من طرف Admin الجمعة فبراير 10 2012, 21:23
تاريخ أكادير
أكاديركلمة أمازيغية من أصل فينيقي تعني "المخزن الجماعي" أو" القرية المحصنة" . و إلى حد اليوم مازالت هذه الكلمة موجودة في منطقة السوس وتعني نوعا من المستودع لكل ممتلكات القبيلة.مجتمع صغير لصيادين الأمازيغ استقروا في موقع فيه خليج و حولوه إلى مخزن محصن من هنا جاءت كلمة أكادير. في القرن الثاني عشر وقع استعمال هذا المخزن المحصن من قبل قبيلة قسيما.
في القرنين الرابع عشر و الخامس عشر: ما بين 1325 و 1470 كانت الخرائط الأوروبية تشير إلى هذا موقع باسم بورتو مزغينام أو ميناء قسيم. و خلال تاريخها بقيت أكادير موضوع تنازع بين القبائل المحلية و القوى الأجنبية.
بدأت قصة أكادير تأخذ بعدا دوليا في القرن السادس عشر عندما استقر فيها البرتغالي جواو لوبيز دي سيكويرا سنة 1505 فقد ازدهرت مصيدة الأسماك و المعامل التي يملكها بسرعة و تحولت إلى قرية صغيرة لصيادي السمك. وقد بني هذا المركز التجاري على سفح "أكادير أوفلة " التي تهيمن على الخليج ، على ارتفاع 200 متر.
في 1513 دفع اشتداد العزلة و انعدام الأمن جواو لوبيز دي سيكويرا إلى التخلي عن قريته لفائدة مانويل الأول ملك البرتغال الذي بادر بتوسيع الميناء و تثبيت حامية فيه و أخضع كامل المنطقة للسيطرة البرتغالية.
فأصبحت سانتا كروز دي كاب دي غي التي سميت نسبة إلى كنيسة المدينة البرتغالية الصغيرة
مركزا تجاريا نشيطا تمر به عديد المنتجات من جنوب المغرب و السودان. و يرتاده تجار من جميع الجنسيات الأوربية.
وفي عام 1541 (12 مارس) ، وبعد حصار دام ستة أشهر ، حرر الشيخ محمد الشروق ، مؤسس السلالة السعدية ، المدينة من البرتغاليين. وبعد ثلاثين عاما ، شيد ابنه ، القصبة التي لا تزال تهيمن على المحيط حتى يمنع عودة البرتغاليين.
و في عهد السعديين ازدهرت أكادير و منطقتها و أصبح السوس المملكة المحبذة لديهم فعمدوا إلى تطوير زراعة قصب السكر(النبتة القادمة من الشرق) في منطقة تارودانت العاصمة و منطقة شيشاوة.
و كان السكر يمثل سلعة ثمينة في المبادلات التجارية يأتي كل من الاسبان و الفرنسيين و الهولنديين و خاصة البريطانيين إلى أكادير للبحث عنها( مثل الذهب القادم من السودان) فأصبحت أكادير معبرا ضروريا بالنسبة للقوافل الذاهبة إلى جنوب تمبكتو.
و في القرن الثامن عشر و مع ظهور السلالة العلوية و خصوصا في 1760 بدأت فترة طويلة من الركود فقد نقل السلطان سيدي محمد بن عبد الله عمليات الميناء إلى موغادور( الصويرة حاليا) لمعاقبة القبائل المتمردة,فأفلست أكادير و وقع السوس كله في فوضى عارمة.
وفي عام 1911 ، قام القيصر فيلهلم الثاني ، ملك بروسيا ، بمناورة تثبت وجوده على خليج أكادير عن طريق إرسال السفينة الحربية "النمر " بدعوى حماية المواطنين الألمان في أكادير. وعارضت فرنسا ذلك بشدة ، واقترحت اتفاقية تتعلق بالحقوق الألمانية وبعد مفاوضات مطولة ، تخلت فرنسا عن جزء من الكونغو لفائدة ألمانيا التي تخلت بالمقابل عن نواياها الاستعمارية تجاه المغرب.
و في سنة 1913 احتلت القوات الفرنسية أكادير التي كانت تتكون من نواتين من التجمعات السكنية فونتي (300 صيادا) و القصبة( 400 نسمة).
و فيما بين سنتي 1928 و 1932 تم تحويل مدينة أكادير ذات الألفي نسمة إلى منطقة بلدية و تمت المصادقة على مخطط التهيئة العمرانية الأول للمدينة. و خلال الثلاثينات أصبحت أكادير محطة مهمة للطيران البريدي و كان Saint Exupéry و J .Mermoz يتوقفان فيها للاستراحة قبل عبور المحيط الأطلسي.
و في 29 فيفري 1960 و على الساعة 11 و 47 دقيقة هز زلزال عنيف المدينة.
و بين عامي 1960 و 1966 أصبحت أكادير, البوابة البحرية الرئيسية لجنوب المغرب الأقصى, الممر الرئيسي بين شمال و جنوب المغرب الأقصى. و نظرا إلى أن إعادة اعمارها كانت متقدمة جدا في 1966 أصبحت أكادير على صعيد التهيئة المعمارية مدينة عصرية تتيح خيارات تخطيط حديثة جديدة في المغرب المستقل. واليوم ،يبلغ عدد سكان أكادير حوالي 000،400 نسمة ، وتعتبر مركزا التنمية الاقتصادية ، وهي مدينة عصرية من حيث التوازن الإقليمي و تعتبر العاصمة الاقتصادية للجنوب بفضل السياحة ، والزراعة ومصائد الأسماك ، و خاصة بفضل التجارة.