منتديات مواد الاجتماعيات



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مواد الاجتماعيات

منتديات مواد الاجتماعيات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات مواد الاجتماعيات


    ما بعد الفرق : من جغرافيا أصولية إلى جغرافيات هجينة

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : ما بعد الفرق : من جغرافيا أصولية إلى جغرافيات هجينة 710
    عارضة الطاقة :
    ما بعد الفرق : من جغرافيا أصولية إلى جغرافيات هجينة Left_bar_bleue90 / 10090 / 100ما بعد الفرق : من جغرافيا أصولية إلى جغرافيات هجينة Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    ما بعد الفرق : من جغرافيا أصولية إلى جغرافيات هجينة Empty ما بعد الفرق : من جغرافيا أصولية إلى جغرافيات هجينة

    مُساهمة من طرف Admin السبت فبراير 11 2012, 10:53

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    ما بعد الفرق : من جغرافيا أصولية
    إلى جغرافيات هجينة


    Mei-Po Kwan

    لقد تطورت الجغرافيا في مجالات متنوعة وعديدة خلال القرن الماضي ، وفي الوقت الذي كان فيه هناك منظور فكري واضح ومداخل ومناحي نظرية متعددة تشكلت في أوقات مختلفة ، كان هناك مد وجزر في المناهج والأساليب الجديدة ، التي اتسمت بالحدية . واستجابة للرؤيا الجديدة للجغرافيا ، ما هي و ما يجب ان تكون عليه ، فقد زادت حدة الجدل الذي اتسم بالتشنج . وأثناء هذه العملية فقد تزايد تميز الجغرافيين كأفراد في الجغرافيا التقليدية أو التخصصات التي أدرك بأنها غير قادرة على المنافسة والثبات . والمجالات الجغرافية التي أدرك بعدم كفاءتها تم الانسحاب منها تدريجيا لتصبح من تاريخ الجغرافيا .
    شهد القرن العشرين إنقسامين (على الأقل) في الجغرافيا ، فصل الأول بين الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا البشرية ، جراء فكرة عزل دراسة الطبيعة عن دراسة المجتمع . والثاني فصل المكاني - التحليل و الاجتماعي – الحضاري في محاولة لإيجاد وسيلة لفصل التحليل الجغرافي الذي يفرز الأنماط المكانية وعلاقاتها عن العمليات الاجتماعية – الحضارية – السياسية . ونتيجة عملية الفصل هذه وما تبعها من نقد (من قبل منظري الماركسية ، والواقعية ، والنسوية ، وما بعد البنيوية ، وغيرها من المذاهب الفكرية) ، فان الجغرافيات الاجتماعية - الحضارية و المكانية - التحليلية قد أضحت اكثر تماسكا و تناغما من قبل . وفي هذه العملية أصبحت الجغرافيا البشرية محددة بثنائية غريبة : (إما أو) و بمصطلحات غير جيدة . واصطف المنظرون الاجتماعيون وما بعد المعاصرة في صف ، يقابلهم المحللون المكانيون و الكميون
    و مستخدمو النظم الجغرافية في الصف الآخر .
    وعلى الرغم من المحاولات العديدة لمناقشة النظرية الاجتماعية وفصلها عن التحليل المكاني في الجغرافيا ، وتصور بدائل ممكنة ، إلا أن الفاصل بينهما كما يبدو ما زال عميقا ، وباق بشكل يؤثر على الجغرافيا المعاصرة . يضاف إلى ذلك ، ويبدو ان هناك تضخيما عبر الزمن وتنضيجا للفروقات ، رافقه غياب التحاور بين الجبهتين المعنيتين في الجغرافيا . وهناك انعكاسات واضحة حاليا عند بعض الجغرافيين ، تبرز بشكل اهتمامات متزايدة في دينامية الجغرافيا .
    الانقسام : اجتماعي – حضاري و مكاني – تحليلي
    في محاولات مكررة لعرض الجغرافيا كعلم واحد متماسك و جسم دراسي له احترامه وهويته في العلم و مجتمع العلوم الاجتماعية خلال القرن العشرين ، فقد هدف بعض الجغرافيين إلى توفير رؤى منفردة عن التخصص ، مع التركيز على مفهوم العلم وخصائصه . والشيء المهم هنا ، وضمن هذه العملية ، القول بان الأعمال الجغرافية السابقة ليس لها قيمة ، والإفصاح بوجود محاولات للوصول إلى الأحسن والأكثر تحديا ، و وجود طريقا واحدا للجغرافيا .
    ففي المراحل الأولى من تشكيل الرؤيا الجديدة للجغرافيا ، وقعت أحداث عديدة ، فالمنظور عد غير متوافقا مع الرؤيا الجديدة ، لذا فانه غير مقبول ، أو ناقص أو غير نقي ، لأنه لم ينتج عن ممارسات جغرافية مقبولة . وقد تعززت الحدود الفاصلة بين المنظورين القديم والجديد بإصدار دوريات متخصصة عن مؤسسات مهنية ، التي بدورها ساهمت في تشكيل الهوية الفردية لجغرافيين .
    ومن خلال عمليات الاستقطاب و ترسيم الحدود بين التخصصات لم تتشكل بدائل ، ومال الجغرافيون إلى الهويات ذات الصبغة السلسة وغير المتكاملة ، وبمنظور أحادى و التعريف بمفهوم إما أو لا . وكانت الخصائص المشتركة بين الفئات الجديدة ، في الغالب ، ابتسامة خفيفة .
    ما بعد علم المعرفة

