[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الدولة والأمن
تطور مفهوم الأمن بصورة ملحوظة، واندمج مداه ليشمل مفاهيم وآفاق جديدة لم تكن مجالاً في الماضي للدراسات الأمنية، بل استحدثت مسميات جديدة دالة على شمول وترابط العملية الأمنية في الجماعة الإنسانية، كالأمن الاقتصادي، والأمن الغذائي، وأمن المعلومات ... وغير ذلك.
وقد ارتفع موضوع البحث في إشكالية أمن الدولة إلى مستويات عالية الخطورة - سواء من الناحية الداخلية أو من الناحية الخارجية - بتطور هذه الوسائل فى الجانب العسكري والاستراتيجي بشكل أعظم. فنتائج التطور الكمي والكيفي في أدوات الدمار المعاصر والثورة التقنية في وسائل الاتصال، والصراع على المواد الأساسية، متفاعلة مع خاصية انعدام الثقة بين الدول عموماً والمتصارعة خصوصاً، كل هذه النتائج والظروف جعلت الحفاظ على أمن الدولة من وجهتيه الداخلية والخارجية أمراً شاقاً بالغ الصعوبة وباهظ التكلفة، وجعلت التطلع نحو الأمن المطلق غاية لا تدرك.
فقد أصبحت الدول تدرك حقيقة التقاطع بين مصالحها الايديولجية والسياسية والاستراتيجية، وتدرك في الوقت ذاته أن الخصم لن يتردد عندما تحين الظروف المناسبة والفرص الملائمة لاستخدام قوته بما يهدد أمنها وسلامتها، لذا تحشد الدولة كل قواها للدفاع عن نفسها وحماية أمنها وكيانها القومي، وسبيلها في ذلك هو بناء وحشد وتنسيق القوى الشاملة لديها لتحقيق هذا الغرض.
مفهوم أمن الدولة
مهما اختلفت التعريفات حول أمن الدولة فإنه في نهاية المطاف يهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار للمواطن، فالأمن مطلب أساسي للدولة، أيا كان تكوينها السياسي أو فكرها الأيديولوجي، وإن اختلفت هذه الدول في مساحة هذا الأمن داخلياً وخارجياً، وفي الموجهات الإيديولوجية والسياسية التي ترسم خطى هذا الأمن، والتي يقوم عليها بنيانه. والأمن في اللغة نقيض الخوف، فهو حالة يوجد بها الإنسان لتستثار فيها دوافعه الغريزية للدفاع أو الهرب أو العدوان، وهذه الحالة كما توجد فى الفرد توجد في الدولة.
تفسير الأمن وأطره
يرى العلماء أن حاجة الإنسان إلى الأمن تدفعه إلى الدأب في السعي إلى استكشاف البيئة المحيطة به، سواء كانت بيئة مادية أو اجتماعية، للتعرف عليها والتفريق بين النافع والضار فيها ثم الوصول بعد ذلك إلى إشباع حاجته الغريزية للأمن.
ويعدّ اصطلاح الأمن من أكثر الإصطلاحات مرونة واتساعاً، وذلك لاستخدامه في عديد من المجالات والمواقف، ابتداء من الإجراءات البسيطة بتأمين المواطنين داخل الدولة ضد الأخطار المحتملة التى تمس سلامتهم وحياتهم وأموالهم، وانتهاء بالإجراءات الخاصة بتأمين الدولة ذاتها. تلك الإجراءات والخطوات التى نطلق عليها مصطلح "الأمن القومى"، ذلك المصطلح الذي يعني المفهوم الشامل لمعنى الأمن، والذي يعبر عن مجموعة أنشطة ومهام الأمن فى الدولة.
ولذلك فمفهوم الأمن القومي يستوجب توافر عدة أطر في الجماعة السياسية تمكنها من تحديد مبادئ وأسس أمنها القومي، وهذه الأطر والمقومات يمكن إجمالها على النحو التالي:
1. الإطار الاقتصادي، الذي يشمل ويرعى المصالح الاقتصادية الحيوية للدولة.
2. الإطار الإنساني، الذي يتصل بالسكان.
3. إطار المصلحة القومية العليا للدولة.
4. الإطار القيمي أو الأخلاقي.
