مصر : الأطوار التاريخية و المؤسسات

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مصر : الأطوار التاريخية و المؤسسات

تقديم
تقع مصر في الشمال الشرقي للقارة الإفريقية ، ويحدها شمالاً البحر المتوسط وجنوبًا بلاد النوبة (السودان) وشرقًا البحر الأحمر وصحراء سيناء. أمّا في الغرب فإنّ أراضيها تُعتبر امتدادًا للصحراء الإفريقية الكبرى.
يخترق النّيل الأراضي المصرية من الجنوب باتّجاه الشّمال حيث يجري في وادٍ خصب ثم لا يلبث أن يتفرّع قرب مدينة القاهرة مكونًا دلتا ضخمة تمتدّ من دمياط إلى الإسكندرية. وتُعتبر هذه الدلتا مع وادي النيل من أخصب بقاع الأرض، لهذا كانت مهدًا لحضارةٍ تُعدّ من أقدم وأرقى الحضارات.
لعب النيل دوراً رئيسيا في قيام الحضارة المصرية فهو الذي حول مصر من صحراء قاحلة إلى واحة خصبة وهو ما جعل هيرودوت يقول " مصر هبة النيل".
ينبع نهر النيل الذي قامت على ضفافه حضارة مصرالقديمة من إفريقياالاستوائية و من فوق هضاب الحبشة بشرق إفريقيا ومنابع النيل بجنوب السودان متجها نحو البحر المتوسط شمالا
يتم الفيضان السنوي لنهر النيل فيعذي التربة بالطمي . وهذه الظاهرة الفيضانية الطبيعية جعلت إقتصاد مصر في تنام متجدد يعتمد أساسا علي الزراعة ، ، وقد أقترن هذا العامل بجهد المصريين الذين عملوا علي استغلال النهر فشقوا الترع وشيدوا السدود و بنوا الجسور.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الأطوار التاريخية

منذ الألف الخامسة قبل الميلاد ووادي النّيل يجذب إليه شعوبًا مختلفة، وصلوا الوادي إمّا عن طريق باب المندب أو عبر برزخ السويس أو عبر الصحراء اللوبية ، اجتذبهم خصب أراضيه ووفرة مياهه فشكّلوا على طول مجرى النيل حكومات محلية، اتّحدت في الشمال «مصر السفلى» مكونةً دولة الشمال، واتّحدت في الجنوب «مصر العليا» مكونةً دولة الجنوب إلى أن وحّدهما «مينا» ملك الجنوب حوالى سنة 3400 ق.م. واتّخذ مَمفيس عاصمةً له.
الوثيقة 3 : توحيد مصر (2ورة التتويج )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تعاقب على حكم مصر الفراعنة الذين ينتمون إلى إحدى وثلاثين أسرةٍ وذلك حتى سنة 332 ق.م، سنة دخول الإسكندر فاتحًا مصر ويقسم الباحثون هذه الفترة الطّويلة إلى أربع مراحلهي
- عصر ماقبل الإمبراطوريات
- عصر الإمبراطورية القديمة
- عصر الإمبراطورية الوسطى
- عصر الإمبراطورية الحديثة
وكانت تفصل بين مرحلةٍ وأخرى أحداث هامة، منها الغزو الأجنبي أو فترات من الحروب الأهلية و الفوضى التي تعيق ازدهار البلاد لفترات قد تطول أو تقصر .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

1..عصر ماقبل الإمبراطوريات :3200-2700ق م

- كانت مصر في أول عهدها تتكون من عدة ممالك صغيرة متنافسة فيما بينها للسيطرة على الأراضي الخصبة و مياه الري ثم توحدت هذه الممالك في مملكتين كبيرتين واحدة في الجنوب (مصر العليا) و عاصمتها طيبة و الأخرى في الشمال (مصر السفلى ) وعاصمتها ممفيس
بفضل حهود ملك مصر العليا نارمر وابنه ميناس توحدت المملكتان في حدود 3200 ق م في مملكة واحدة بذلك تأسست أول أسرة حاكمة في تاريخ مصر الفرعونية ورمز إلى هذه الوحدة بتاج الملك الذي يجمع بين تاجي المملكتين السابقتين : تاج ملكة الشمال الأحمر و تاج مملكة الجنوب الأبيض .
أراد ميناس أن يؤمن وحدة البلاد فأقام مدينة قرب رأس الدلتا سميت فيما بعد بأسم ممفيس ( الجدار الأبيض )وقد شهدت مصر في هذه الفترة تقدماً فى جميع نواحى الحياة، كما تطور استعمال الكتابة المصرية القديمة التى سماها الإغريق "الهيروغليفية".كما قسم البلاد إلى أقاليم و عهد بالإشراف على إدارتها إلى ولاة و موظفين وكتبة يرأسهم الوزير. على المستوى الديني فرض ميناس عبادة إله مملكة مصر السفلى حوروس كما اعتبر نفسه إلها

