[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
دولة المدينة المنورة.. الإسلامُ والدولة المُعاصِرة(2) نظام الدولة الإسلامية
د / عبد الرحمن علي الحجي
قامت دولةُ المدينة المنورة بشَعْبها الفاضل من المهاجرين والأنصار بعد انتشار الإسلام فيها، خَلَعُوا كُلَّ خَلْفِياتِهم وخُلُقِياتِهم وعَلاقاتِهم وعقائدِهم ومعاملاتِهم وولاءاتِهم السابقة، كانت وِلادَةً جديدة.
تَغيَّر فيهم كُلُّ شيءٍ لتصفوَ نفوسُهم بكاملها للإسلام وَحْده، في حالةٍ ونَمَطٍ وإقبالٍ يَبْقَى نَمُوذجاً في كافة الأجيال وجيلنا الحاضر.
نَظَرَ فيه يومَها جميعُ العاملين له، والقريبون منه، والمتعايشون معه، بكل فئاتهم ومكوناتهم، نساءً ورجالاً وأطفالاً، المسلمون والآخرون من اليهود والمشركين وغيرهم.
جَرَى ذلك بكل امتداداتهم البيئية الأخرى وللأحياء والأشياء، حتى الجمادات وكل شيء فيها، مثلما عَبَّر عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: في حَقِّ جبل أُحُد: «هذا جبلٌ يُحبُّنا ونُحبُّه»(1)، وُضِعَتْ لكل ذلك بُنودُه وقيودُه وحُدُودُه، مثلما مقابل كافة حقوقِه وواجباته والتزاماتِه مِنْ قِبَل الجميع، إلى جانب عَلاقاتِ كُلِّ مُكَوِّنٍ مع غيره ومع نفسه.
غَدَتْ لها كذلك مفاهيمُها الجديدة المتفردة الرائدة، كمفهوم الأمة الجديد، مثلما تتسم بها كافة الأشياء الأخرى، قائمةً مؤسسةً مُستمَدةً من العقيدة الإسلامية ومنهجها الإلهي القرآني الفريد، للآخرين حرية العقيدة.
من هنا كان الإسلامُ متميزاً كعادته عما عداه، إذ فيه كُلُّ ما يحتاجه تابُعها في كل أحواله، فرداً وجماعة ودولة.
عَلاقاتُ أفراده في مجتمعه وعَلاقاتُه مع غيره من الكيانات:
تقوم في كل تلك الأحوال على الشريعة الربانية وَحْدَها، بذلك حُلَّتْ كافةُ المشكلات الداخلية والخارجية.
ما دامت الشريعة بهذا الكمال الفذ الكريم، جَعَلَها الله تعالى تامّةً بأجمعِها للبشرية جميعاً في كافة أعصارهم وأمصارهم ، ذلك يعني طبيعةً: أن مجتمعَها وأَتْباعَها وأُمّتَها ليست بحاجة لغيرها ، والإسلام لا يمنع من الانتفاع بما لَدَى الآخرين في بعض الأمور الحياتية التي لا تخالف العقيدة ولا تَمَسها ولا تَنَالُ منها، بضوابطها الشرعية المعهودة.
هكذا قامت هذه الدولة الشرعية بمنهجها الرباني الفريد الأصيل(2)، مثلما أتى به هذا البِنَاءُ مِنْ كُلِّ ذلك مما لا يُدْرِكُه أَحد بدونه، خلالَ العُهُود التاريخية المتتالية في كافة الأجيال الإسلامية.
حالُه دوماً ممتلئٌ بالإيجابية - لا مكان لغيرها فيه - مُتَّسِماً بالواقعية رغم مثاليته، تَظْهَرُ آثارُ ثِمارِه المباركة، نوعاً وكماً وامتداداً، بمقدارِ الالتزام به، كما دَلّلَ تاريخُه.
