشب... كل هذه الأشياء كانوا يتبادلونها مع اليونان، إيطاليا، إسبانيا، و الجزر المتوسطية. كما أنهم خاطروا بالإبحار إلى أبعد من ذلك حتى وصلوا الجزر البريطانية
    أكسبت التجارة البحرية الفينيقيين خبرة وذاع صيتهم، وأفادت الحضارة الإنسانية من تجارة الفينيقيين الذين مكنتهم براعتهم في التعامل مع الشعوب في جميع المناطق من نشر الأبجدية وبالتالي المعرفة وتسهيل تبادل العلم والخبرات.
    إن عديد الحفريات الأثرية التي تم انجازها في العديد من انحاء البحر المتوسط كشفت عن وجود آثار فينيقية في أغلب المدن الساحلية ، ساعدت هذه الاكتشافات في إعادة بناء التاريخ الفينيقي و لو جزئيا .
    لقد تساءل المؤرخون منذ زمن بعيد عن طبيعة المنشآت الفينيقية التي كانت تنتشرهنا و هناك على ضفاف المتوسط و قد حاولوا البحث عن الأسباب التي دفعت بهذا الشعب إلى الارتماء في أحضان البحر و البحث عن آفاق جديدة .
    للإجابة عن هذه الأسئلة كان لابد من الاعتماد على مصدرين أساسيين هما النصوص القديمة و المكتشفات الأثرية .
    تشكل النصوص القديمة مرجعا أساسيا في دراسة التاريخ الفينيقي باعتبار معاصرتها للأحداث ، غير أنه يجب التحري في اعتمادها و معرفة الظروف التاريخية التي كتبت فيها .
    لقد عثر المختصون على نصوص تتحدث عن التجار الفينيقيين ، نصوص مصرية و أخرى رافدية و إغريقية وحتى بعض النصوص التوراتية
    أما الاكتشافات الأثرية فإنها رغم ندرتها توفر شواهد مادية ومن ذلك: القطع النقدية التي عثر عليها في قاع السفن والقطع الفخارية والخزفية التي كانت تستعمل في نقل المنتوجات الفلاحية وكذلك قطع المصوغ والقطع الفنية أو المصنوعات الحرفية على أن هذه الإكتشافات الأثرية رغم أهميتها تكون محدودة الفائدة لصعوبة استنطاقها فهي لاتمكننا من معرفة محتوى المبادلات التجارية ذلك ان جل المنتوجات المتبادلة مثل الحبوب والزيوت والخمور والنسيج قابلة للتلف وان تكن المعادن أقدر على الصمود والبقاء فانها هي الأخرى معرضة للتلف والضياع بسبب إعادة الاستعمال


    بينت الحفريات الأثرية أسبقية الفينيقيين للإغريق في التوغل في البحر المتوسط ويبدو أن الفينيقيين استفادوا من حالة الفراغ الذي كان يسود شرقي المتوسط بسبب غزوات شعوب البحر فمدوا سيطرتهم التجارية على كامل أنحاءه فقد تجاوز الفنيقيون مرحلة الملاحة الساحلية لإقامة مراكز تجارية في كل من قبرص وجزيرة كريت و بمرور الزمن أخذت المراكز التجارية في التزايد و أخذ الحضور الفينيقي يتوغل في اتجاه الغرب فهناك العديد من الإشارات التاريخية التي تؤكد الحضور الفينيقي على السواحل المصرية و في الدلتا و كذلك على طول سواحل شمال إفريقيا حيث أسس الفنيقيون العديد من المراكز التجارية مثل حضرموت و أوتيكا و تبسوس وقرطاج و كركوان على السواحل التونسية و سيرتا إيكوزيومIcosium و راشغون Rachgoun على السواحل الجزائرية الحالية وإمسة و ليكسوس و موقادور على السواحل المغربية كما تمركزوا بالعديد من الجزر غربي المتوسط مثل مالطا و صقلية و سردينيا كما كان لهم حضور في بلاد الإيبار من خلال مركزي إيبزا Ibiza و قادسCadix