2. عصر الإمبراطورية القديمة

الوثيقة 5: أهرامات الجيزة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يطلق المؤرخون على عصر الدولة القديمة اسم "عصر بناة الأهرام"، إشارة إلى تلك الأهرامات الضخمة التى بنيت فى منطقة الجيزة (حاليا ) ، أهرام خوفو وخفرع و منقاورع
الوثيقة 6 :تمثال للملك "خفرع" بالمتحف المصرى


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

- عرفت مصر في هذه الفترة ازدهارا حضاريا شاملا و ساد الأمن و ازدهرت الآداب و الفنون
- امتدت فترة الامبراطورية القديمة من 2700 إلى 2200 ق م و من أشهر ملوك الدولة القديمة .

q الملك جوسر Zoser
هو مؤسس الأسرة الثالثة الفرعونية بداية الدولة القديمة، وصاحب القبر العظيم في "سقارة" المعروف باسم "الهرم المدرج"، وقد اتخذ" منفيس" عاصمة للبلاد، واهتم باستخراج النحاس من سيناء، ومد حدود البلاد جنوباً بعد أن بسط نفوذه على النوبيين. و في عهده ظهر أحد النوابغ المصريين الذين تركوا آثاراً بارزة في تاريخ مصر وحضارتها، هو الوزير "إيمحوتب"، الذي إليه يرجع الفضل فى وضع تصميم هرم سقارة المدرج وتنفيذه، وإلى جانب شهرته فى فن العمارة، اشتهر"إيمحوتب بالحكمة والطب وكان كاهن الملك ووزيره وبناءه، اعتبره الإغريق خالق عمارة الحجر، وأول علماء الدنيا وطبيبها الأول، ويعتبر "إيمحوتب" خريج أول مدارس العلم والدين والسياسة فى العالم
q الملك سنفرو Snefru
هو مؤسس الأسرة الرابعة، التي استمرت فى اتخاذ منفيس عاصمة للبلاد. أشتهر "سنفرو" بالإصلاح والقوة، ومن أهم أعماله إرسال أسطول بحرى إلى فينيقيا على ساحل بلاد الشام لإحضار خشب الأرز لاستخدامه في بناء السفن وما تحتاجه القصور الملكية والطبقات الثرية كما عمل على تأمين حدود مصر الشرقية والجنوبية.
أقام ملوك الأسرة الخامسة (****التاريخ) المسلات الضخمة التي ترمز لإله الشمس "رع"، كما أقاموا المعابد التي سميت معابد الشمس، يوجد معظم هذه المعابد فى "أبى صير" و"دهشور" بمحافظة الجيزة.
-عاشت مصر في عهد الدولة القديمة قوية متحدة متماسكة لفترة طويلة، إلى أن دب فيها الضعف، إذ تراجع سلطان الفراعنة وازدادت سلطة حكام الأقاليم خاصة فى الأسرة السادسة. انتهز هؤلاء الحكام فرصة ضعف الملوك، وأخذوا يعملون على تركيز السلطة في أيديهم، والاستقلال بحكم أقاليمهم، ومحاولة الانفصال عن الفرعون.فعمت الفوضى و تدهورت أحوال البلاد فآل ذلك إلى سقوط الدولة القديمة .
دخلت الإمبراطورية القديمة بداية من 2200مرحلة من الضعف و الفوضى وانعدام الأمن فاضمحلت السلطة المركزية و استمر ذلك إلى عصر منتوحب الثاني الذي تمكن من توحيد البلاد مرة ثانية في حدود سنة 2052 ق م