    لعقود من الزمن كان هناك نضالا و محاولات جادة لتوحيد هوية الجغرافيا ، ولكن بمنظور و رؤية أحادية ، لذا لم تنجح هذه المحاولات بشكل كامل ، وبقيت الممارسات الجغرافية خليط غير متجانس و غير موحد الرؤية . والحقيقة ان ما جرى هو تغيير في المنظور الجغرافي و الممارسات عبر الزمن ، وقد عد هذا تطورا ، وأدى إلى تركيبة جغرافية معقدة . وان وصف الطرائق الأولى المعتمدة في الجغرافيا بأنها كمية والراهنة بأنها نوعية فيه شيء من المغالطة . بعبارة أخرى ، فان علم الجغرافيا هو خليط من العلم ، والعلوم الاجتماعية ، و الإنسانيات ، وان هناك تنوعا كبيرا في كل مجال أو ميدان ، وليس هذا وليد اليوم ، بل عبر التاريخ .
    وعوضا عن الإصرار على هوية موحدة لعلم الجغرافيا تشكلت علاقات منتجة بين مختلف التخصصات الدقيقة والميادين الثانوية . ويبدو ان هذه ستراتيجية فاعلة لها جاذبيتها في مختلف فروع العلوم ، وفي المجتمع الأكاديمي ، وفي المصادر المالية ، وقد يؤدي هذا إلى تقوية مبادرات العلوم الأخرى لتحذو حذونا .
    وعلى ضوء هذا ، فمن المناسب التساؤل عن سبب عدم تعزيز الجغرافيات الاجتماعية – الحضارية و المكانية – التحليلية لبعضها و دراسة مختلف إمكانات الربط بينها . وفي الواقع فان الطرائق العلمية عدت وسائل تؤدي إلى تغيرات اجتماعية ، نحو التقدم وليس أدوات إحباط . وجاء النقد النسوي ليؤكد قدرة التقنيات المعاصرة على تحرير الإنسان من كثير من انواع التسلط المفروض عليه . ويوحي هذا بان الخصائص البارزة (التقنية \ العلمية) للجغرافيا المكانية – التحليلية يجب ان لا تحول دون إمكانية تكاملها مع الجغرافيات الاجتماعية – الحضارية . ومع هذا فان الفروقات الجوهرية بينهما تحدد مدى تكاملهما .
    إن العودة إلى العلاقات بين علم المعرفة والطرائق المستخدمة في الجغرافيا ضرورية
    و مهمة لإعادة الربط بين المعطيات التقليدية لكل من الاجتماعي – الحضاري و المكاني – التحليلي . فهناك العديد من المؤشرات والمعطيات المهمة والمهملة عن الثورة الكمية مبررها المعرفي قد جاء متأخرا بسنين بعد أن أخذت الطرائق الكمية مكانها في التطبيق . ويرى بارنز بان ديفد هارفي بتحوله إلى الفلسفة الواقعية ، وان التفحص الدقيق التاريخي يوحي بان التبرير المعرفي للجغرافيات المكانية – التحليلية نابع عن الرغبة في إيجاد نوع جديد من الممارسة الجغرافية ، وليس من الضروري ان تكون هناك صلة بالفلسفة الواقعية واستخدام الطرائق الكمية في البحوث الجغرافية . كذلك فان نظم المعلومات الجغرافية موجودة قبل ربطها كأساس علمي جغرافي جديد ، وان استخدامها لا يتطلب تبريرا معرفيا مسبقا . فالتقنية لا تحدد مستخدميها في أي جانب معرفي معين .
    ان العلاقة بين معرفة معينة و نوع محدد من الطرائق البحثية ليست علاقة سببية ، لذا لا يمكن اشتقاق بان المعرفة الجغرافية أو السياسية تستند فقط على الطريقة المعتمدة . فقد يكون هناك استخدام لها في فلسفة أخرى غير الواقعية للتحليل الكمي و النظم الجغرافية . لذا من الواضح ان الاختيار بين النظرية الاجتماعية والتحليل المكاني غير حقيقي ، ولعلنا وقعنا في فخ التعارض بين الطريقة والمعرفة ، وان ذاكرتنا تركت لعقود مما أثر على القدرة على تصور الصلة بين الجغرافيات الاجتماعية – الحضارية و المكانية – التحليلية . يضاف إلى ذلك ، من المهم التمييز ان ما بعد الطبيعة للعقلانية المعرفية لا تميل إلى هذه المسوغات بالكامل . عوضا عن ذلك ، فان الانعكاسات النظامية للعقلانية التي تضمها ممارسة البحث يمكن ان تعتمد لتطوير مفردات جديدة و بدائل عقلانية تساعد لإعادة الصلة بين الاجتماعي – الحضاري و المكاني – التحليلي .
    حدود المشاريع البحثية والجغرافيات الهجينة
    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : ما بعد الفرق : من جغرافيا أصولية إلى جغرافيات هجينة 710
    عارضة الطاقة :
    ما بعد الفرق : من جغرافيا أصولية إلى جغرافيات هجينة Left_bar_bleue90 / 10090 / 100ما بعد الفرق : من جغرافيا أصولية إلى جغرافيات هجينة Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    ما بعد الفرق : من جغرافيا أصولية إلى جغرافيات هجينة Empty رد: ما بعد الفرق : من جغرافيا أصولية إلى جغرافيات هجينة