مظاهر الأمن القومي
للأمن القومي مظاهر وخصائص تميزه وتحدد مفهومه وأطره، وبالتالى تمهد الطريق لإلقاء الضوء على تطبيق مفهوم الأمن على الدولة وفى إطارها القومي، سواء كان ذلك في مجالها الداخلي أو في المجالين الإقليمي والدولي، وقبل أن نتناول خصائص الأمن القومي نود أولاً أن نبين المظاهر التي يمتاز بها أمن الدولة والتي يمكن إجمالها على النحو التالي:
1. المظهر المادي: ويتمثل في المظاهر المادية الملموسة التي من شأن توافرها أن تؤدي إلى إشباع حاجة الإنسان إلى الأمن، كالاستقرار في سكنه وعمله، والاطمئنان إلى الوسط المحيط به، سواء في مكان العمل أو السكنى، ويشمل هذا الظواهر الطبيعية كالفيضانات والزلازل والبراكين .. الخ.
2. المظهر النفسي: ويتمثل في اعتراف البيئة الاجتماعية بالإنسان أو أن يقر مجتمعه بمكانته ومنزلته، أياً كان حجم هذا المجتمع ونوعه، وأن يعترف بدوره في محيط الجماعة الإنسانية فينال الاعتراف والتقدير، إذ إن فقدان الاعتراف والتقدير يترتب عليه فقدان الإنسان الشعور بالأمن على نفسه وعلى رزقه. لذلك يعتبر الأمن الشعورى للفرد ركيزة للأمن القومى بأجمعه، كما أنه غاية ما يهدف إليه النظام في الدولة، وهو الثمرة المرجوة لكل جهد أو عمل أمني، سواء كان ذلك على مستوى الفرد أو الجماعة أو الدولة، فالإحساس بالخطر وفقدان الإحساس بالأمن أرق ينتاب أولئك جميعاً، فهو كما قد يكون هاجساً فردياً فقد يكون هاجساً قومياً، وكما قد يكون هاجساً قومياً قد يكون هاجساً دولياً يتجاوز الدولة الواحدة والإقليم إلى العالم بأسره.
وفكرة الأمن لصيقة بالوجود الإنساني، فالإنسان كائن اجتماعي، وكون الأمن لصيقاً بالإنسان، فهو لصيق بالجماعة، فكل من الفرد والجماعة يملكان شعوراً قوياً بحاجتهما للأمن وضرورة تحقيقه وصيانته.
وعندما نتحدث عن الأمن الشعوري، فلا بد لنا أن ندرك أن لهذا الأمن خصائص، وهي التي يمكن إجمالها في ثلاثة عناصر هي: التطور، والفطرية، والنسبية.
1. فمن ناحية أولى فهو متطور بتطور الحياة الشعورية للفرد والجماعة من الطفولة إلى الشيخوخة، ومن البداوة إلى الحضارة، ومن حيث الزمان والمكان.
2. ومن سماته الفطرية، إذ من الطبيعى أن يكون الأمن فطرياً طالما كان إحساساً غريزياً مجبولاً فى أعماق الإنسان بفطرته وغريزته، حماية للنوع وتحقيقاً لبقائه فى هذا الوجود.
3. أما نسبية الإحساس بالأمن أو الشعور به، فيتضح في أن ما يثير الخوف في مجتمع ما قد لا يثير الخوف في مجتمع آخر، وتبدو فيه النسبية في أوضح صورها في نظرة المجتمعات الحديثة للأيديولوجيات المعادية وفي نظرتها للعدو الذي يستهدف كيان الدولة.
خصائص الأمن القومى
يقوم مفهوم الأمن القومي على عنصرين أساسيين:
1. مجتمع قومي، وهو عبارة عن شعب واحد متجانس ومتحد، يشكل البنية الاجتماعية للدولة أو شعب الدولة.
2. وجود الإطار السياسى لهذا المجتمع، وهو الدولة أو النظام الحاكم المسيطر على مقاليد الأمور في الدولة.
إن الفكرة الأساسية التي يدور حولها مفهوم الأمن القومي للدولة، هو أن أحد التزامات الدولة الأساسية يكمن في توفير الحماية العضوية والمادية لكل مواطن ينتمي للجماعة أولاً، وتوفير الحماية للجماعة ثانياً كحقيقة بشرية، بحيث لا يتعرض كيانها لأية مخاطر.
