منتديات مواد الاجتماعيات



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مواد الاجتماعيات

منتديات مواد الاجتماعيات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات مواد الاجتماعيات


    المعركة على جبهة المصطلحات في الصراع العربي الصهيوني

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : المعركة على جبهة المصطلحات في الصراع العربي الصهيوني 710
    عارضة الطاقة :
    المعركة على جبهة المصطلحات في الصراع العربي الصهيوني Left_bar_bleue90 / 10090 / 100المعركة على جبهة المصطلحات في الصراع العربي الصهيوني Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    المعركة على جبهة المصطلحات في الصراع العربي الصهيوني Empty المعركة على جبهة المصطلحات في الصراع العربي الصهيوني

    مُساهمة من طرف Admin الأحد مايو 01 2011, 22:36

    المعركة على جبهة المصطلحات في الصراع العربي الصهيوني 13

    المعركة على جبهة المصطلحات في الصراع العربي الصهيوني
    الحرب النفسية والمصطلح التطبيعي:

    لعل واحداً من أهم الأسلحة التي تمتلكها القوى المهيمنة في العلاقات الدولية، أو داخل المجتمعات، هو أدواتها الثقافية والإعلامية التي تمكنها من صناعة المصطلحات وصياغة التعاريف. فالمصطلحات و التعاريف ليست "مجرد كلام" كما قد يظن البعض، بل نقاط مرجعية تسهم بتحديد قوانين اللعبة السياسية، وقوالب يُصَبُ داخلها الرأي العام، وهي على المدى البعيد، إذا تركت تعمل دون خطابٍ بديل، ذات تأثير تراكمي يخترق الوعي الجمعي العربي ويفجره من الداخل، وينشئ قطاعات شعبية وثقافية عربية تفقد الهوية والانتماء وتتحول إلى موالاة الصهيونية من خلال منظومة من القيم والمفاهيم التي تشكل ما يعرف باسم الوعي الزائف، أي الوعي الذي يؤسس لطريقة في النظر إلى الواقع تتماشى مع الاحتلال والقهر الذي فرض على أمتنا وتبرره وتصبح عقبه في طريق التخلص منه .



    المصطلحات والتعاريف إذن مفاتيح لنمط محدد من الوعي في وسائل الإعلام والثقافة السائدة يهدف إلى تبرير الأمر الواقع وخلق حالة من التكيف معه، من قبل المتضررين منه أساساً.



    خذ مصطلح " الشرق الأوسط" مثلاً…ففي القرن التاسع عشر، عندما كانت بريطانيا و فرنسا مشغولتين بالصراع على تقسيم العالم إلى دوائر نفوذ بينهما، أطلق في البداية تعبير "الشرق الأوسط" على المناطق التي توجد فيها الآن دول مثل إيران وباكستان و أفغانستان في أواسط قارة آسيا.



    أما الجزء الجنوبي الغربي من قارة آسيا، الذي يضم بلدان الهلال الخصيب مثل سوريا والعراق ولبنان والأردن وفلسطين، فقد أطلق عليه لقب " الشرق الأدنى". أما تعبير الشرق الأقصى فقد ترك لتلك البلدان في القارة الآسيوية التي تبعد أكثر عن أوروبا .



    أوسط…أدنى…أقصى كلها تعبيرات عن علاقة اذن، بالنسبة لنقطة مرجعية، هي في هذه الحالة المركز الأوروبي الغربي.



    وهذه العلاقة بين مركز وأطراف تتكرس في اللاوعي أولا، عندما نتعاطى مع تعبيراتها اللغوية كمفردات أو كمصطلحات طبيعية أو كجغرافيا، فيتحول المصطلح إلى مفهوم ويتحول المفهوم إلى أداة بيد المستعمر لتكريس الأمر الواقع والعلاقة غير المتكافئة مع الأطراف.



    المهم، مع توسع نفوذ الإمبراطورية البريطانية من مصر في شمال أفريقيا، ومن الهند وما كان يسمى سابقا " الشرق الأوسط"، باتجاه فلسطين والعراق بعد الحرب العالمية الأولى، اتسع مفهوم "الشرق الأوسط" ليضم بالإضافة إلى معناه السابق، مناطق النفوذ البريطاني أولاً ، ثم الفرنسي، في المناطق المجاورة.



    وبذلك اختفى مصطلح" الشرق الأدنى" من اللغة الإنكليزية في أواسط القرن العشرين، وحل محله "الشرق الأوسط" الموسع. ولكن المفهوم خلف المصطلح بقي كتعبير عن منظور يرى ويطالب من خلاله الإستعمار الأوروبي، خاصة البريطاني، بالسيطرة على أراضٍ وشعوب تقع في مكانٍ محددٍ بالنسبة للمركز الإستعماري.



    ومازال مصطلح " الشرق الأوسط" اليوم، مفهوما استعمارياً أي بلادنا كأسواق ٍ وموارد ومواقع استراتيجية، كما تراها عيون الغزاة الأجانب.