3. عصر الإمبراطورية الوسطى 2060-1785 ق م
تمكن منتوحتب الثاني أمير طيبة حوالي سنة 2065 ق م. من إعادة تنظيم الدولة و بسط نفوذه على كامل البلاد ، كما قام بتأسيس حكومة قوية نجحت في توطيد النظام و استتباب الأمن مما ساعد علي إنتعاش البلاد اقتصاديا و تقدم الفنون و العمارة
اهتم ملوك الدولة القديمة ببناء الأهرامات، وإقامة المعابد، ونحت التماثيل، على عكس ملوك الدولة الوسطى الذين اهتموا بالمشاريع ذات المصلحة العامة ، مثل مشاريع الرى، والاهتمام بالزراعة والتجارة.
من أشهر ملوك الدولة الوسطى :
q الملك منتوحتب الثانى

هو مؤسس الأسرة الحادية عشرة، اتخذ موطنه "طيبة" عاصمة لمملكته، وإليه يرجع الفضل فى نهضة البلاد، وإعادة الوحدة إليها، ونشر الأمن والقضاء على الفتن ، فكان من عظماء الفراعنة امثال ميناس موحد مصر و الفرعوم أحمس قاهر الهكسوس ومؤسس الدولة الحديثة.
توالى على السلطة من بعده ملوك أقوياء ساهمو في توسيع حدود الدولة وفرض الامن و تحقيق الازدهار الاقتصادي أمثال الملك إمنمحات الأول الذي قضى على غارات الآسيويين والليبيين على أطراف الدلتا، ونجح فى تأديب العصاة فى بلاد النوبةو قاد الملك سنوسرت الثالث Senusret III الحملات بنفسه إلى بلاد النوبة، وأقام بها سلسلة من الحصون ومدّ حدود مصر إلىفي اتجاه الجنوب و بلاد النوبة
أمر الملك "سنوسرت الثالث" بحفر قناة فى شرق الدلتا تصل بين أقصى فروع النيل شرقاً، وخليج السويس،وهى أقدم اتصال مائى بين البحرين الأحمر والمتوسط، وقد سماها الإغريق "قناة سيزوستريس" نسبة إلى الملك "سنوسرت الثالث". ومن الفوائد التى عادت على البلاد من حفر "قناة سيزوستريس" ازدياد النشاط التجارى وتوثيق الصلات التجارية بين مصر وبلاد "بونت" (الصومال الحالية)، وأيضاً ازدياد النشاط التجارى بين مصر وبلاد الشام، وجزر البحر المتوسط، مثل كريت وقبرص.

لم تدم وحدة البلاد طويلا بسقوط الأسرة الثانية عشرة كثر تطلع كبار الموظفين و قواد الجيش إلي العرش ، و كانت النتيجة الحتمية اضطراب أحوال البلاد و تفككها وضعف حكومتها أن تعرضت البلاد إلى غزو الهكسوس حوالي سنة 1730 ق م
و الهكسوس فى اللغة المصرية القديمة معناها "حكام البلاد الأجنبية"، وهم قبائل بدوية آسيوية، جاءت من فلسطين، وأسماهم المصريون الرعاة، لأنهم اغتصبوا بلادهم. تسللت تلك القبائل إلى شرق الدلتا، واستقرت فى مدينة "أفيروس واتخذتها عاصمة، وواصلت زحفها جنوباً حتى احتلت مدينة "منفيس "، ومصر الوسطى. وفى الوقت نفسه سيطر النوبيون على الجزء الجنوبى من البلاد، ولم يبق مستقلاً سوى جزء يحكمه أمراء طيبة.
ومن الأسباب التى ساعدت الهكسوس على احتلال مصر بسهولة: اضطراب الأحوال فى مصر بسبب الفوضى وضعف الحكام، وتفوق الهكسوس نتيجة كثرتهم العددية، ومهارتهم فى فنون القتال، فقد كانوا يستخدمون الخيول والعجلات الحربية التى تجرها الخيول، والسيوف والأقواس البعيدة المدى، وهى أسلحة لم يعرفها المصريون من قبل.
بمرور الزمن، تأثر الهكسوس بالحضارة المصرية، فتمصّروا وقلدوا الفراعنة فى أسمائهم وأزيائهم وتقاليدهم، وتكلموا اللغة المصرية، واعتنقوا ديانة المصريين.
الوثيقة 8 العربة التى أدخلها الهكسوس فى مصر واستخدمت كسلاح مركبات فى الحرب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

.