ويمكن حصر خصائص الأمن القومي للدولة على النحو التالي:
الدولة والأمن
تطور مفهوم الأمن بصورة ملحوظة، واندمج مداه ليشمل مفاهيم وآفاق جديدة لم تكن مجالاً في الماضي للدراسات الأمنية، بل استحدثت مسميات جديدة دالة على شمول وترابط العملية الأمنية في الجماعة الإنسانية، كالأمن الاقتصادي، والأمن الغذائي، وأمن المعلومات ... وغير ذلك.
وقد ارتفع موضوع البحث في إشكالية أمن الدولة إلى مستويات عالية الخطورة - سواء من الناحية الداخلية أو من الناحية الخارجية - بتطور هذه الوسائل فى الجانب العسكري والاستراتيجي بشكل أعظم. فنتائج التطور الكمي والكيفي في أدوات الدمار المعاصر والثورة التقنية في وسائل الاتصال، والصراع على المواد الأساسية، متفاعلة مع خاصية انعدام الثقة بين الدول عموماً والمتصارعة خصوصاً، كل هذه النتائج والظروف جعلت الحفاظ على أمن الدولة من وجهتيه الداخلية والخارجية أمراً شاقاً بالغ الصعوبة وباهظ التكلفة، وجعلت التطلع نحو الأمن المطلق غاية لا تدرك.
فقد أصبحت الدول تدرك حقيقة التقاطع بين مصالحها الايديولجية والسياسية والاستراتيجية، وتدرك في الوقت ذاته أن الخصم لن يتردد عندما تحين الظروف المناسبة والفرص الملائمة لاستخدام قوته بما يهدد أمنها وسلامتها، لذا تحشد الدولة كل قواها للدفاع عن نفسها وحماية أمنها وكيانها القومي، وسبيلها في ذلك هو بناء وحشد وتنسيق القوى الشاملة لديها لتحقيق هذا الغرض.
مفهوم أمن الدولة
مهما اختلفت التعريفات حول أمن الدولة فإنه في نهاية المطاف يهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار للمواطن، فالأمن مطلب أساسي للدولة، أيا كان تكوينها السياسي أو فكرها الأيديولوجي، وإن اختلفت هذه الدول في مساحة هذا الأمن داخلياً وخارجياً، وفي الموجهات الإيديولوجية والسياسية التي ترسم خطى هذا الأمن، والتي يقوم عليها بنيانه. والأمن في اللغة نقيض الخوف، فهو حالة يوجد بها الإنسان لتستثار فيها دوافعه الغريزية للدفاع أو الهرب أو العدوان، وهذه الحالة كما توجد فى الفرد توجد في الدولة.
تفسير الأمن وأطره
يرى العلماء أن حاجة الإنسان إلى الأمن تدفعه إلى الدأب في السعي إلى استكشاف البيئة المحيطة به، سواء كانت بيئة مادية أو اجتماعية، للتعرف عليها والتفريق بين النافع والضار فيها ثم الوصول بعد ذلك إلى إشباع حاجته الغريزية للأمن.
ويعدّ اصطلاح الأمن من أكثر الإصطلاحات مرونة واتساعاً، وذلك لاستخدامه في عديد من المجالات والمواقف، ابتداء من الإجراءات البسيطة بتأمين المواطنين داخل الدولة ضد الأخطار المحتملة التى تمس سلامتهم وحياتهم وأموالهم، وانتهاء بالإجراءات الخاصة بتأمين الدولة ذاتها. تلك الإجراءات والخطوات التى نطلق عليها مصطلح "الأمن القومى"، ذلك المصطلح الذي يعني المفهوم الشامل لمعنى الأمن، والذي يعبر عن مجموعة أنشطة ومهام الأمن فى الدولة.
ولذلك فمفهوم الأمن القومي يستوجب توافر عدة أطر في الجماعة السياسية تمكنها من تحديد مبادئ وأسس أمنها القومي، وهذه الأطر والمقومات يمكن إجمالها على النحو التالي:
1. الإطار الاقتصادي، الذي يشمل ويرعى المصالح الاقتصادية الحيوية للدولة.
2. الإطار الإنساني، الذي يتصل بالسكان.
3. إطار المصلحة القومية العليا للدولة.
4. الإطار القيمي أو الأخلاقي.
