[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الآلهة في الفكر المصري القديم
تميزت العقيدة المصرية القديمة بأنها ذات صبغة فلسفية ففيما يتعلق بعقيدة الإله ، فاصطبغت بالتعددية ، وتارة تلتحف بالفردانية ، وإن كنت أرى أن هذه العقيدة اتجهت إلى التعدد على غير القصد المعلن لمن وصفهم بأنهم أصحاب آلهة متعددة ، وهو غير مقصود عندهم ، ويمكن لمن طالع الفكر المصري يلاحظ أن المصريين التحفوا كثيراً بالآلهة المعنوية ، ولم عجزوا عن فهم هذه الطبيعة خلعوا لها وظائف مادية ، ثم طبقوا لها أسماء وشخصيات ، لكن يبقى التفرد للإله الأعظم أو رب الأرباب .
ويلاحظ هذا في صفات آمون أو رع ، إذ يعبران عنهما بأنها الرب الممجد المقدس الخالق المهيمن على كل الآلهة بما يوحي أن لفظ الإله لا يعتبر الخالق ، وإنما هناك فرق بين الرب السماوي ، أو الإله السماوي والإله الأرضي ، فالإلوهية الأرضية إنما هي أشبه بالوظيفة ودرجاتها ، فكلما انخرط الإنسان في مفهوم الخير والحفاظ على التقاليد والقيم ارتفع سهمه إلى أن يكون إلهاً أرضياً .
وكذا إذا زاد شره كما في ست وأبو فيس الثعبان الأليم الذي يريد ان يخمد الشمس فلا تظهر للوجود ، أو ست إله الشر الذي فعل بأوزوريس وإيزيس كل شر ، واستطاع أن يهزمه حورس في أكثر من معركة .
وهنا يطرؤ سؤال مفاده : من أين أتت تلك الاتجاهات المعنوية في العقيدة المصرية ؟
لو تتبعنا تاريخ الرسالات السماوية في أرض مصر على عهد الفراعين لوجدنا أن سيدنا يوسف دخل مع الهكسوس 1650ق.م ، ثم بعد قرنين ظهر إخناتون بدعوته التوحيدية ، وبعد قرن ونصف ظهر سيدنا موسى ، إذاً فالاتجاهات المعنوية بقي لها أثر واضح خاصة أنه قبل يوسف ظهر هرمس ( أو سيدنا إدريس ) وهو ممن أفاء الله عليه بالكتابة والعلم ومعرفة الطبائع وأحوال النجوم والمعادن وتم اكتشافها على عهده ، وبهذا فكل الاتجاهات المعنوية في الألوهية المصرية قد ظهرت في خضم وجود أنبياء ورسالات السماء ،
ثم تتوالى الاعتقادات المصرية بتعدد الآلهة الحسية كما يروى في كتاباتهم وأساطيرهم :
1-الإله أمون : وهو رب الأرباب وهو ممجد التوحيد الأول ، ومكان عبادته في طيبة ، وظهوره في القرن الحادي عشر قبل الميلاد ، وإن كان بعض الباحثين يرجعونه إلى أبعد من ذلك لوجود برديات واضحة عليه ، وقد ترقى من كونه إلهاً إقليمياً إلى كونه إلهاً عالمياً بعالمية طبية ، وتمتع بشعبية كبيرة بين الناس وقد أطلقوا عليه حامي الفقراء .
2-الإله أوزير يس ، وقصته معرفة في الأسطورة الأولى .فارجع إليها في الكتاب المقرر .
3-الإلهة إيزيس : وهي تشبه العذراء من كل وجه ، وقصتها مذكورة في الأسطورة فراجعها .4-الإله حورس : وهو أشبه بالنسر أو الصقر ، ومرة يكون هو ابن رع ، ومرة يكون ابن أوزير يس ، وسماته في أنه استطاع أن ينتصر على الشر خاصة على ست .
5-العجل أبيس وهو أعظم المعبودات في أرض النيل ، وذلك لما تميز به من عطاء في اللبن واللحم والجلد والعمل الشاق في الأرض وجني المحصول .