بهذه الرؤية الواعية الراعية الهادية والواقع الذي أبدعه هذا المنهجُ ووقائعُه، بُنِيَت الحياةُ الإسلامية الجادة الماجدة الجديدة الفريدة، بأولئك الصَّحْبِ الكرام، الذين أَشْرَبَهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة مِنْ على مائدة القرآن الكريم.
به كان إحداثُ ذلك التغييرِ الفريد الوحيد الجديد، تراه البشرية فَجْأَةً، أُعْجُوبةَ الحياة بلا نِدٍّ أو مثيل أو شبيه.
كان ذلك التغييرُ التاريخي الفذ الفريد بالغُ الدهشة، لإقامة مجتمع يَنْعَم بحياة نادرة الأمثال، بل عديمتُه البَتّةَ.
هذا الذي أَحْدَثَه الإسلامُ بمنهجه الرباني ودعوته الإلهية ودولته الفاضلة، مما لم يَحْدُثْ بغيره ولن يحدث أبداً بحال، منذ خلق الله تعالى الإنسان على وجه هذه الأرض، حتى يومِ الدين.. ذلك أمر طبيعي، حيث قام وأَنْجَزَ أهلُه بمنهج الله تعالى خالق الإنسان، يعلم ما ينفعه ويُقِيمُه ويرفعه إلى المستوى اللائق به، لتحقيق مهمته في عِمارة الأرض وتنويرها: {ومّن لَّم يجعل اللّه لّهٍ نورْا فما له من نور } (النور : 40).
ما رَأَت البشريةُ ولن تَرَى مثلَه ولا به شبيهاً، هذا المنهج الإلهي القرآني المنير الفريد، ليس بنوداً مدونة تأخذ وضعاً فلسفياَ تقوم به وعليه دولةٌ ونظامٌ، لكنه منهج متفرّد، يصنع أفراداً نواةً لمجتمعٍ متحضر فريد، مؤمناً به وملتزماً التزاماً قائماً ذاتياً، باعتباره ديناً إلهياً منهجاً حضارياً آمَنَ به، آخذاً بكل سلوكياته وخلقياته وتعاملاته في كافة أمور الحياة.
أَمْرٌ ما توافر ولم يتوافر ولا يمكن له التوافر فيما عداه، بذلك لابد أن يكون أفضلَ ما يبتغي الإنسان مما لم يَعْرِفْه أو يهتدي إليه ولا يقع له حتى في الخيال، به يتربع على قمة إنسانية سامية رفيعة فاضلة.. عندها يُقِيمُ الحضارةَ الحَقَّة الإنسانية السّبَّاقة للفضائل، بها تتمتع الإنسانيةُ بتكريم الله تعالى لبني آدم، بإنجازاتِ مستحقات واستحقاقات خلافته فيها، ليعمرَها بشرع الله تعالى وتنفيذ منهجه الكريم، يكون به قدوةً ومثالاً ونَموذجاً قبل وعظ الآخرين: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة} (البقرة: 30)، و{يا داوٍود إنَّا جعلًناك خليفة في الأرض فاحكم بين النَّاس بالحق ولا تتَبع الهوى فيٍضلك عن سبيل اللَه إنَّ الذين يضلَون عن سبيل اللَه لهم عذابِ شديد بما نسٍوا يوم الحساب } (ص : 26).
دولة المدينة المنورة.. الإسلامُ والدولة المُعاصِرة(2) نظام الدولة الإسلامية
د / عبد الرحمن علي الحجي
قامت دولةُ المدينة المنورة بشَعْبها الفاضل من المهاجرين والأنصار بعد انتشار الإسلام فيها، خَلَعُوا كُلَّ خَلْفِياتِهم وخُلُقِياتِهم وعَلاقاتِهم وعقائدِهم ومعاملاتِهم وولاءاتِهم السابقة، كانت وِلادَةً جديدة.
تَغيَّر فيهم كُلُّ شيءٍ لتصفوَ نفوسُهم بكاملها للإسلام وَحْده، في حالةٍ ونَمَطٍ وإقبالٍ يَبْقَى نَمُوذجاً في كافة الأجيال وجيلنا الحاضر.