مظاهر الأمن القومي
للأمن القومي مظاهر وخصائص تميزه وتحدد مفهومه وأطره، وبالتالى تمهد الطريق لإلقاء الضوء على تطبيق مفهوم الأمن على الدولة وفى إطارها القومي، سواء كان ذلك في مجالها الداخلي أو في المجالين الإقليمي والدولي، وقبل أن نتناول خصائص الأمن القومي نود أولاً أن نبين المظاهر التي يمتاز بها أمن الدولة والتي يمكن إجمالها على النحو التالي:
1. المظهر المادي: ويتمثل في المظاهر المادية الملموسة التي من شأن توافرها أن تؤدي إلى إشباع حاجة الإنسان إلى الأمن، كالاستقرار في سكنه وعمله، والاطمئنان إلى الوسط المحيط به، سواء في مكان العمل أو السكنى، ويشمل هذا الظواهر الطبيعية كالفيضانات والزلازل والبراكين .. الخ.
2. المظهر النفسي: ويتمثل في اعتراف البيئة الاجتماعية بالإنسان أو أن يقر مجتمعه بمكانته ومنزلته، أياً كان حجم هذا المجتمع ونوعه، وأن يعترف بدوره في محيط الجماعة الإنسانية فينال الاعتراف والتقدير، إذ إن فقدان الاعتراف والتقدير يترتب عليه فقدان الإنسان الشعور بالأمن على نفسه وعلى رزقه. لذلك يعتبر الأمن الشعورى للفرد ركيزة للأمن القومى بأجمعه، كما أنه غاية ما يهدف إليه النظام في الدولة، وهو الثمرة المرجوة لكل جهد أو عمل أمني، سواء كان ذلك على مستوى الفرد أو الجماعة أو الدولة، فالإحساس بالخطر وفقدان الإحساس بالأمن أرق ينتاب أولئك جميعاً، فهو كما قد يكون هاجساً فردياً فقد يكون هاجساً قومياً، وكما قد يكون هاجساً قومياً قد يكون هاجساً دولياً يتجاوز الدولة الواحدة والإقليم إلى العالم بأسره.
وفكرة الأمن لصيقة بالوجود الإنساني، فالإنسان كائن اجتماعي، وكون الأمن لصيقاً بالإنسان، فهو لصيق بالجماعة، فكل من الفرد والجماعة يملكان شعوراً قوياً بحاجتهما للأمن وضرورة تحقيقه وصيانته.
وعندما نتحدث عن الأمن الشعوري، فلا بد لنا أن ندرك أن لهذا الأمن خصائص، وهي التي يمكن إجمالها في ثلاثة عناصر هي: التطور، والفطرية، والنسبية.
1. فمن ناحية أولى فهو متطور بتطور الحياة الشعورية للفرد والجماعة من الطفولة إلى الشيخوخة، ومن البداوة إلى الحضارة، ومن حيث الزمان والمكان.
2. ومن سماته الفطرية، إذ من الطبيعى أن يكون الأمن فطرياً طالما كان إحساساً غريزياً مجبولاً فى أعماق الإنسان بفطرته وغريزته، حماية للنوع وتحقيقاً لبقائه فى هذا الوجود.
3. أما نسبية الإحساس بالأمن أو الشعور به، فيتضح في أن ما يثير الخوف في مجتمع ما قد لا يثير الخوف في مجتمع آخر، وتبدو فيه النسبية في أوضح صورها في نظرة المجتمعات الحديثة للأيديولوجيات المعادية وفي نظرتها للعدو الذي يستهدف كيان الدولة.
خصائص الأمن القومى
يقوم مفهوم الأمن القومي على عنصرين أساسيين:
1. مجتمع قومي، وهو عبارة عن شعب واحد متجانس ومتحد، يشكل البنية الاجتماعية للدولة أو شعب الدولة.
2. وجود الإطار السياسى لهذا المجتمع، وهو الدولة أو النظام الحاكم المسيطر على مقاليد الأمور في الدولة.
إن الفكرة الأساسية التي يدور حولها مفهوم الأمن القومي للدولة، هو أن أحد التزامات الدولة الأساسية يكمن في توفير الحماية العضوية والمادية لكل مواطن ينتمي للجماعة أولاً، وتوفير الحماية للجماعة ثانياً كحقيقة بشرية، بحيث لا يتعرض كيانها لأية مخاطر.
ويمكن حصر خصائص الأمن القومي للدولة على النحو التالي: