منتديات مواد الاجتماعيات



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مواد الاجتماعيات

منتديات مواد الاجتماعيات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات مواد الاجتماعيات


    النظام الإقطاعي في أوروبا العصور الوسطى

    mojaz
    mojaz
    عضو متميز
    عضو متميز


    الدولة : النظام الإقطاعي في أوروبا العصور الوسطى 710
    عارضة الطاقة :
    النظام الإقطاعي في أوروبا العصور الوسطى Left_bar_bleue50 / 10050 / 100النظام الإقطاعي في أوروبا العصور الوسطى Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 235
    نقاط : 437
    تاريخ التسجيل : 06/04/2011

    النظام الإقطاعي في أوروبا العصور الوسطى Empty النظام الإقطاعي في أوروبا العصور الوسطى

    مُساهمة من طرف mojaz السبت يناير 28 2012, 16:55


    النظام الإقطاعي في أوروبا العصور الوسطى

    بعد أن مات شارلمان مؤسس الإمبراطورية الكارولنجية عام 814م تفككت إمبراطوريته كذلك واجهت هجمات المسلمين والفايكنج ولم تعد هناك سلطة مركزية توفر الحماية للناس وبالتالي بحث كل شخص عن من يوفر له الحماية ومن ثم ظهر إلى الوجود النظام الإقطاعي في أوروبا العصور الوسطي.


    ذلك النظام أحتوى على السيد الإقطاعي والأفصال والأول كانت لديه مساحة كبيرة من الأرض ولم يكن يستطيع أن يحميها بمفرده ولذلك جمع عدداً من الفرسان ووزع عليهم الأرض في مقابل حمايتها وأن يقفوا بجواره إذا ما دخل في الحرب مع أي سيد أقطاعي أخر وكان إرتباط الفصل بالسيد الإقطاعي من خلال مراسيم خاصة،حيث يجثو الفصل على ركبتيه ويمسك بيده حفنه من تراب الأرض ويقسم يمين الولاء للسيد الإقطاعي على أن يكون أحد فرسانه التابعيين له.


    ويلاحظ وجود العديد من الإلتزامات الملقاه على كاهل الفصل تجاه سيده فإلى جانب انضمامه إلى قوات السيد الإقطاعي كان هناك حق الضيافة فإذا مر سيدة بمنزله كان عليه أن يقدم له واجب الضيافة،وإذا تزوجت إبنة السيد الإقطاعي كان على الفصل أن يقدم لسيدة مبلغا من المال بهذة المناسبة وغيرها من الالتزامات.


    أحتوى النظام الإقطاعي على تركيبة هرمية محددة الطبقات فهناك الذين يحاربون وهم الفرسان،والذين يتعبدون وهم رجال الكنيسة، والذين يزرعون وهم الأقنان أو عبيد الأرض،وقد كان الفرسان يأتون على قمة النظام الإقطاعي في عصر ازدهرت فيه أفكار الفروسية.


    أمتلك السيد الإقطاعي قلعة حصينة عمل من خلالها على إدارة الإقطاع وفي البداية تم تشييد القلاع من الأخشاب إلا أنها من خلال النار والأمطار أصابها الضرر ولذلك أتجه الأوروبيون إلى أقامه القلاع من الحجارة،ويلاحظ أن تلك القلعة كانت رمزاً لقوة السيد الإقطاعي والوسيلة الفعالة من أجل حماية الإقطاع ومثلت نقطه للدفاع والهجوم.


    ويلاحظ أن العصر الذهبي لتشييد القلاع في أوروبا العصور الوسطى لم يكن على الأرض الأوروبية بل على أرض بلاد الشام عندما التقى الغرب بالشرق في عصر الحروب الصليبية حيث شيد الصليبيون عشرات القلاع مثل حصن الأكراد والمرقب والكرك والشوبك وغيرها.


    الطبقة الثانية في النظام الإقطاعي تمثلت في رجال الكنيسة وكانت مصلحتهم مرتبطة بالسادة الإقطاعيين ولذلك لم يحرصوا على تغيير النظام الإجتماعي القائم وأحتوت تلك الطبقة على العديد من العناصر مثل الرهبان والقساوسة والأساقفة ورؤساء الأساقفة وقد تمتعت تلك الطبقة بمكانه أجتماعية كبيرة ولا ننسى أن العصور الوسطى عرفت بعصور الإيمان نظراً لتعاظم شأن الظاهرة الدينية فيها.


    أما طبقة الأقنان فقد جاءت في أسفل الهرم الطبقي وكانت أحوالهم سيئة للغاية ويمكن إجمالها على النحو التالي:-


    -يعيش القن قناً ويموت قناً وبالتالي ليس لديه أي أمل في الترقي الإجتماعي بأي حال من الأحوال ويظل في الضيعة التي يعمل بها طوال عمره ولا يرى أضواء العاصمة طوال حياته حتى لو كانت على بعد عدة كيلومترات من تلك الضيعة وإذا فكر في الفرار كان عقابه شديداً قد يصل إلى الموت.


    -إذا تزوج القن وتوهم أنه صاحب حقوق أدمية قام السيد الإقطاعي باغتصاب زوجته ولا شك أن ذلك يشعر المؤرخ المنصف بمدى الانحطاط الأخلاقي الذي وصل إلية ذلك المجتمع تجاة تلك الطبقة التي مثلت السواد الأعظم من السكان وقامت بتوفير الغذاء للجميع وكانت بلا حقوق وبالتالي لم تختلف حياتهم عن حياة الماشية في الحقول.


    -أنتشر الفقر والجهل والمرض لدى تلك الطبقة البائسة في المجتمع الأوروبي الوسيط ويلاحظ إرتفاع نسبة الوفيات في صفوفهم،وقد صورت المؤرخة البريطانية إلين باور في كتابها نماذج بشرية من العصور الوسطى قصة بودري الفلاح الذي عاش حياة بائسة وكان من شريحة الأقنان.ظل النظام الإقطاعي قائماً بما أحتواه من ظلم صارخ لحق بالأقنان إلى أن حدث إنفجار الحروب الصليبية في أخريات القرن الحادي عشر الميلادي حيث سمحت البابوية للأقنان لأول مرة بمغادرة الأراضي التي يعملوا بها ولذلك فر الآلاف منهم إلى الشرق تخلصاً من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي عاشوا فيها ولذلك يقال أن الأقنان ظلوا أسرى النظام الإقطاعي إلى أن كانت الدعوة للحروب الصليبية،ويلاحظ أن الحروب الصليبية كانت نتاجاً للنظام الإقطاعي ومن المفارقات التاريخية أنها أدت أيضاً إلى القضاء على ذلك النظام.

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت يونيو 01 2024, 10:05