    مُساهمة من طرف Admin السبت فبراير 11 2012, 10:54



    ان مفهوم الهجين يساعد في التفكير لتجاوز الفصل بين الاجتماعي الحضاري و المكاني التحليلي في الجغرافيا . فالهجينية في الدراسات الحضارية تشير إلى القلق و الأداء الذاتي المقاوم للتعريفات الفئوية الصارمة و الثابتة ، مثل الجنس ، العرق و القومية . وتستخدم أيضا لتجاوز البناء الثنائي الذي يفترض استقلالية الطبيعة عن الحضارة و العلم عن المجتمع أو الاقتصاد عن الحضارة وكاجواء غير متداخلة مع بعضها . والهجينيات هي موجودات بشرية وغير بشرية (مثل الأشياء ، المشاريع) التي تنتقل بين و تربط بين أقسام موجودة ، و الهجينية تعني الحركة الهادفة تكامل العناصر التي يعتقد بأنها غير متوافقة أو متعارضة . فالهجين ينتهك الحدود بين الثنائيات ويستبدلها وهو بذلك ينتج شيئا جديدا ، وحركة الهجين هذه تستسلم لبعض الحدود القوية لذا تبقى كما هي . و بالنسبة لكاتب المقال هي ممارسات جغرافية (أو مشاريع حدودية) تتحدى الحدود و تفرض صلة جديدة بين الجغرافيات الاجتماعية الحضارية و المكانية التحليلية.
    وبعض الجغرافيين قد مارس شكلا من أشكال الجغرافيات الهجينة المشار إليها هنا . ان إدراك وجود هذه الممارسات يساعد في تجنب الميل للتفكير بان الممارسات الجغرافية نقية
    و ثنائية التقسيم وتديم الفجوة بين الاجتماعي الحضاري و المكاني التحليلي . واكثر الممارسات الهجينة شيوعا هي التي تعتمد الطرائق الكمية أو GIS و تناقش مسائل جغرافية حرجة . والنوع الآخر من الجغرافيات الهجينة تهدف إلى عبور الحدود بين التقنيات المكانية الجغرافية (GIS , GPS) و الاستيعاب الكمي لخبرة الأفراد الحياتية في مختلف البيئات الحضارية . وفي الغالب تخلط هذه الدراسات بين الطرائق لاستكشاف الحقائق المتعددة و القصص التي تشكلت عبر التفاعلات المعقدة بين المعرفة و السلطة و التغيرات الاجتماعية و السياسية . النوع الثالث من الجغرافيات الهجينة جاء كمحاولة لتكامل نظرية النقد الاجتماعي و طرائق التحليل المكانية . فمثلا ، أقوم بعمل يتطلب الربط بين نظرية ما بعد البنوية النسوية و استخدام الحاسب باعتماد النظم الجغرافية و طرائق العرض الجغرافية السائدة هذه الأعوام . فبحثي يشمل تنمية طرائق نظم المعلومات الجغرافية بقصد السيطرة على التعقيد في الخبرة المعاشة من قبل الأفراد أثناء قيامهم بالنشاطات والانتقال في حياتهم اليومية . فقد تنقلت بين GIS و نقد نظرية الاجتماعية وكل واحد منها له تأثيره و مكانه في عملي هذا . وهذا الانتقال جعل تطوير النظرية النسوية لغرض نظم المعلومات الجغرافية و الممارسة النقدية لها ممكنا .
    وبالإضافة إلى تمييز الجغرافيات الهجينة الموجودة ، فان الهجينية يمكن مساومتها كموقع (أو موضعيا) بين جغرافيات الاجتماعية الحضارية و المكانية التحليلية تقديرا للموجودات الثنائية المصاحبة لهما . فالموجودات السائلة تسمح وتسهل عملية إيجاد صلات منتجة بين هذين النوعين من الجغرافيات التقليدية . إضافة إلى ذلك ، من المهم تطوير بدائل مفردات و استعارات تسهل الانتقال بين الثنائية النقية و تسمح بإمكانية ان يكون الجغرافي منظرا اجتماعيا و محللا مكانيا في الوقت نفسه (مثل : نظم معلومات جغرافية نقدية ، أو تحليل مكاني نقدي) .
    مستقبل ما بعد النظرية الاجتماعية وما بعد التحليل المكاني

