[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أول مستشفى خيري في مصر الإسلامية
ذكر المقريزي في كتاب المواعظ والاعتبار نقلا عن أبي عمر الكندي في كتاب الأمراء: أن أحمد بن طولون أمر ببناء المارستان للمرضى، فبُني لهم في سنة تسع وخمسين ومائتين. وقال جامع السيرة الطولونية: وفي سنة إحدى وستين ومائتين بنى أحمد بن طولون المارستان، ولم يكن قبل ذلك بمصر مارستان، ولما فرغ منه حبس عليه دار الديوان ودوره في الأساكفة والقيسارية وسوق الرقيق، وشرط في المارستان أن لا يُعالج فيه جنديّ ولا مملوك، وعمل حمّامين للمارستان، أحداهما للرجال والآخر للنساء، حبسهما على المارستان وغيره، وشرط أنه إذا جيء بالعليل تُنزع ثيابه ونفقته وتحفظ عند أمين المارستان، ثم يلبس ثياباً ويُفرش له ويُغدى عليه ويُراح بالأدوية والأغذية والأطباء حتى يبرأ، فإذا أكل فرّوجاً ورغيفاً أمر بالانصراف وأعطي ماله وثيابه، وفي سنة اثنتين وستين ومائتين كان ما حبسه على المارستان والعين والمسجد في الجبل الذي يُسمى بتنور فرعون، وكان الذي أنفق على المارستان ومستغله ستين ألف دينار، وكان يركب بنفسه في كل يوم جمعة ويتفقد خزائن المارستان وما فيها والأطباء، وينظر إلى المرضى وسائر الأعلاّء والمحبوسين من المجانين، فدخل مرة حتى وقف بالمجانين، فناداه واحد منهم مغلول: أيّها الأمير اسمع كلامي، ما أنا بمجنون، وإنما عُمِلَت على حيلة، وفي نفسي شهوة رمانة عريشية أكبر ما يكون، فأمر له بها من ساعته، ففرح بها وهزها في يده ورازها ثم غافل أحمد بن طولون ورمى بها في صدره، فنضحت على ثيابه، ولو تمكنت منه لأتت على صدره.
ولو كان أحمد بن طولون حاكما معاصرا لأمر بإعدام هذا الرجل المجنون في الحال ، ولتم اعتقال آلاف من المشتبهين فيهم ، والأهم من ذلك أنه ربما هدم المستشفى ولكن الرجل الذي لا يعد من مشاهير الحكام المسلمين لم يصدر عنه شيء من ذلك ، واعتبر الأمر حدثا طارئا ..
وأعود إلى موضوع المستشفى وخدماته فأقول : لعلك أخي القارئ تمنيت لو كنت عليلا في زمن ابن طولون فتتمتع بخدمات تلك المستشفى بدلا من أن تكون صحيحا سالما في عصرنا الحديث
أول مستشفى خيري في مصر الإسلامية
ذكر المقريزي في كتاب المواعظ والاعتبار نقلا عن أبي عمر الكندي في كتاب الأمراء: أن أحمد بن طولون أمر ببناء المارستان للمرضى، فبُني لهم في سنة تسع وخمسين ومائتين. وقال جامع السيرة الطولونية: وفي سنة إحدى وستين ومائتين بنى أحمد بن طولون المارستان، ولم يكن قبل ذلك بمصر مارستان، ولما فرغ منه حبس عليه دار الديوان ودوره في الأساكفة والقيسارية وسوق الرقيق، وشرط في المارستان أن لا يُعالج فيه جنديّ ولا مملوك، وعمل حمّامين للمارستان، أحداهما للرجال والآخر للنساء، حبسهما على المارستان وغيره، وشرط أنه إذا جيء بالعليل تُنزع ثيابه ونفقته وتحفظ عند أمين المارستان، ثم يلبس ثياباً ويُفرش له ويُغدى عليه ويُراح بالأدوية والأغذية والأطباء حتى يبرأ، فإذا أكل فرّوجاً ورغيفاً أمر بالانصراف وأعطي ماله وثيابه، وفي سنة اثنتين وستين ومائتين كان ما حبسه على المارستان والعين والمسجد في الجبل الذي يُسمى بتنور فرعون، وكان الذي أنفق على المارستان ومستغله ستين ألف دينار، وكان يركب بنفسه في كل يوم جمعة ويتفقد خزائن المارستان وما فيها والأطباء، وينظر إلى المرضى وسائر الأعلاّء والمحبوسين من المجانين، فدخل مرة حتى وقف بالمجانين، فناداه واحد منهم مغلول: أيّها الأمير اسمع كلامي، ما أنا بمجنون، وإنما عُمِلَت على حيلة، وفي نفسي شهوة رمانة عريشية أكبر ما يكون، فأمر له بها من ساعته، ففرح بها وهزها في يده ورازها ثم غافل أحمد بن طولون ورمى بها في صدره، فنضحت على ثيابه، ولو تمكنت منه لأتت على صدره.
ولو كان أحمد بن طولون حاكما معاصرا لأمر بإعدام هذا الرجل المجنون في الحال ، ولتم اعتقال آلاف من المشتبهين فيهم ، والأهم من ذلك أنه ربما هدم المستشفى ولكن الرجل الذي لا يعد من مشاهير الحكام المسلمين لم يصدر عنه شيء من ذلك ، واعتبر الأمر حدثا طارئا ..
وأعود إلى موضوع المستشفى وخدماته فأقول : لعلك أخي القارئ تمنيت لو كنت عليلا في زمن ابن طولون فتتمتع بخدمات تلك المستشفى بدلا من أن تكون صحيحا سالما في عصرنا الحديث