[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
السياحة الالكترونية العربية والصيف
الدكتور - فايز بن عبد الله الشهري
جريدة الرياض السعودية - تقنية المعلومات - الاحد 6 جمادى الأخر 1427هـ - 2 يوليو 2006م - العدد 13887
تعرّف «منظمة السياحة العالمية» السياحة على أنها «نشاط السفر بهدف الترفيه، وتوفير الخدمات المتعلقة بهذا النشاط. والسائح هو ذلك الشخص الذي يقوم بالانتقال لغرض السياحة لمسافة ثمانين كيلومترا على الأقل من منزله». وبحسب هذا التعريف فإن من حق ساكني مدينة الرياض - على سبيل المثال - الذين يتنقلون ضمن حدودها ومساحتها الجغرافية أن يتمتعوا بلقب وحقوق السائح خاصة إذا ما علمنا أن مساحة مدينتنا الأثيرة الرياض تكاد تصل إلى ثلاثة أضعاف مساحة سنغافورة مثلاً. وهذا ليس مرام الكتابة هنا ولكن مما يعجب له المتأمل في ثقافة صنّاع السياحة العربية والمحلية هو ضعف أو غياب الاستثمار في تطبيقات الانترنت وخدماتها التفاعلية للتواصل مع السياح بالمعلومات والعروض الجادة إذ لا تتجاوز كثير من المواقع العربية والمحلية حدود وإمكانات ملصق دعائي بارد انتقل من الجدار إلى شاشة الانترنت.
نعم وبكل أسف تجد أغلب المواقع الالكترونية السياحية العربية - الرسمية وغير الرسمية - لا تكاد تسلم من ملاحظتين رئيستين الأولى: «ثقل دم» المواقع الرسمية باعتبارها تتحدث بلغة حكومية بيروقراطية عبر وسيلة عصرية حيوية والثاني: عدم مصداقية كثير من مواقع شركات القطاع الخاص المعنية بالسياحة سواء من حيث المبالغة في عرض الخدمات الكترونيا وافتقادها في واقع البلد المُعْلَن عنه، أو من جهة عدم الالتزام بتوفير تفاصيل العروض الالكترونية فحينما يصل السائح العربي تبدأ المساومة الرخيصة بحجة أن العرض الالكتروني قديم أو انتهى أو أنه مخصص لمواطني «البلدان الغربية» أو غير ذلك.وأذكر في هذا المقام أنني كنت سافرت من عاصمة «غربية» إلى عاصمة «عربية» لحضور مؤتمر علمي وحجزت عبر موقع الكتروني دولي مع ثلاثة من رفاق الرحلة (الأجانب) في فندق شهير في هذه العاصمة، وفور وصولنا استقبلتْ موظفة الفندق الرفاق بالابتسامة والترحيب وهي تخيّرهم بين الأدوار ومواقع الغرف، وحين لمحت الموظفة جواز سفري الأخضر قطّبت حاجبيها ودخلت إلى مكتب خلفي ثم عادت وبرفقتها «علج» عربي أمطرني بأسئلة كثيرة عن ظروف حجزي وكيفية حصولي على هذا السعر المخفّض. وحين استنكرت هذا التصرّف معي دون رفاقي الذين لم يستوعبوا سبب تأخيري اعتذر الموظف بغباء وقال أن الأسعار المخفضة هذه فقط «للأوروبيين» في حين أن «أسعار» الإخوة العرب» أعلى مما حصلتُ عليه، فكان أن أعطيته رقم الحجز الالكتروني وطلبت منه بكل ذوق أن لا يعتبرني «أخا» هذه المرة وهكذا كان.
وفي الجانب الايجابي وبعيدا عن المواقع الرسمية نجد أن مستخدمي الانترنت العرب يجتمعون بشكل عفوي كثيف في بعض المنتديات المخصصة للسياحة يتحدثون عن تجاربهم ويجيبون على استفسارات من يسأل بشكل ودي وعفوي يفوق عمل المؤسسات الرسمية. وحين تتصفح بعض هذه المواقع ينتابك شعور مريح جراء حسن توظيف التقنية خاصة حين تجد معلومات وصورا مفصلة يضعها متطوعون مثلك زاروا هذا البلد أو ذاك وهذا ما تجده في مواقع شبه شخصية مثل «travel4arab.com» الذي خصّص منتدى لكل وجهة سياحية يكتب فيها العضو انطباعاته وملاحظاته ويضع الزائر أسئلته واستشكالاته ثم يشترك الجميع في الإجابة.
أما التجارب العالمية في هذا المجال فقد ترسّخت لتصبح خدمات السياحة من خلال الانترنت صناعة تدر مليارات الدولارات متجاوزة مفهوم خدمات الحجوزات التقليدية لمقاعد شركات الطيران وغرف الفنادق والسفن وغيرها إلى خدمات أكثر تفاعلية. فتجد أن بعض المواقع مثل موقع travelocity.com يسمح لك باختيار المدينة أو الجهة ووضع حدود الميزانية وتحديد طبيعة الرحلة (مغامرة، ترفيه ..الخ) ليعود لك محرك بحث الموقع بعدد من الخيارات المناسبة لطلبك وميزانيتك. وتوفيرا لوقتك أيضا تقدم العديد من المواقع العالمية الأخرى مثل (expedia.com) معظم خدمات السفر المصاحبة مثل وثائق التأمين وخدمات تأجير السيارات وحجز تذاكر المباريات والحفلات والمواقع السياحية والأثرية. يكفي أن نعلم أن السياحة صناعة عالمية يبلغ حجمها حوالي نحو 457 مليار دولار سنويا في حين يتواضع نصيب الدول العربية منها الى 2,7٪ .