    وللخروج بنتيجة ، اقدم بعض الأفكار عن مستقبل الجغرافيا في "ما بعد النظرية الاجتماعية" و " ما بعد التحليل المكاني" . ويعني هذا ان مستقبل الجغرافيات الاجتماعية الحضارية و الجغرافيات المكانية التحليلية لا يمثل كأقطاب متعارضة أو ثنائية لا تقبل التوحد ، مستقبل لا يخاف التقسيم غير الضروري أو التجسيم كما في "ما بعد الحداثة " و "جغرافيو نظم المعلومات الجغرافية" . ان التحدي الرئيس للجغرافيا كعلم هو تعزيز التنوع و الغنى في المنظور والمنحى وفي الوقت نفسه ، الحفاظ على الوحدة أمام المجتمع الأكاديمي والمجتمع الأكبر . ان استحداث كيانات محترمة في الجغرافيا استنادا إلى رؤية فردية هو مشروع لا يمكن الدفاع عنه . فنحن بحاجة إلى إيجاد سبل تجعل الجغرافيا علما محترما و نعزز الحالة بدون إلغاء الفروقات داخل علم الجغرافيا . نحن بحاجة إلى قبول المناحي المختلفة غير المتوافقة و نسمح لها للدخول في حوار بناء في الوقت نفسه . علينا ان نركز على استيعاب الفروقات و تحديد الصلات البناءة معها واستكشاف الكيفية التي يمكن ان تغني بعضها البعض بدلا من النظر إليها كمناحي معارضة. ولعل تجاوز الانقسام الحقيقي و المتصور في مخيلتنا هو المهمة الأصعب لمستقبل الجغرافيا .
    ومن المصادر المهمة للنظرة الثاقبة ، الأعمال التي أنجزها منظرو النسوية و الجغرافيون . والموضوع الرئيس للجغرافيا النسوية هو الكتابة والتحدث عبر الحضارات
    و المجالات و المواقع الاجتماعية . فهذه الكتابات قد عززت استيعابنا للتفاوض ما بين الموجودات و الاختلافات عبر الحدود الاجتماعية والجغرافية . ومن خلال البحث في موضوعات مثل تحول الموجودات و الحضارات الهجينة فان الجغرافيا النسوية توفر رؤية ثاقبة عن مسائل معقدة تشمل التحدث عبر الانقسامات المتنوعة التي لها صلة حميمة بمستقبل الجغرافيا .
    ومن المهم مناقشة التطور الدينامي للجغرافيا الأمريكية . ولعل المصدر الرئيس للمشكلة راجع إلى نموذج توماس كون Thomas Kuhn عن الثورة العلمية وأثره على تخصصنا . ولما كان نموذج كون اعتمد لإدراك ان التغيرات في التخصص ناتجة عن تتابع في المنظور وكل واحد يفوق الآخر ، ولتخصيص وقفة واضحة مع الممارسات الراهنة و سيادة رؤية أحادية ، فان الاختلاف والتنوع في المنظور ليس له دور في تفسير هذا النموذج . إضافة إلى ذلك ، فان