4 الإمبراطورية الفرعونية الحديثة((من الأسرة الثامنة عشرة إلى الأسرة العشرين)1580 -1090 ق م
من أبرز الأسر التي حكمت هذه الدولة الأسرة الثامنة عشرة و التاسعة عشرة.

الملك "أحمس الأول" مؤسس الأسرة 18 (بداية عصر الدولة الحديثة).

قاد "أحمس" ثورة المصريين على الهكسوس ، فأعد جيشا ً مدرباً على فنون الحرب واستخدام العجلات الحربية (التى كان يستعملها الهكسوس)، ، زحف إلى الشمال، وشدّد الهجوم على الهكسوس فى عاصمتهم "أفيروس" حتى دخلها، وظل يطاردهم عبر شمال سيناء حتى فلسطين، فتشتت شملهم وقضى على وجودهم نهائيا في مصر.

بعد أن طرد أحمس الهكسوس رجع سنة 1571 ق م اهتم بالقضاء على ثورات النوبيين جنوباً و اتجه إلي الإصلاح الداخلي و أهتم بإنشاء جيش منظم و سلحه بكل الأسلحة المعروفة في ذلك الوقت و زودوه بالعجلات الحربية ، وفي عهد الإمبراطورية الحديثة وتكونت لمصر أول إمبراطورية شاسعة ، امتدت على قارتى آسيا وأفريقيا، من نهر الفرات شمالاً حتى الشلال الرابع جنوباً. كما تقدمت حضارة مصر فى مجالاتها المختلفة اقتصادية و اجتماعية وفنية و علمية و أدبية .
من أشهر ملوك هذه الدولة
*الملكة حتشبسوت

- اتجهت سياسة مصر فى عهدها نحو قارة أفريقيا، فأرسلت بعثة تجارية إلى بلاد "بونت" (الصومال الحالية).
- تشييد معبد الدير البحري
الملك تحتمس الثالث

.تميز ببطولاته الرائعة ، فقد قام بسبع عشرة حملة في آسيا، ثبت بها نفوذ مصر في بلاد الشام، كما ثبت نفوذ مصر حتى بلاد النوبة جنوباً.
اهتم "تحتمس الثالث" بإنشاء أسطول حربى قوى، استطاع به أن يبسط سيطرته على الكثير من جزر البحر المتوسط وساحل "فينيقيا".
استدعى "تحتمس الثالث" أبناء أمراء الأقاليم الآسيوية إلى مصر، ليعلمهم العادات والتقاليد المصرية، ويثقفهم الثقافة المصرية، حتى إذا ما عادوا إلى بلادهم وتولوا مقاليد الحكم فيها، أصبحوا من أتباعه المخلصين.
إلى جانب قدرته الحربية تميز ببراعته السياسية، وبتشييد أروع الأبنية وأفخم المعابد


الملك أمنحتب الرابع (إخناتون)
-لم يرض "أمنحتب الرابع" عن تعدد الآلهة في الديانة المصرية القديمة ، ورأى أن جميع الآلهة ليست إلا صورة متعددة لإله واحد، فنادى بعقيدة دينية جديدة تدعو إلى عبادة إله واحد هو "آتون" الذى يمثل القوة الكامنة فى قرص الشمس، ومثله بقرص تخرج منه أشعة تحمل الحياة والنور إلى الأرض وما عليها
-غيّر "أمنحتب الرابع" اسمه إلى "أخناتون" وأتخذ له عاصمة جديدة هى أخيتاتون و موقعها تلّ العمارنة ، وذلك لكي يبتعد عن "طيبة" مقر كهنة الإله "آمون".
الملك رمسيس الثانى الوثيقة 10


رمسيس الثاني يقود عجلته الحربية فى معركة "قادش"