6-بتاح : وهو الثاني في الثالوث المصري ( أمون ، بتاح ، رع )
7-الإلهة حتحور ، وهي سيدة الفيروز وتعبر عن الأمومة والعطاء والحب ، وتصور كأنثى كاملة تحمل الشمس على رأسها ، ولها الخصوبة والأمومة وهي ربة السماء التي أرضعت حورس ، وهي الحامية للجبانة الغربية ( راجع بتفصيل الكتاب المقرر )
8-الإله رع : وهو إله الشمس عند المصريين ، ومرة يظهر منفرداً ومرة يدمج في غيره كآتون أو أمون أو بتاح ، وتعد مدينة هيليوبوليس مركزاً قديماً لعبادة رع ، والإله آتون ( راجع قصته مع الإله أبو فيس الثعبان ، والإله خبري ( الخنفساء ) في الكتاب المقرر .
ورحلاته تعبير رمزي عن رحلات الإنسان من ولادته وشبابه ورجولته ثم كهولته وموته ، فصارت رحلات رع أشبه برحلة اليوم والأسبوع والشهر والسنة ، ورحلة اليوم الواحد في الشروق والاكتمال والنضج ثم الغروب وهكذا فكلها تعبيرات رمزية عن حالات متغيرة ..
أماكن العبادة التي استخدمها المصريون لهذه الآلهة :
1-هليوبوليس ، وفيه يعبد أتوم ، وبتاح
2-هيرموبوبيس ، وفيه يعبد الكلمة الأزلية ، والثامون المقدس وآمون .
3-منف ، وفيه يعبد بتاح .
4-أبيدوس ، وفيه يعبد الثالوث ( أوزير ويس ، وأيزيس ، وحورس )
5-طيبة ( وهي التي اكتسبت مركزاً عالمياً لعبادة الإله العالي آتون المخفي ، ثم ظهر المساعدون وهم ثماني آلهة فاكتمل التاسوع المقدس
وعلى الرغم من أن البرديات التي وجدت للدلالة على عقيدة المصريين القدماء إلا أنها لا تفي بالمراد ، وما يزال الكثير من الغموض يكتنف تلك العقيدة بما يحيطها من أسرار الوهم والظل الأسطوري .
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
أد/ محمد السيد احمد شحاته .الآلهة في الفكر المصري القديم
تميزت العقيدة المصرية القديمة بأنها ذات صبغة فلسفية ففيما يتعلق بعقيدة الإله ، فاصطبغت بالتعددية ، وتارة تلتحف بالفردانية ، وإن كنت أرى أن هذه العقيدة اتجهت إلى التعدد على غير القصد المعلن لمن وصفهم بأنهم أصحاب آلهة متعددة ، وهو غير مقصود عندهم ، ويمكن لمن طالع الفكر المصري يلاحظ أن المصريين التحفوا كثيراً بالآلهة المعنوية ، ولم عجزوا عن فهم هذه الطبيعة خلعوا لها وظائف مادية ، ثم طبقوا لها أسماء وشخصيات ، لكن يبقى التفرد للإله الأعظم أو رب الأرباب .
ويلاحظ هذا في صفات آمون أو رع ، إذ يعبران عنهما بأنها الرب الممجد المقدس الخالق المهيمن على كل الآلهة بما يوحي أن لفظ الإله لا يعتبر الخالق ، وإنما هناك فرق بين الرب السماوي ، أو الإله السماوي والإله الأرضي ، فالإلوهية الأرضية إنما هي أشبه بالوظيفة ودرجاتها ، فكلما انخرط الإنسان في مفهوم الخير والحفاظ على التقاليد والقيم ارتفع سهمه إلى أن يكون إلهاً أرضياً .
وكذا إذا زاد شره كما في ست وأبو فيس الثعبان الأليم الذي يريد ان يخمد الشمس فلا تظهر للوجود ، أو ست إله الشر الذي فعل بأوزوريس وإيزيس كل شر ، واستطاع أن يهزمه حورس في أكثر من معركة .
