هل تؤمن بإمكانية نجاح الثورات العربية في ظل قاعدة من التخلف تنخر الشعوب العربية ؟

<P><FONT color=navy>لا شك أن الثورات العربية حدث تاريخي هام ومفصلي غير مجرى التاريخ في المنطقة العربية, وأنهى عهد حُكام ظنت الشعوب في لحظة أنها مقدسة وعصية على الموت أو على الرحيل والإنهيار.</FONT></P>
<P><FONT color=#000080>فبعدما كانت الشعوب العربية عبارة عن قطعان تُساق بمشيئة حُكامها, وبعدما كانت أجسادا ميتة لا تستجيب لصعقات الكهرباء وجثثا هامدة لا تجيد سوى الرقص والغناء, هاهي الحياة تعود من جديد لهذه الشعوب التي نامت طويلا وآن لها أن تستفيق.</FONT></P>
<P><FONT color=#000080>لقد دفعت الشعوب الثمن بأرواحها وفلذات أكبادها لتزيح عن العرش أنظمة بوليسية أكل عليها الدهر وشرب, لكن التحدي الأكبر هو واقع ما بعد الثورات, فإزاحة الحُكام الطغاة الجبابرة عن الحكم هو بمثابة جهاد أصغر, والجهاد الأكبر هو استكمال الثورة وقطف ثمارها. أما إن ثارت الشعوب ثم عادت لتنام من جديد, فبشراكم أنظمة ديكتاتورية بثوب جديد وحلة جديدة, ستتغير الوجوه لكن الفساد سيبقى مستشريا في جسد الدول العربية المنهكة, وستبقى دار لقمان على حالها.</FONT></P>
<P><FONT color=#000080>لا يجب بتاتا أن نعول على من تسمي نفسها راعية الديمقراطية في العالم لكي تحقق مطالب الشعوب, فالولايات المتحدة الأمريكية تنهج سياسة الكيل بمكيالين, وتضع مصالحها فوق كل اعتبار, وتقدم-دائما- الجانب الأمني على الجانب الديمقراطي, وإلا فلماذا تتماطل مع اليمنيين ولاتزال تتشبث بعلي عبد الله صالح - غير الصالح- , لماذا تتعاون هي والسعودية على إبقاء هذا الطاغية على رأس الحكم رغم أن الشعب اليمني قدم ما يكفي من الضحايا والقتلى والجرحى, ونظم ما يكفي من الإتصامات والمظاهرات ليوصل رسالته للعالم أن عبد الله لم يعد يمثل إرادة اليمنيين, وبات رحيله لزاما وضرورة ملحة حتى تستمر الحياة..</FONT></P>
<P><FONT color=#000080>لماذا تتلكؤ أمريكا في حسم الأمور في ليبيا إن كانت ترعى الديمقراطية بالفعل, أليس لأن القذافي يرهن نفط ليبيا مقابل أن يبقى - كما يسمي نفسه: عميد القادة العرب وملك ملوك إفريقيا-, هذا الرجل مريض بجنون العظمة, ومستعد لبيع ليبيا حتى يبقى على كرسيه, أف له.</FONT></P>
<P><FONT color=#000080>خلاصة القول أن الشعوب العربية إذا لم تستنهض الهمم وتبقى يقظة لتنتزع حقوقها المشروعة, فستذهب ثوراتها أدراج&nbsp; الرياح. وفي رأيي, إذا لم تحاول الشعوب العربية أن تتجه قدما نحو التغيير على مستوى السلوك والثقافة, والإنعتاق من الجهل والتخلف, ووقف التهافت على المهرجانات التخديرية, ما لم تحاول الشعوب فعل هذا, فسنبقى نحن دوما تحت إمرة السيد الأمريكي الذي يعين الحكام حسب مصلحته, فالأنظمة السابقة في معظمها- باستثناء ليبيا وسوريا- هي أنظمة عميلة لأمريكا, كان كل شغلها إرضاء أسيادها في البيت الأبيض, والحفاظ على كرسي الحكم والعض عليه بالنواجذ.</FONT></P>
<P><FONT color=#000080>لكن مما لا يختلف عليه اثنان, أن الثورات الحالية هي خطوة في الإتجاه الصحيح, في انتظار أن تستعيد هذه الأمة مكانتها بفضل جيل جديد سيحمل رايتها وشعلتها نحو غد مشرق بإذن الله تعالى.</FONT></P>

أولا شكرا لطرحك لهذا الموضوع القيم .
شخصيا لست متفائلا حول إمكانية إحلال
النظام الديمقراطي بالدول العربية،في ظل كل الأوضاع الراهنة.
فمسار الديمقراطية هو عبارة عن سيرورة تحتاج لوقت طويل كي تترسخ
في الشعوب فكرا وواقعا.
عندما تصبح الشعوب العربية تدرك مثلا ان الوقت والمواعيد هي امور مقدسة، وعندما يدرك العربي أن رمي النفايات من السيارة هو عمل شنيع
وعندما تصبح القراءة اليومية مسألة ضرورية لغذاء الفكر كما هو الأكل والشراب، وعندما يصبح العربي يخلص في عمله ويراقب نفسه بنفسه ، وعندما يصبح العربي يهتم بمشاكل غيره كما يهتم بأموره
وعندما وعندما.....
آنذاك يمكن الحديث عن إمكانية نجاح هذه الثورات