و يعد رمسيس الثاني من أشهر ملوك هذه الدولة و تعتبر حروبه آخر المجهودات التي بذلها ملوك الدولة الحديثة في سبيل المحافظة علي وحدة البلاد و قد أنتهت حروبه مع الحثيين بتوقيع معاهدة عدم إعتداء بين االدولتين بعد أن عجز كلاهما عن إحراز أي نصر كامل في معركة قادش .
- عمل على إحياء النفوذ المصرى فى بلاد الشام الذى كان قد ضعف بعد ثورة "أخناتون" الدينية
-الانتصار على الحثيين في معركة قادش
- تشييد معبد أبو سنبل


في أواخر عهد الدولة الحديثة أخذ مركز الفرعون في الضعف فتعددت غارات الليبيين و شعوب البحر علي مصر وكان من أشد تلك الغارات خطراً ما وقع منها في عهد رمسيس الثالث و لكن الجيش المصري استطاع صد تلك الغزوات ، رغم ذلك أختتمت الدولة الحديثة أيامها حين تلاشت سلطة الفرعون تماماً و أزدادت قوة كهنة آمون حتي تمكن كبيرهم من أغتصاب العرش وبذلك انتهى عصر الدولة الحديثة سنة 1085ق م و دخلت إثره مصرما سمي بالعصر المتأخر تدهورت فيه أحوال البلاد سياسياً وثقافياً واقتصادياً. وتعرضت البلاد للنفوذ الأجنبى، فحكمها غرباء عنها، تمثلوا فى مجموعات متتالية من الحكام الليبيين والنوبيين والآشوريين وأخيراً الفرس


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

.

.المؤسسات

1. التنظيم السياسي و الإداري
أ.سلطة الفرعون
منذ بداية العصور الفرعونية ومصر يديرها حكم ديني ( ثيوقراطي). عند تتويج الفرعون، كان يعتقد بأن روح المعبود حورس كانت تدخل فيه لترشده ، وعند وفاته الفرعون، فإن روحه تندمج مع أوزيريس؛ حتى يرشد خليفته. وكواحد من الأرباب ، فإن الملك يصبح ابنا للإله رع؛ أو "آمون رع"، فيما بعد. وكانت تقام الاحتفالات المختلفة التي تدعم ألوهية الملك .
كان الصولجان المعقوف من رموز الفرعون التي تربطه بالأرباب ، وكان التاج المزدوج رمزا لبسط سلطة الفرعون على الأرضين (مصر العليا ومصر السفلى)، وكانت حية الكوبرا الملكية هي عين الإله رع الذي يراقب جميع أفعال الفرعون. وكان الملك مكلفا بتسوية الخلافات القانونية، وبقيادة الشعائر الدينية. وكان يمسك بالميزان الذي بموجبه يغلّب النظام على الفوضى. وطالما أطاع الفرعون الآلهة وشرّفها والتزم بقوانينها؛ فإنه يبقى في مأمن من غضبها .

وبموجب موقعه كإله، كانت للفرعون عبادته؛ في حياته وبعد وفاته ه. وهذا التقليد ساد وبرز بشكل واضح خلال عصر الدولة الحديثة. وكانت طقوس عبادة الملك شبيهة للغاية بتلك الشعائر اليومية بالمعابد. وكانت التماثيل تقام من أجل تلقي القرابين؛ ومن بينها تماثيل الملك وهو يقدم القرابين لذاته المؤلهة. وكانت العبادات الملكية تخدم أهدافا سياسية أيضا إذ تضفي على حكم الفرعون شرعية دينية .

حظيت مصر بأول حكومة منظمة في العالم. وقبل أن تتحد مصر العليا ومصر السفلى، كان يحكم كل منطقة منهما ملك. وفي عام 3100 قبل الميلاد، وبعد توحد مصر في نظام مركزي ؛ قسمت البلاد إداريا إلى 42 إقليما. وكان على رأس كل إقليم حاكم يديره، لكنه يتبع الفرعون ويطيعه.

كان الفرعون يمثل أعلى هرم السلطة سلطة وله السيادة الكاملة على الشعب؛ وكانت له السيطرة المطلقة .