وهنا يطرؤ سؤال مفاده : من أين أتت تلك الاتجاهات المعنوية في العقيدة المصرية ؟
لو تتبعنا تاريخ الرسالات السماوية في أرض مصر على عهد الفراعين لوجدنا أن سيدنا يوسف دخل مع الهكسوس 1650ق.م ، ثم بعد قرنين ظهر إخناتون بدعوته التوحيدية ، وبعد قرن ونصف ظهر سيدنا موسى ، إذاً فالاتجاهات المعنوية بقي لها أثر واضح خاصة أنه قبل يوسف ظهر هرمس ( أو سيدنا إدريس ) وهو ممن أفاء الله عليه بالكتابة والعلم ومعرفة الطبائع وأحوال النجوم والمعادن وتم اكتشافها على عهده ، وبهذا فكل الاتجاهات المعنوية في الألوهية المصرية قد ظهرت في خضم وجود أنبياء ورسالات السماء ،
ثم تتوالى الاعتقادات المصرية بتعدد الآلهة الحسية كما يروى في كتاباتهم وأساطيرهم :
1-الإله أمون : وهو رب الأرباب وهو ممجد التوحيد الأول ، ومكان عبادته في طيبة ، وظهوره في القرن الحادي عشر قبل الميلاد ، وإن كان بعض الباحثين يرجعونه إلى أبعد من ذلك لوجود برديات واضحة عليه ، وقد ترقى من كونه إلهاً إقليمياً إلى كونه إلهاً عالمياً بعالمية طبية ، وتمتع بشعبية كبيرة بين الناس وقد أطلقوا عليه حامي الفقراء .
2-الإله أوزير يس ، وقصته معرفة في الأسطورة الأولى .فارجع إليها في الكتاب المقرر .
3-الإلهة إيزيس : وهي تشبه العذراء من كل وجه ، وقصتها مذكورة في الأسطورة فراجعها .4-الإله حورس : وهو أشبه بالنسر أو الصقر ، ومرة يكون هو ابن رع ، ومرة يكون ابن أوزير يس ، وسماته في أنه استطاع أن ينتصر على الشر خاصة على ست .
5-العجل أبيس وهو أعظم المعبودات في أرض النيل ، وذلك لما تميز به من عطاء في اللبن واللحم والجلد والعمل الشاق في الأرض وجني المحصول .
6-بتاح : وهو الثاني في الثالوث المصري ( أمون ، بتاح ، رع )
7-الإلهة حتحور ، وهي سيدة الفيروز وتعبر عن الأمومة والعطاء والحب ، وتصور كأنثى كاملة تحمل الشمس على رأسها ، ولها الخصوبة والأمومة وهي ربة السماء التي أرضعت حورس ، وهي الحامية للجبانة الغربية ( راجع بتفصيل الكتاب المقرر )
8-الإله رع : وهو إله الشمس عند المصريين ، ومرة يظهر منفرداً ومرة يدمج في غيره كآتون أو أمون أو بتاح ، وتعد مدينة هيليوبوليس مركزاً قديماً لعبادة رع ، والإله آتون ( راجع قصته مع الإله أبو فيس الثعبان ، والإله خبري ( الخنفساء ) في الكتاب المقرر .
ورحلاته تعبير رمزي عن رحلات الإنسان من ولادته وشبابه ورجولته ثم كهولته وموته ، فصارت رحلات رع أشبه برحلة اليوم والأسبوع والشهر والسنة ، ورحلة اليوم الواحد في الشروق والاكتمال والنضج ثم الغروب وهكذا فكلها تعبيرات رمزية عن حالات متغيرة ..
أماكن العبادة التي استخدمها المصريون لهذه الآلهة :
1-هليوبوليس ، وفيه يعبد أتوم ، وبتاح
2-هيرموبوبيس ، وفيه يعبد الكلمة الأزلية ، والثامون المقدس وآمون .
3-منف ، وفيه يعبد بتاح .
4-أبيدوس ، وفيه يعبد الثالوث ( أوزير ويس ، وأيزيس ، وحورس )
5-طيبة ( وهي التي اكتسبت مركزاً عالمياً لعبادة الإله العالي آتون المخفي ، ثم ظهر المساعدون وهم ثماني آلهة فاكتمل التاسوع المقدس
وعلى الرغم من أن البرديات التي وجدت للدلالة على عقيدة المصريين القدماء إلا أنها لا تفي بالمراد ، وما يزال الكثير من الغموض يكتنف تلك العقيدة بما يحيطها من أسرار الوهم والظل الأسطوري .
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل