[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هضبة الجولان طريق السلام … طريق الحرب ...
علي بدوان : دراسة ـ من منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق - 2004م :
الفصل الثاني محافظة الجولان البنية الإدارية والسكان
تشكل مرتفعات الجولان الحدود الجنوبية الغربية لسوريا الحالية، التي كرسها اتفاق سايكس ـ بيكو المشؤوم بتعديلاته وملاحقه بين كل من سوريا الطبيعية وإقليمها الجنوبي المسمى بفلسطين، وذلك منذ العام 1916 وصولاً إلى تعديلاته الأخيرة الموقعة في آذار / مارس 1923 والتي سميت باسم تعديلات نيوكمبوليه، حيث جاءت التعديلات المشار إليها في سياق المصالح الاستعمارية لدولتي الانتداب الفرنسي والبريطاني على أقاليم بلاد الشام. ومنذ ذاك الحين كانت الجولان تتبع عملياً من الناحية الإدارية في جزءها الشمالي إلى محافظة ريف دمشق، والى محافظة حوران في جزئها الجنوب (1).
وتعتبر هضبة الجولان من الناحية الجيولوجية هضبة بركانية وعرة تفترشها المواد الحطامية النارية البازلتية، وتميل نحو الغرب ميلاً واضحاً بمتوسط مدى انحداري يبلغ 12,5% الأمر الذي يحرم الهضبة من التصريف السطحي للمياه التي تنحدر نحو الوديان، ليصبح الغور الفلسطيني في طبريا والحولة، ووادي الأردن مصرف المياه وبالوعة الهضبة.
تنتهي حدودها جنوباً بوادي اليرموك، وتشترك في حدودها الشمالية الغربية مع القطر اللبناني في جبل حرمون، ويتصل سفح هذه الهضبة الشرقي بسهول حوران على طول وادي نهر الرقاد، بينما تفصلها التلال البركانية في الشمال عن غوطة دمشق (2).
وتبلغ مساحة هضبة الجولان 1860 كيلو مترمربع، أي ما يعادل 500 ميل مربع، وتقارب هذه المساحة 1% من مساحة سوريا الاجمالية، تسيطر إسرائيل حاليا على ما مجموعه 1250 كيلومتر مربع منها أي ما نسبته 69,4 % من مساحة الهضبة والباقي تحت السيادة السورية، وبكثافة سكانية بلغت عشية عدوان حزيران/ يونيو 1967 بحدود 94 نسمة في الكيلومتر المربع الواحد، حيث جاءت في الترتيب الثالث في سوريا من حيث الكثافة السكانية، بينما يتوزع سكان الجولان على ريفها بنسبة تفوق توزعهم على مدينة القنيطرة والبلدات المدينية.
لها شكل متطاول من الشمال إلى الجنوب حتى مثلث الحدود السورية ـ الفلسطينية ـ الأردنية. حيث يبلغ الحد الأقصى لطولها 80 كيلو متر، والحد الأقصى لعرضها 31 كيلومتر في منطقة الرفيد جنوباً، والحد الأدنى لعرضها 13 كيلومتر في الشمال، والعرض المتوسط يتراوح بين 18 إلى 20 كيلومتر.
ومن ناحية التكوين الجيوغرافي، تعتبرهضبة الجولان / المنطقة التي تقع في أقصى الغرب والشمال الغربي من هضبة حوران، وهي هضبة تتألف من بقاع تنحدر تدريجيا شمالا من وادي العجم وجبل الشيخ إلى ضفاف وادي اليرموك جنوبا، ومن ارتفاع يتجاوز 1200 متر فوق سطح البحر إلى ارتفاع يقترب من 200 متر دون مستوى سطح البحر في منطقة الحمة التي تعتبر اخفض مناطق الجولان بل وسوريا عن سطح البحر. ويحد الهضبة من الغرب نهر الأردن وفي الجنوب الغربي بحيرة طبريا وفي الشرق وجزء من الجنوب حوران . تقع معظم أراضي الهضبة على ارتفاعات عامة تراوح بين 950 – 1300 متراً فوق سطح البحر وصولا نحو تزايد الارتفاع إلى ذرى جبل الشيخ في النقطة 2814 متراً، بينما تبرز المنخفضات والوديان السحيقة: وادي الدالية، وادي الهوا، وادي الشيخ علي ، وادي الصفا، وادي المتاع، وادي السمك، وادي مسعود، وادي الرقاد … في المنطقة الجنوبية من الهضبة بين 300 – 600 متر فوق سطح البحر وصولا إلى منخفض الحمة 200 متر تحت سطح البحر (3). في هذا السياق فان للأودية ولسواقي المياه المنحدرة من أعالي الهضبة باتجاهها أهمية لحياة الجولان الاقتصادية، فهي تؤلف أماكن تشتية للمواشي، ويحصل انتجاع بين أعالي الجولان وأوديته.