شارات الحكم : الصولجان المعقوف ، التاج المزدوج ، حية الكبرا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ختم ملكي ، من ممتلكات الفرعون "حورمحب " (الأسرة 19 التي حكمت بين 1320 و 1200 ق م
يحتوي شكل جعران (خنفساء) رمزالميلاد من جديد و الخلود في العقيدة المصرية القديمة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ب. التنظيم الإداري
يستعين الفرعون بعدد كبير من الموظفين المدنيين وقد تخصص عدد منهم في الإشراف على الضرائب والشؤون المالية والأعمال العامة وتوزيع العمال على المشاريع المختلفة
وكانت هناك محاكم في جميع أنحاء مصر. وتبرهن العقود والبرديات التي تضم أحكاما وشكاوي ؛ على أنه كانت هناك قوانين ثابتة محددة تتعلق بالمعاملات اليومية: مثل الميراث والزواج والهبات والوصايا وملكية الأراضي، وغير ذلك من المعاملات التجارية. وكان كل شيء يسجل في (الأرشيف)؛ بما في ذلك الوصايا وعقود الملكية وقوائم الإحصاء العام والأوامر وقوائم الضريبة والخطابات وقوائم الجرد ومحاضر المحاكمات.
* الوزير
يأتي الوزير في قمة الهرم الإداري و يعتبر رئيس الجهاز التنفيذي و قد أصبح وجود هذا المنصب مؤكد منذ مطلع الأسرة الرابعة (*****) و تزايدت مهام الوزير أثناء الإمبراطورية الحديثة حتى أثقلت كاهله فظهر منصب وزير الوجه البحري إلى جانب وزير الوجه القبلي و كانت مسؤولية الوزير هي تسيير الأمور في مختلف أرجاء الدولة .
كان الفرعون يختار الوزير من بين المقربين إليه و من بين أفراد أسرته
و قد وصلتنا العديد من التراجم التي تمتدح كفاءة الوزير المتوفى و مآثره وتعدد أعماله و المسؤوليات المناطة بعهدته وتجري لقاءات الوزير اليومية مع كبار الموظفين في الدولة في مكتبه و هذه المقابلات تسير وفقا لتقليد ثابت لا يتغير وكان من اختصاص الوزير وحده محاكمة كبار الموظفين بشأن التهم التي يوجهها إليهم زملائهم ، كما يختص بالفصل في الدعاوي الداخلية الخاصة بالأملاك الملكية كما يحق لأي موظف أن يمثل بين يديه طالبا النصح و الإرشاد و هو يقوم بتسجيل الهبات و عقود البيع و القسمة و يفحص العرائض و المظالم الخاصة باستغلال الأرض ، يقرر بناء السدود و يقف على أوضاع شبكة الري في البلاد و يسهر على حسن توزيع المياه على الحقول و المزارع و يصدر التعليمات و الأوامر إلى حكام الأقاليم ورؤساء الأملاك في أوقات الحصاد و هو الذي يحدد الدوائر الزراعية و المراعي في كل إقليم كما يتولى الإعلان عن قدوم الفيضان و بدء السنة الجديدة ، ومثل بين يديه دافعو الجزية من أنحاء الإمبراطورية ،و هو الذي يعين الموظفين و انظم تجنيد الحرس الملكي كما يحضر الاحتفالات الملكية الكبرى و يشترك في الأعياد الدينية وما شابه ذلك

الأعوان الإداريين : الكاتب
وتخصص عدد من المسئولين الإداريين في التعامل مع الضرائب والشئون المالية والأعمال العامة وكانوا يسمون الكتاب ، كانت وظائف الكاتب متعددة و متنوعة وتشتمل على عدد من المسؤوليات الجسام التي تضع صاحبها فوق مستوى عامة الناس ،وتفتح أمامه أفاقا رحبة للارتقاء الوظيفي و الاجتماعي .

الوثيقة 14 الكاتب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الوثيقة 15 الاحصاء
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

.

