الرئيسية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
السودان فى التاريخ المعاصر .. ازمة الهويه
السودان من اكثر دول العالم التى عانت من ويلات الحروب الاهليه حيث عاش السودان اطول حرب اهليه استمرت منذ الاستقلال فى عام 1956 على فترات متقطعه كان اشدها فترة الحرب بين الحكومات السودانيه المتعاقبه وحركه تحرير السودان فى الفترة بين 1983-2005.ساهمت هذه الحروب الاهليه فى تاخر السودان كثيرا. ففقد الكثير من ابنائه و امواله من ما اثر على التنميه فى الدوله السودانيه.
تعتبر الاختلافات الاثنيه والعرقيه والدينيه هى المحرك الاساسى لهذا الحروب والفتن وفى هذا المقال احاول ان اسلط الضوء على الاسباب التى أدت الى كل هذا.
الاستعمار السبب الاساسى فى كل هذه الكوارث فمعروف عن الانجليز مستعرى السودان سياسة فرق تسد من اجل اضعاف الشعوب وبالتالى سهوله السيطره عليهم. وهنالك غرض اخر اساسى يتمثل فى وقف الزحف الاسلامى فى قلب القارة الافريقيه.
فبعد ضم محمد على باشا السودان لمملكته اتجهت الدوله المصريه الى ارسال بعثات الى منابع النيل مما سهل تواصل المسلمين مع سكان تلك البلاد وبدا انتشار الاسلام بينهم عن طريق التجار وموظفين الدوله المسلمين.
بعد قيام الثورة المهديه انفصلت المحافظات السودانيه عن مصر. وبعد الحمايه الانجليزيه لمصر اعيد السودان اسميا الى الحكومه المصريه لكن فعليا كان الحاكم العام الانجليزى هو المتحكم فى السلطه ومن هنا بدا العمل الى الحد من انتشار الاسلام فى افريقيا.
ولجا الانجليز الى خطه قانون المناطق المقفوله حتى لا يكون هنالك اى احتكاك بين القبائل فى جنوب السودان وجبال النوبه و سكان المناطق الاخرى حيث ان ذلك كان هو الحل الوحيد لوقف الدعوة.
قانون المناطق المقفوله كان يمنع دخول اى مواطن الى هذه المناطق كما يمنع اى سودانى اصوله ترجع الى القبائل الجنوبيه او قبائل جبال النوبه فى غرب السودان من العيش فى مناطق السودان الاخرى بما فيها العاصمه. واستخدم الانجليز وسائل العنف لتنفيذ هذا القانون وبالفعل نجحوا فى وقف المد الاسلامى فى تلك المناطق فمعظم المسلمين اليوم من تلك القبائل دخلوا الاسلام فى عهد الخديويه او الدوله المهديه.
هذا القانون فصل ما بين سكان ما يسمى بالمناطق المهمشه حاليا وبقيه السودان .وتعمد المستعمر محاربه التعليم فى هذه المناطق خوفا من انتشار اللغه العربيه والثقافه الاسلاميه مما اثر على التنميه وخلق فجوة تنمويه واضحه بين شمال السودان وجنوبه وبعض المناطق فى غربه. هذه الفجوة ساهمت فى بروز ازمه الهويه السودانيه لاحقا.
فى فترة الاستقلال كان سكان شمال ووسط السودان و ما يطلق عليهم القبائل العربيه المتمركزه على ضفاف النيل متحكمه فى الاوضاع بحكم اكثريه الطبقه المتعلمه كانت منها. ولم تجد اى مقاومه فى توجيه الدوله الجديده نحو الثقافه العربيه بحكم اللغه والدين. حيث ان هنالك بيت فى النشيد الرسمى للمؤتمر يقول:
امة اصلها للعرب دينها خير دين يحب
الجدير بالذكر ان مؤتمر الخريجين هو المؤسسه التى انبثقت منها الاحزاب السودانيه التى لعبت الدور الاكبر فى الاستقلال وتكوين الدوله السودانيه الحديثه. وفى اعتقادى ان هذا خطا تاريخى كبير وقع فيه الجيل الاول باستبعاد الثقافات الاخرى مما زاد الفجوة.
وبالفعل ما ان اعلن عن استقلال السودان حتى حدث التمرد الاول فى عام 1955 وبدات سلسه من الخلافات لم تنحصر فى جنوب السودان (الذى انفصل فى هذا العام) وجبال النوبه بل امتدت الى اقاليم اخرى مثل دارفور.