    اذن المصطلحات والتعاريف ليست "مجرد كلام". فالكلمات لها معاني، ولذلك يجب أن نستخدمها بدقة. وعندما نستعمل كلمات معينة دون تدقيق، فإننا قد ننتهي إلى تكريس مفاهيم معينة تهدف إلى تكبيل عقولنا.



    الصهاينة يجيدون لعب هذه اللعبة. فقد نجحوا بجعل مصطلح "إرهابي" مرافقا لصورة الفلسطيني والعربي والمسلم في الإعلام الغربي. وكانت البعثة الفلسطينية في الجامعة العربية قد تقدمت بورقة في صيف عام 1997 تطلب فيها من وسائل الإعلام العربية أن تتبنى مصطلحات معينة تؤكد الحقوق العربية وتقاوم الهيمنة الصهيونية في الإعلام العالمي، عوضا عن تبني مصطلحاتها، ومن الإقتراحات المقدمة في تلك الورقة ما يلي، أقدمها مع بعض الإضافات والتعديلات، الجذرية أحياناً:



    - ضرورة استخدام تعبيري "مستعمرات" و"مستعمرين"، عوضاً عن "مستوطنات" و"مستوطنين"، لأن الإستيطان يوحي بسكن أراضٍ خالية من السكان، بينما الإستعمار يقوم على فكرة الإحتلال بالقوة وطرد السكان الأصليين، هذا مع العلم أن مصطلح "استعمار" نفسه يحمل لفظياً شحنة إيجابية لأنه مشتقٌ من فكرة التعمير والبناء، ولكن استخدام مصطلح "مستعمرة" يظل أفضل بالتأكيد من مصطلح"مستوطنة"، لأن كلمة استعمار عادت واكتسبت معناها الحقيقي بفضل نضالات شعوب العالم الثالث .



    - ضرورة استخدام مصطلح " فلسطينيو ال 48" أو "عرب فلسطين في مناطق ال 48" عوضا عن التعبير المستخدم عادة وهو "عرب إسرائيل" الذي يتنكر لمبدأ وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده حسب الميثاق الوطني الفلسطيني، والذي يكرس انتماء العرب كأقلية لدولة الكيان الصهيوني.



    - ضرورة استخدام مصطلح " قوات الاحتلال الصهيونية" أو "رئيس حكومة الإحتلال" عوضاً عن استخدام" الجيش الإسرائيلي" أو " القوات الإسرائيلية".



    - ضرورة استخدام " أعمال المقاومة ضد الإحتلال" عوضاً عن "أعمال العنف" الرائجة في وسائل الإعلام العربية لأن " أعمال العنف" لا مشروعية لها.



    - ضرورة إضافة تعبير "العربية المحتلة " كلما ذكرت القدس، أو أي جزء من فلسطين وضرورة استخدام الأسماء العربية الأصلية، مثلاً " جبل ابوغنيم" وليس "هارهوما" كما يسميها اليهود، أو الضفة الغربية وليس يهودا والسامرة، الخ…



    - ضرورة استعمال كلمة فلسطين بمعناها الحقيقي وليس الضفة وغزة فقط. وقد يبدو معظم هذه الإقتراحات بديهياً، ولكن مجموعة من المصطلحات المشبوهة وجدت طريقها إلى الخطاب السياسي العربي خلال مرحلة التسعينات الرمادية . أدوارد سعيد مثلاً كان يقول "النزاع الفلسطيني -الإسرائيلي" عوضاً عن "الصراع العربي -الصهيوني"، والفرق بين كلمة نزاع وكلمة صراع كبير، وكذلك الفرق بين عربي- صهيوني من جهة وفلسطيني- "إسرائيلي" من جهة أخرى. فالتعبير عن المسألة على شكل نزاع يجعلها اكثر قابلية للحل، وجعل هذا النزاع المزعوم فلسطينياً فقط، يضعف الطرف الفلسطيني ويعزله عن عمقه العربي، أما الاستخدام المتكرر لتعبير " إسرائيل" و"إسرائيلي"، فيعود العقل الجمعي العربي على التعايش مع "إسرائيل". لذلك يجب دائماً ان تحاصر في مزدوجين، لإبقاء مسافة كافية بيننا وبين ما نرفض وجوده، أو فهي الكيان الصهيوني. أما تعبير " الشرق الأوسط"، فيجب تجنبه ومحاولة استخدام الوطن العربي والعالم الإسلامي عوضا عنه