    2.النشاط الصناعي
    أ -صناعات ترتبط بالنشاط التجاري
    · النسيج ذي اللون الأرجواني
    انصرف قسم من السكان إلى الإعتناء بالصّناعة كمورد عيش، وأخذوا الصّناعات التي كانت معروفة عند جيرانهم كالمصريين فتعلموها.
    من أهم الصناعات التي عرفها الفينيقيون: صناعة النسيج. فكانت هي الأكثر أهمية عندهم ، فقدأنتجوا الثياب الملوّنة بلون الأرجوان المُستخرج من صدف ا"لموركس" والتي تراوح لونها بين اللون الزّهري والبنفسجي القاتم و قد وجدت هذه المنسوجات رواجا واسعا في أسواق البحر المتوسط لذا انتشرت مصانع الأرجوان بالقرب من مدينة صيدا و صور ويشهد على ذلك تلال صدف الموريكس الباقية حتى الآن جنوبي صيدا .
    · صناعة التعدين:
    اعتمد الفينيقيون مواد أولية معدنية عديدة في صناعتهم مثل القصدير و النحاس و الحديد و الذهب .
    استقدموا القصدير في بادئ الأمر من آسيا الصغرى ولما توسع نشاطهم التجاري جلبوا هذه المادة بأسعار بخسة من إيطاليا و من إسبانيا و انتهى بهم المطاف إلى الجزر البريطانية
    استعملت هذه المعادن في صناعة الأسلحة و الأواني و التماثيل و الكؤوس و النقود أما الذهب فقد اعتمد في صناعة الحلي و ما شابهه من الكماليات.
    · صناعة السفن
    كان الفينيقيون يقلدون الصناعة المصرية و الكريتية و الميسينية مما مكنهم من بلوغ منزلة عظيمة في الصناعة و السفن.و كان العامل الأساسي لازدهار هذه الصناعة وفرة المادة الأولية المتمثلة في خشب الأرز وحاجتهم إلى السفن بسبب اعتمادهم على البحر في تنقلاتهم و تجارتهم .
    تنقسم المراكب التجارية الفينيقية إلى صنفين : مراكب تجارية و مراكب بحرية
    -تكون السفن التجارية طويلة يجلس في كل جانب منها صف أو صفين من الجذافين بحسب حجم السفينة وتتميز السفن التجاري بمقدمة تنتهي برأس حيوان و في وسطها عمودا يحمل شراعا
    - السفن الحربية تتميز بمقدمتها الحادة المعدة للصدام وتحطيم سفينة الأعداء وهي أقل حجما من السفن التجارية


    ب- صناعات لها قيمة فنية عالية
    ارتبط الفن الفينيقي بمجالي الصناعة و التجارة ، يتميز بتنوع أصوله وتكمن طرافته لا في مدى تفرده و إبداعه بل في تنوعه فهو مزيج العديد من التأثيرات في منطقة شكلت ملتقى لأهم المسالك البرية و البحرية في العصور القديمة و عرفت مرور العديد من الحضارات عليها .
    وهو ينقسم إلى مرحلتين
    ·1 مرحلة أولى تمتد منذ القديم إلى حدود الألفية الأولى قبل الميلاد ، كان فيها الفن الفينيقي مجرد نقل و نسخ للفن المصري و الإغريقي و غيره من البلدان المجاورة.
    ·2 مرحلة ثانية تمتد من الألفية الأولى قبل الميلاد إلى نهاية الفترة الإغريقية الرومانية حيث شهد الفن الفينيقي تطورا واضحا فلم يعد مجرد تقليد بل تميز بهضم و استيعاب المؤثرات الأجنبية و صياغتها بأسلوب فينيقي أصيل ومتجانس .
    إن أهم مميزات الفن الفينيقي هي قدرته على استيعاب كل التيارات الفنية للعصور القديمة و وضعها في خدمة التجارة و على ذمة الحرفاء
    إن إبداع الفينيقيين يكمن في نجاحهم في تطويع الفنون و جعلها في خدمة الحياة اليومية و في متناول الجميع فلم تعد محصورة في فئة اجتماعية معينة بل أصبحت بضاعة موجهة للاستهلاك الجماهيري قام بترويجها التجار الفينيقيون في كل أنحاء المتوسط
    إن الفن الفينيقي لم يكن حبيس مجال معين بل كان متنوع و شمل كل المجالات فمن ذلك صناعة البلور و صناعة الخزف و النسيج و التعدين و صناعة العاج و الحلي و مواد التجميل كما شمل الفن المعماري والفن الموجه للآلهة و المقدسات
    تجلت إبداعات الفنان الفينيقي في مجالات عديدة منها