عمل كون يميل إلى تكثيف الخصومة داخل الجغرافيا لأنه يرى ان الحالة الطبيعية للجغرافيا البشرية تشمل منظورا واحدا ينتصر على غيره ، وان هناك خللا عند مقاومة وجهات النظر غير المتكافئة . لذا من المهم ملاحظة ان نموذج كون (كما استخدم) غير مناسب للجغرافيا لانها تحتوي مناحي و مناهج عدة و تشترك فيها في الوقت نفسه . عوضا عن ذلك ، فان التطور المستند على شبكة عمل موضوعية thematic network قد توفر هيكلا افضل لتطوير الجغرافيا في المستقبل . فالشبكة الموضوعية تقطع عبر مناحي عدة و تخصصات أو ميادين ثانوية تستند على الموضوع العام . إنها تشجع التعاون عبر مختلف الاهتمامات ويمكن ان تكون مرنة في تمييز الاستجابات للتغيرات الخارجية (مثل التغيرات الاجتماعية أو الفرص المعززة ماديا) . ومن خلال جمع الناس مع بعض من ذوي المناحي المختلفة أو حتى المتعارضة فان التطور يستند على الشبكة الموضوعية قد يوفر هيكلا افضل في تحسين الاتجاه الاستقطابي في التخصص .
    انّ الطريقة التي يجري فيها الحوار لها تأثيرها الكبير على مستقبل الجغرافيا . فالكيفية التي يتم بها تبني التضامن ضمن الجغرافيا بعيدا عن الاختلافات والتنوع أمر جوهري . ففكرة التحمل العالمي cosmopolitan tolerance و التضامن المميز differentiated solidarity ذات صلة خاصة . الفكرة الأولى قدمها Denis Cosgrove كانعكاس عن علم النهضة ، بينما الفكرة الثانية جاء بها Iris Young كفكرة معيارية لتجاوز مشكلة العزل السكني . وكلا المفهومين يركزان على الحاجة إلى الإبقاء على الاختلافات وضمان الحرية الفردية والسماح بوجود المسافات بين المجاميع ، في حين الحفاظ على المجموع من خلال تحمل والاحترام الناضج المستند أولويات واسعة وليس فقط مصالح محلية . وإذا أمكن وضع مثل هذه الأفكار قيد التنفيذ فان مستقبل الجغرافيا سيختلف بدرجة كبيرة عن ماضيها .
    وأخيرا ، ما هو حرج انتشار الهجينيات ، أو الجغرافيات و الجغرافيون من النوع الثالث، أولئك الذين يقطعون عبر الفروقات بين الاجتماعي الحضاري و المكاني التحليلي و الكمي
    و النوعي ، و الحاسم والتقني وبين الاجتماعي العلمي و الأدبي و الإنسانيات . انه مستقبل الجغرافيا وليس أحد فروعها .

    · AAG 94(4) , 2004 , pp. 756-763

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02 2024, 02:49