السودان فى التاريخ المعاصر .. ازمة الهويه
السودان من اكثر دول العالم التى عانت من ويلات الحروب الاهليه حيث عاش السودان اطول حرب اهليه استمرت منذ الاستقلال فى عام 1956 على فترات متقطعه كان اشدها فترة الحرب بين الحكومات السودانيه المتعاقبه وحركه تحرير السودان فى الفترة بين 1983-2005.ساهمت هذه الحروب الاهليه فى تاخر السودان كثيرا. ففقد الكثير من ابنائه و امواله من ما اثر على التنميه فى الدوله السودانيه.
تعتبر الاختلافات الاثنيه والعرقيه والدينيه هى المحرك الاساسى لهذا الحروب والفتن وفى هذا المقال احاول ان اسلط الضوء على الاسباب التى أدت الى كل هذا.
الاستعمار السبب الاساسى فى كل هذه الكوارث فمعروف عن الانجليز مستعرى السودان سياسة فرق تسد من اجل اضعاف الشعوب وبالتالى سهوله السيطره عليهم. وهنالك غرض اخر اساسى يتمثل فى وقف الزحف الاسلامى فى قلب القارة الافريقيه.
فبعد ضم محمد على باشا السودان لمملكته اتجهت الدوله المصريه الى ارسال بعثات الى منابع النيل مما سهل تواصل المسلمين مع سكان تلك البلاد وبدا انتشار الاسلام بينهم عن طريق التجار وموظفين الدوله المسلمين.
بعد قيام الثورة المهديه انفصلت المحافظات السودانيه عن مصر. وبعد الحمايه الانجليزيه لمصر اعيد السودان اسميا الى الحكومه المصريه لكن فعليا كان الحاكم العام الانجليزى هو المتحكم فى السلطه ومن هنا بدا العمل الى الحد من انتشار الاسلام فى افريقيا.
ولجا الانجليز الى خطه قانون المناطق المقفوله حتى لا يكون هنالك اى احتكاك بين القبائل فى جنوب السودان وجبال النوبه و سكان المناطق الاخرى حيث ان ذلك كان هو الحل الوحيد لوقف الدعوة.
قانون المناطق المقفوله كان يمنع دخول اى مواطن الى هذه المناطق كما يمنع اى سودانى اصوله ترجع الى القبائل الجنوبيه او قبائل جبال النوبه فى غرب السودان من العيش فى مناطق السودان الاخرى بما فيها العاصمه. واستخدم الانجليز وسائل العنف لتنفيذ هذا القانون وبالفعل نجحوا فى وقف المد الاسلامى فى تلك المناطق فمعظم المسلمين اليوم من تلك القبائل دخلوا الاسلام فى عهد الخديويه او الدوله المهديه.
هذا القانون فصل ما بين سكان ما يسمى بالمناطق المهمشه حاليا وبقيه السودان .وتعمد المستعمر محاربه التعليم فى هذه المناطق خوفا من انتشار اللغه العربيه والثقافه الاسلاميه مما اثر على التنميه وخلق فجوة تنمويه واضحه بين شمال السودان وجنوبه وبعض المناطق فى غربه. هذه الفجوة ساهمت فى بروز ازمه الهويه السودانيه لاحقا.
فى فترة الاستقلال كان سكان شمال ووسط السودان و ما يطلق عليهم القبائل العربيه المتمركزه على ضفاف النيل متحكمه فى الاوضاع بحكم اكثريه الطبقه المتعلمه كانت منها. ولم تجد اى مقاومه فى توجيه الدوله الجديده نحو الثقافه العربيه بحكم اللغه والدين. حيث ان هنالك بيت فى النشيد الرسمى للمؤتمر يقول:
امة اصلها للعرب دينها خير دين يحب
الجدير بالذكر ان مؤتمر الخريجين هو المؤسسه التى انبثقت منها الاحزاب السودانيه التى لعبت الدور الاكبر فى الاستقلال وتكوين الدوله السودانيه الحديثه. وفى اعتقادى ان هذا خطا تاريخى كبير وقع فيه الجيل الاول باستبعاد الثقافات الاخرى مما زاد الفجوة.
وبالفعل ما ان اعلن عن استقلال السودان حتى حدث التمرد الاول فى عام 1955 وبدات سلسه من الخلافات لم تنحصر فى جنوب السودان (الذى انفصل فى هذا العام) وجبال النوبه بل امتدت الى اقاليم اخرى مثل دارفور.