وعلى الرغم من الأرض الهضبية شبه المنبسطة المنحدرة غربا وجنوبا غربيا التي يتصف بها الجولان بمنطقتيه الشمالية والجنوبية، تكثر في المنطقة الشمالية والشمالية الشرقية التلال والجبال المتفرقة المتباعدة ، في حين تنبسط التضاريس في المنطقة الجنوبية والجنوبية الغربية وتقل وعورتها. وترتفع عند الحافة الشرقية الوسطى سلسلة جبال الجولان التي تمتد من مدينة القنيطرة في الشمال حتى قبيل قرية الرفيد في الجنوب، وتشكل خط تقسيم المياه بين وادي الرقاد في الشرق وهضبة الجولان في الغرب والجنوب (4).
إن هضبة الجولان، هضبة متموجة وسطحها مفروش بكميات كبيرة من الأحجار والمواد المفتتة، أما في المنخفضات فتتراكم المواد الناعمة والدقيقة. وهي بشكل عام هضبة تنحدر نحو الاتجاهات الثلاثة /الشرق والغرب والجنوب / وأكثر باتجاه الغرب، ويصل ارتفاعها في الوسط أكثر من 1000 متر فوق مستوى سطح البحر، ومتوسط ارتفاعها العام زهاء 700 متر عن مستوى سطح البحر، تغطيها الصخور البازلتية التي أعطتها شكلاً متموجاً وعراً.
وبالإضافة إلى ذلك تنهض على سطح الهضبة بعض المرتفعات التي تشكل تلالاً على شكل مخاريط بركانية وتظهر بعض المساحات على شكل سهول منبسطة. وتتسم هضبة الجولان ببنية معقدة على الصعيد الهيدرولوجي لاسيما أنها تعود في تشكلها لفترات متباينة من العصور الجيولوجية. وبشكل عام فان تربتها ذات منشأ بركاني يعطيها ألواناً قاتمة ولوناً أحمر آجرياً موائماً جداً لزراعة الحبوب لذلك كانت الجولان تاريخياً إحدى عنابر الغذاء الرئيسية في بلاد الشام (5).
هضبة الجولان طريق السلام … طريق الحرب ...
علي بدوان : دراسة ـ من منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق - 2004م :
الفصل الثاني محافظة الجولان البنية الإدارية والسكان
تشكل مرتفعات الجولان الحدود الجنوبية الغربية لسوريا الحالية، التي كرسها اتفاق سايكس ـ بيكو المشؤوم بتعديلاته وملاحقه بين كل من سوريا الطبيعية وإقليمها الجنوبي المسمى بفلسطين، وذلك منذ العام 1916 وصولاً إلى تعديلاته الأخيرة الموقعة في آذار / مارس 1923 والتي سميت باسم تعديلات نيوكمبوليه، حيث جاءت التعديلات المشار إليها في سياق المصالح الاستعمارية لدولتي الانتداب الفرنسي والبريطاني على أقاليم بلاد الشام. ومنذ ذاك الحين كانت الجولان تتبع عملياً من الناحية الإدارية في جزءها الشمالي إلى محافظة ريف دمشق، والى محافظة حوران في جزئها الجنوب (1).
وتعتبر هضبة الجولان من الناحية الجيولوجية هضبة بركانية وعرة تفترشها المواد الحطامية النارية البازلتية، وتميل نحو الغرب ميلاً واضحاً بمتوسط مدى انحداري يبلغ 12,5% الأمر الذي يحرم الهضبة من التصريف السطحي للمياه التي تنحدر نحو الوديان، ليصبح الغور الفلسطيني في طبريا والحولة، ووادي الأردن مصرف المياه وبالوعة الهضبة.
تنتهي حدودها جنوباً بوادي اليرموك، وتشترك في حدودها الشمالية الغربية مع القطر اللبناني في جبل حرمون، ويتصل سفح هذه الهضبة الشرقي بسهول حوران على طول وادي نهر الرقاد، بينما تفصلها التلال البركانية في الشمال عن غوطة دمشق (2).
وتبلغ مساحة هضبة الجولان 1860 كيلو مترمربع، أي ما يعادل 500 ميل مربع، وتقارب هذه المساحة 1% من مساحة سوريا الاجمالية، تسيطر إسرائيل حاليا على ما مجموعه 1250 كيلومتر مربع منها أي ما نسبته 69,4 % من مساحة الهضبة والباقي تحت السيادة السورية، وبكثافة سكانية بلغت عشية عدوان حزيران/ يونيو 1967 بحدود 94 نسمة في الكيلومتر المربع الواحد، حيث جاءت في الترتيب الثالث في سوريا من حيث الكثافة السكانية، بينما يتوزع سكان الجولان على ريفها بنسبة تفوق توزعهم على مدينة القنيطرة والبلدات المدينية.