السياحة الالكترونية العربية والصيف
الدكتور - فايز بن عبد الله الشهري
جريدة الرياض السعودية - تقنية المعلومات - الاحد 6 جمادى الأخر 1427هـ - 2 يوليو 2006م - العدد 13887
تعرّف «منظمة السياحة العالمية» السياحة على أنها «نشاط السفر بهدف الترفيه، وتوفير الخدمات المتعلقة بهذا النشاط. والسائح هو ذلك الشخص الذي يقوم بالانتقال لغرض السياحة لمسافة ثمانين كيلومترا على الأقل من منزله». وبحسب هذا التعريف فإن من حق ساكني مدينة الرياض - على سبيل المثال - الذين يتنقلون ضمن حدودها ومساحتها الجغرافية أن يتمتعوا بلقب وحقوق السائح خاصة إذا ما علمنا أن مساحة مدينتنا الأثيرة الرياض تكاد تصل إلى ثلاثة أضعاف مساحة سنغافورة مثلاً. وهذا ليس مرام الكتابة هنا ولكن مما يعجب له المتأمل في ثقافة صنّاع السياحة العربية والمحلية هو ضعف أو غياب الاستثمار في تطبيقات الانترنت وخدماتها التفاعلية للتواصل مع السياح بالمعلومات والعروض الجادة إذ لا تتجاوز كثير من المواقع العربية والمحلية حدود وإمكانات ملصق دعائي بارد انتقل من الجدار إلى شاشة الانترنت.
نعم وبكل أسف تجد أغلب المواقع الالكترونية السياحية العربية - الرسمية وغير الرسمية - لا تكاد تسلم من ملاحظتين رئيستين الأولى: «ثقل دم» المواقع الرسمية باعتبارها تتحدث بلغة حكومية بيروقراطية عبر وسيلة عصرية حيوية والثاني: عدم مصداقية كثير من مواقع شركات القطاع الخاص المعنية بالسياحة سواء من حيث المبالغة في عرض الخدمات الكترونيا وافتقادها في واقع البلد المُعْلَن عنه، أو من جهة عدم الالتزام بتوفير تفاصيل العروض الالكترونية فحينما يصل السائح العربي تبدأ المساومة الرخيصة بحجة أن العرض الالكتروني قديم أو انتهى أو أنه مخصص لمواطني «البلدان الغربية» أو غير ذلك.وأذكر في هذا المقام أنني كنت سافرت من عاصمة «غربية» إلى عاصمة «عربية» لحضور مؤتمر علمي وحجزت عبر موقع الكتروني دولي مع ثلاثة من رفاق الرحلة (الأجانب) في فندق شهير في هذه العاصمة، وفور وصولنا استقبلتْ موظفة الفندق الرفاق بالابتسامة والترحيب وهي تخيّرهم بين الأدوار ومواقع الغرف، وحين لمحت الموظفة جواز سفري الأخضر قطّبت حاجبيها ودخلت إلى مكتب خلفي ثم عادت وبرفقتها «علج» عربي أمطرني بأسئلة كثيرة عن ظروف حجزي وكيفية حصولي على هذا السعر المخفّض. وحين استنكرت هذا التصرّف معي دون رفاقي الذين لم يستوعبوا سبب تأخيري اعتذر الموظف بغباء وقال أن الأسعار المخفضة هذه فقط «للأوروبيين» في حين أن «أسعار» الإخوة العرب» أعلى مما حصلتُ عليه، فكان أن أعطيته رقم الحجز الالكتروني وطلبت منه بكل ذوق أن لا يعتبرني «أخا» هذه المرة وهكذا كان.
وفي الجانب الايجابي وبعيدا عن المواقع الرسمية نجد أن مستخدمي الانترنت العرب يجتمعون بشكل عفوي كثيف في بعض المنتديات المخصصة للسياحة يتحدثون عن تجاربهم ويجيبون على استفسارات من يسأل بشكل ودي وعفوي يفوق عمل المؤسسات الرسمية. وحين تتصفح بعض هذه المواقع ينتابك شعور مريح جراء حسن توظيف التقنية خاصة حين تجد معلومات وصورا مفصلة يضعها متطوعون مثلك زاروا هذا البلد أو ذاك وهذا ما تجده في مواقع شبه شخصية مثل «travel4arab.com» الذي خصّص منتدى لكل وجهة سياحية يكتب فيها العضو انطباعاته وملاحظاته ويضع الزائر أسئلته واستشكالاته ثم يشترك الجميع في الإجابة.
أما التجارب العالمية في هذا المجال فقد ترسّخت لتصبح خدمات السياحة من خلال الانترنت صناعة تدر مليارات الدولارات متجاوزة مفهوم خدمات الحجوزات التقليدية لمقاعد شركات الطيران وغرف الفنادق والسفن وغيرها إلى خدمات أكثر تفاعلية. فتجد أن بعض المواقع مثل موقع travelocity.com يسمح لك باختيار المدينة أو الجهة ووضع حدود الميزانية وتحديد طبيعة الرحلة (مغامرة، ترفيه ..الخ) ليعود لك محرك بحث الموقع بعدد من الخيارات المناسبة لطلبك وميزانيتك. وتوفيرا لوقتك أيضا تقدم العديد من المواقع العالمية الأخرى مثل (expedia.com) معظم خدمات السفر المصاحبة مثل وثائق التأمين وخدمات تأجير السيارات وحجز تذاكر المباريات والحفلات والمواقع السياحية والأثرية. يكفي أن نعلم أن السياحة صناعة عالمية يبلغ حجمها حوالي نحو 457 مليار دولار سنويا في حين يتواضع نصيب الدول العربية منها الى 2,7٪ .