    من قاموس المصطلحات المشبوهة في الصراع العربي-الصهيوني

    لا نحتاج للتحدث هنا عن التطبيع بالضرورة، مع أنها تقود إليه في النهاية. هي مصطلحاتٌ رائجة في وسائل الإعلام، غير أنها لو غاب عنك باطنها، فإن ظاهرَها يخنق الثوابت ويلتف على الوعي كالسرطان الخبيث. إنها مفرداتٌ لصناعة الوعي المزيف، أي الوعي الذي يجعل أبناء الأمة يتخذون مواقفَ مضادة لمصالحهم ومنسجمة مع مصالح الذين ارتبطوا بالطرف الأمريكي-الصهيوني بهذا الشكل أو ذاك. إنها مصطلحاتٌ مشبوهةٌ تحفر في الشارع العربي ببطء لتخطَ له مساراً يقوده بهدوءٍ إلى المعسكر الآخر، وهي تبدو حيادية أكثر كلما تكثف مضمونها المعادي، ومنها:



    - "الشرعية الدولية": هي القرارات والسياسات التي يفرزها ميزان القوى الدولي في الأمم المتحدة. وفي الصراع العربي-الصهيوني، وهبت "الشرعية الدولية" 55 بالمائة من فلسطين للغزاة بقرار التقسيم رقم 181، ثم تبرعت ب 23 بالمائة أخرى لليهود في قراري 242 و338، وبعدها اعترفت باتفاقية أوسلو التي عومت السيادة على الاثنين والعشرين بالمائة الباقية من فلسطين، وكانت قد فرضت الحصار على العراق ثلاثة عشر عاماً، ومن ثم شرعنت احتلاله بعدها. فالدعوة لتطبيق "قرارات الشرعية الدولية" الذي يسوق لنا على أنه مطالبة بالحقوق العربية يعني في الواقع الدعوة للقبول بالأمر الواقع الناتج عن ميزان القوى الدولي المائل ضدنا. والحقيقة هي أن "الشرعية الدولية" لم تعطِ يوماً أيَ حقوق لشعبٍ غير قادرٍ على انتزاعها بالقوة.



    - "الدولة الفلسطينية" أو"الاستقلال": هو شعار رفع كبديلٍ لشعار تحرير فلسطين. ولذلك نرى بوش وشارون يسارعان لإلقاء هذا الطعم بين الفينة والأخرى حتى أصبحت "الدولة الفلسطينية" و"الاستقلال" مطلب الكثير من الأطراف العربية المرتبطة بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والكيان. والحقيقة البديهية هي أن النقيض المنطقي للاحتلال الذي نعاني منه هو التحرير، وليس الدولة! أما طرح شعار "الدولة المستقلة" كبديل فلا يعبر عن المطالبة بحقوق، بل يعبر عن مناورة لتمرير التخلي عن الحقوق التاريخية. فثمة شريحة باتت تعتمد مصالحها على إيجاد صيغ للتعايش مع الطرف الأمريكي-الصهيوني، فأصبح شعار "الدولة" مشروعها. والعقدة هنا ليست أن تلك الشريحة تطرح مطالب واقعية بينما يطرح أنصار التحرير، على ما زعموا، مطالب تعجيزية. فنحن نقبل بأي جزء صغير من فلسطين يتم تحريره مثل جنوب لبنان دون الاعتراف بدولة العدو. القضية إذن، على العكس من ذلك، هي أن أنصار "الاستقلال" يطالبون الشعب الفلسطيني بالتخلي عن حقوقه التاريخية في أرضه وفي عروبة فلسطين.



    - "استرضاء الرأي العام الدولي": هو ما يقدم كخطة محكمة لكسب الرأي العام الدولي لجانبنا كي يؤازرنا، بعد تأييده المطول للعدو. وهنا تقدم شروط "كسب" الرأي العام الدولي باعتبارها التخلي عن "مطالبنا" وعن أسلحتنا السياسية وغير السياسية. فيشار عليك مثلاً أننا يمكن أن نكسب الرأي العام الدولي لو توقفنا عن العمل المسلح وعن طرح "شعارات خشبية" كالتحرير وعروبة فلسطين وإلى ما هنالك، وأدنا العمليات الاستشهادية وأعلنا الرغبة الجامحة للتعايش مع الغزاة... والحقيقة أن من "نكسبه" بهذه الطريقة لم نكسبه على الإطلاق، بل أن العدو هو الذي كسبنا عندما نخسر أنفسنا ونفرط بحقوقنا بهذه الطريقة. وكثيراً ما تسمع ترهات من قبيل أن الناشط الغربي الفلاني يؤيد قضيتنا بحماسة بالغة سوى أنه ضد العمل المسلح، خاصة العمليات الاستشهادية، ويطالب الفلسطينيين بالاعتراف بحق اليهود في معظم فلسطين وبالتعاون مع حركات "السلام" الصهيونية، ويعتبر العروبة والإسلام تعصباً عنصرياً مقيتاً! حسناً، ماذا بقي من تأييده مما لا تقدمه جماعات حقوق الإنسان؟! وهل هناك حركة تحرر غيرنا على وجه الأرض تسمي هذا دعماً سياسياً؟! ومتى أصبح الذي يقدم "الدعم" هو الذي يقرر أهدافنا وأساليب عملنا بالنيابة عنا؟!

    د. إبراهيم ناجي علوش

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19 2024, 06:02