لها شكل متطاول من الشمال إلى الجنوب حتى مثلث الحدود السورية ـ الفلسطينية ـ الأردنية. حيث يبلغ الحد الأقصى لطولها 80 كيلو متر، والحد الأقصى لعرضها 31 كيلومتر في منطقة الرفيد جنوباً، والحد الأدنى لعرضها 13 كيلومتر في الشمال، والعرض المتوسط يتراوح بين 18 إلى 20 كيلومتر.
ومن ناحية التكوين الجيوغرافي، تعتبرهضبة الجولان / المنطقة التي تقع في أقصى الغرب والشمال الغربي من هضبة حوران، وهي هضبة تتألف من بقاع تنحدر تدريجيا شمالا من وادي العجم وجبل الشيخ إلى ضفاف وادي اليرموك جنوبا، ومن ارتفاع يتجاوز 1200 متر فوق سطح البحر إلى ارتفاع يقترب من 200 متر دون مستوى سطح البحر في منطقة الحمة التي تعتبر اخفض مناطق الجولان بل وسوريا عن سطح البحر. ويحد الهضبة من الغرب نهر الأردن وفي الجنوب الغربي بحيرة طبريا وفي الشرق وجزء من الجنوب حوران . تقع معظم أراضي الهضبة على ارتفاعات عامة تراوح بين 950 – 1300 متراً فوق سطح البحر وصولا نحو تزايد الارتفاع إلى ذرى جبل الشيخ في النقطة 2814 متراً، بينما تبرز المنخفضات والوديان السحيقة: وادي الدالية، وادي الهوا، وادي الشيخ علي ، وادي الصفا، وادي المتاع، وادي السمك، وادي مسعود، وادي الرقاد … في المنطقة الجنوبية من الهضبة بين 300 – 600 متر فوق سطح البحر وصولا إلى منخفض الحمة 200 متر تحت سطح البحر (3). في هذا السياق فان للأودية ولسواقي المياه المنحدرة من أعالي الهضبة باتجاهها أهمية لحياة الجولان الاقتصادية، فهي تؤلف أماكن تشتية للمواشي، ويحصل انتجاع بين أعالي الجولان وأوديته.
وعلى الرغم من الأرض الهضبية شبه المنبسطة المنحدرة غربا وجنوبا غربيا التي يتصف بها الجولان بمنطقتيه الشمالية والجنوبية، تكثر في المنطقة الشمالية والشمالية الشرقية التلال والجبال المتفرقة المتباعدة ، في حين تنبسط التضاريس في المنطقة الجنوبية والجنوبية الغربية وتقل وعورتها. وترتفع عند الحافة الشرقية الوسطى سلسلة جبال الجولان التي تمتد من مدينة القنيطرة في الشمال حتى قبيل قرية الرفيد في الجنوب، وتشكل خط تقسيم المياه بين وادي الرقاد في الشرق وهضبة الجولان في الغرب والجنوب (4).
إن هضبة الجولان، هضبة متموجة وسطحها مفروش بكميات كبيرة من الأحجار والمواد المفتتة، أما في المنخفضات فتتراكم المواد الناعمة والدقيقة. وهي بشكل عام هضبة تنحدر نحو الاتجاهات الثلاثة /الشرق والغرب والجنوب / وأكثر باتجاه الغرب، ويصل ارتفاعها في الوسط أكثر من 1000 متر فوق مستوى سطح البحر، ومتوسط ارتفاعها العام زهاء 700 متر عن مستوى سطح البحر، تغطيها الصخور البازلتية التي أعطتها شكلاً متموجاً وعراً.
وبالإضافة إلى ذلك تنهض على سطح الهضبة بعض المرتفعات التي تشكل تلالاً على شكل مخاريط بركانية وتظهر بعض المساحات على شكل سهول منبسطة. وتتسم هضبة الجولان ببنية معقدة على الصعيد الهيدرولوجي لاسيما أنها تعود في تشكلها لفترات متباينة من العصور الجيولوجية. وبشكل عام فان تربتها ذات منشأ بركاني يعطيها ألواناً قاتمة ولوناً أحمر آجرياً موائماً جداً لزراعة الحبوب لذلك كانت الجولان تاريخياً إحدى عنابر الغذاء الرئيسية في بلاد الشام (5).