    · صناعة الزجاج و العاج
    تضاربت الآراء حول المخترعين الأوائل للبلور ، ففي حين ينسب بعضهم هذا الاختراع للفينيقيين يرى آخرون أنها صناعة مصرية و أن الفينيقيين لم يكونوا سوى مروجين ،كما أكدت بعض الدراسات الحديثة أن هذه الصناعة ظهرت لأول مرة في بلاد الرافدين ومنها انتقلت إلى مصر ثم إلى كافة السواحل الشرقية للمتوسط
    الثابت أن الفينيقيين استفادوا من هذه الاختراع فصنعوا الأواني والتحف البلورية المتنوعة من أكواب و قوارير وأقنونات العطر و المزهريات ذات الألوان المتنوعة و هي أدوات موجهة للاستهلاك اليومي و لكنهم استعملوا البلور لصناعة الحلي كالأساور و القلائد و الأقراط ومن الثابت أيضا أن الفينيقيين هم الذين استنبطوا تقنية النفخ في البلور وهو اختصاص مدينة صور و قد وجدت هذه الصناعة رواجا كبيرا في بلدان المتوسط .
    استقدم الفينيقيون العاج من الهند عن طريق بلاد الرافدين أو من إفريقيا عن طريق مصر ، وقد صنعوا منه علبا صغيرة و تماثيل و أمشاط و غيرها من مواد الزينة وقد وجدت العديد من المصنوعات العاجية في النواويس و المقابر لأنها كانت تودع مع الميت .
    · .صناعة الخزف
    لم تخض صناعة الخزف الفينيقية بالعناية التي حضيت بها صناعة الخزف لدى الإغريق وذلك بسبب تفوق هذه الأخيرة.
    تنحدر صناعة الخزف الفينيقية من صناعة الطين السورية الفلسطينية التي تعود إلى العصر البرنزي و التي كانت تتميز باستعمالاتها المتعددة المنزلية والتجارية و الجنائزية وهي تنقسم إلى شكلين كلاسيكيين رئيسيين : الأشكال المفتوحة و الأشكال المغلقة .
    تستعمل الأواني ذات الشكل المفتوح كأطباق للطعام في حين أن الأشكال المغلقة مثل الجرار يمكن إغلاقها و هي مهيأة للخزن أو لشحن البضائع مثل الحبوب و الخمور و الزيوت .
    أما أواني الشرب فهي ذات منقار طويل مثبت في جانب الإناء و تكون في شكل إبريق و هي مجهزة بمصفاة.
    بعض هذه الجرار له وظيفة جنائزية فهي توضع في القبور لاحتواء على رماد الجثة
    تأثرت الخزفيات الفينيقية بإنتاج المراكز المجاورة كما نجد في فينيقيا أواني مستوردة ذات طابع غربي متأتية من اليونان أو صقلية أو من المناطق التي استقر بها الفينيقيون مثل سردانيا و شبه الجزيرة الإيبيرية
    · صناعة التحف و الحلي
    اهتم الفينيقيون كثيرا بهذه الصناعة لأسباب عديدة :
    - إقبال الحرفاء عليها.
    - خفة وزنها و سهولة نقلها.
    - أهمية الأرباح التي توفرها.
    لذا عمل الفينيقيون على اعتناء بهذه الصناعة و شكل الذهب أهم المواد المستعملة في حين كان استعمال الفضة محدودا بسبب تصدئه السريع كما استعملوا البرنز و الأحجار الكريمة و البلور لصناعة الحلي .
    أما أشكال التزويق فهي مستوحاة من الفن المصري الذي كان يجد آنذاك رواجا كبيرا في الأسواق العالمية وكانت الأشكال المورقة والرسوم الحيوانية و الحشرات مثل الخنفساء هي الأشكال الأكثر انتشارا

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 13 2024, 07:24