2. التنظيم العسكري
يبدو أن مصر لم تعرف الجيوش النظامية الدائمة في عصر الدولة القديمة بل كان الملك يقوم بتعبئة السكان من مختلف جهات مصر و المناطق المتاخمة لها مثل اللوبيين و النوبيين و ذلك كلما دعت الحاجة إلى ذلك ، ثم أصبح التجنيد في فترة انتقالية محليا(2200-2052 ق م ) تحت إشراف حكام الأقاليم و انقسمت البلاد إلى مجموعات من الأقاليم المتحالفة و المتناحرة فيما بينها وقد أمكن لنا التعرف على تشكيل القوات العسكرية و مواصفاتها بفضل نماذج خشبية عثر عليها في مقبرة أحد حكام إقليم أسيوط و تمثل هذه النماذج فرقتين تتكون كلاهما من أربعين فردا : فرقة من المصريين حاملي الرماح و التروس أما الفرقة الثانية فهي من النوبيين من رماة السهام.
أما في عصر الدولة الوسطى فنستمد معلوماتنا عن الجيش و تنظيماته و أساليبه من سلسلة القلاع الجبارة الواقعة عند الشلال الثاني(حدود مصر الجنوبية ) وتعطينا عمارة هذه القلاع فكرة عن فنون التحصينات في نهاية الألف الثالثة قبل الميلاد كما تروي بعض أوراق البردي أن هذه التحصينات كانت تشكل نظاما دفاعيا متكاملا له قيادة موحدة مركزها مدينة بوهين التي تقع شمالي الشلال الثاني و يقدر عدد أفراد الحامية بسبعين رجل منهم خمس و ثلاثون من حاملي الحراب و خمس وثلاثين آخرين من رماة السهام .
وبعد عصر الدولة الوسطى، حكم مصر أسرة من الملوك الآسيويين؛ عرفوا باسم "الهكسوس". وقد وفدوا إلى مصر بالجياد والعربات وأسلحة من النحاس فاقتبسها المصريون عنهم وقد تم طرد الهكسوس. ولكن هذه الفترة الفاصلة من الحكم الأجنبي قد أدت إلى قيام جيش جديد يقوم على الاحتراف ، ومسلح بعتاد حربي متطور؛ مثل السيف والقوس . وأصبحت مصر قوة عسكرية عظمى.
- جاء عصر الدولة الحديثة وأصبحت الإستراتيجية العسكرية المصرية استباقية هجومية ؛ بدلا من كونها دفاعية. فقد شن ملوك الدولة الحديثة حملاتهم العسكرية الكبرى في آسيا فازدادت أهمية الجيش و تضخم عدده وتشعبت تركيبته .
يتولى الملك عادة قيادة الجيش ثم يعين على رأسه قائدا عاما تسانده هيئة أركان حرب كاملة و ينقسم إلى عدة فيالق ، كل فيلق في حماية أحد كبار الآلهة المصرية ورعايته .
مع دخول الحصان و العجلة إلى مصر مع الهكسوس تنوعت الفرق العسكرية فنجد الفرسان الذين يركبون عربات تجرها الخيول ثم سلاح المشات و يتكون من سرايا ، تضم كل سرية ما بين مائتين و مائتين و خمسين مقاتلا و تتشكل كل سرية من أربع أو خمس فصائل ، و في عهد رمسيس الرابع بلغ عدد السرايا عشرون سرية أي ما يساوي خمسة آلاف رجل ، كما أصبحت البحرية تلعب دورا متعاظما سواء في نقل الجنود إلى مواني سوريا و فلسطين أو لمواجهة هحمات شعوب البحر.و أخذت تتزايد نسبة المرتزقة الأجانب و بعد تسريحهم من الجندية كانوا يندمحون مع سكان البلاد و يتحولون إلى جزء لا يتجزأ منهم .
منح قدماء المحاربين منذ عهد رمسيس الثاني دخلا سنويا و أقطعوا الأراضي و مع مرور الزمن تزايد نفوذ طبقة العسكريين ليصبحوا أصحاب السلطان و أداته . ويبرز كل من تحتمس الثالث ورمسيس الثاني، خلال عصر الدولة الحديثة، كقائدين عسكريين عظيمين. ومعركة قادش هي من أشهر الحملات العسكرية في التاريخ؛ وقد دارت رحاها بين رمسيس الثاني والحثيين؛ من أجل السيطرة على الشام .

الوثيقة 16: كتيبة مصرية من أربعين جندياً حاملى الرماح والدروع وعلى رؤوسهم خوذات.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الوثيقة 17: رمسيس الثاني يقود عجلته الحربية فى معركة "قادش"


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


البوق آلة عسكرية يستعملها الجيش المصري لإعلان حالة النفير
عثر على هذا البوق في مقبرة توت عنخ آمون بوادي الملوك سنة 1922


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

.