نَظَرَ فيه يومَها جميعُ العاملين له، والقريبون منه، والمتعايشون معه، بكل فئاتهم ومكوناتهم، نساءً ورجالاً وأطفالاً، المسلمون والآخرون من اليهود والمشركين وغيرهم.
جَرَى ذلك بكل امتداداتهم البيئية الأخرى وللأحياء والأشياء، حتى الجمادات وكل شيء فيها، مثلما عَبَّر عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: في حَقِّ جبل أُحُد: «هذا جبلٌ يُحبُّنا ونُحبُّه»(1)، وُضِعَتْ لكل ذلك بُنودُه وقيودُه وحُدُودُه، مثلما مقابل كافة حقوقِه وواجباته والتزاماتِه مِنْ قِبَل الجميع، إلى جانب عَلاقاتِ كُلِّ مُكَوِّنٍ مع غيره ومع نفسه.
غَدَتْ لها كذلك مفاهيمُها الجديدة المتفردة الرائدة، كمفهوم الأمة الجديد، مثلما تتسم بها كافة الأشياء الأخرى، قائمةً مؤسسةً مُستمَدةً من العقيدة الإسلامية ومنهجها الإلهي القرآني الفريد، للآخرين حرية العقيدة.
من هنا كان الإسلامُ متميزاً كعادته عما عداه، إذ فيه كُلُّ ما يحتاجه تابُعها في كل أحواله، فرداً وجماعة ودولة.
عَلاقاتُ أفراده في مجتمعه وعَلاقاتُه مع غيره من الكيانات:
تقوم في كل تلك الأحوال على الشريعة الربانية وَحْدَها، بذلك حُلَّتْ كافةُ المشكلات الداخلية والخارجية.
ما دامت الشريعة بهذا الكمال الفذ الكريم، جَعَلَها الله تعالى تامّةً بأجمعِها للبشرية جميعاً في كافة أعصارهم وأمصارهم ، ذلك يعني طبيعةً: أن مجتمعَها وأَتْباعَها وأُمّتَها ليست بحاجة لغيرها ، والإسلام لا يمنع من الانتفاع بما لَدَى الآخرين في بعض الأمور الحياتية التي لا تخالف العقيدة ولا تَمَسها ولا تَنَالُ منها، بضوابطها الشرعية المعهودة.
هكذا قامت هذه الدولة الشرعية بمنهجها الرباني الفريد الأصيل(2)، مثلما أتى به هذا البِنَاءُ مِنْ كُلِّ ذلك مما لا يُدْرِكُه أَحد بدونه، خلالَ العُهُود التاريخية المتتالية في كافة الأجيال الإسلامية.
حالُه دوماً ممتلئٌ بالإيجابية - لا مكان لغيرها فيه - مُتَّسِماً بالواقعية رغم مثاليته، تَظْهَرُ آثارُ ثِمارِه المباركة، نوعاً وكماً وامتداداً، بمقدارِ الالتزام به، كما دَلّلَ تاريخُه.
بهذه الرؤية الواعية الراعية الهادية والواقع الذي أبدعه هذا المنهجُ ووقائعُه، بُنِيَت الحياةُ الإسلامية الجادة الماجدة الجديدة الفريدة، بأولئك الصَّحْبِ الكرام، الذين أَشْرَبَهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة مِنْ على مائدة القرآن الكريم.
به كان إحداثُ ذلك التغييرِ الفريد الوحيد الجديد، تراه البشرية فَجْأَةً، أُعْجُوبةَ الحياة بلا نِدٍّ أو مثيل أو شبيه.
كان ذلك التغييرُ التاريخي الفذ الفريد بالغُ الدهشة، لإقامة مجتمع يَنْعَم بحياة نادرة الأمثال، بل عديمتُه البَتّةَ.
هذا الذي أَحْدَثَه الإسلامُ بمنهجه الرباني ودعوته الإلهية ودولته الفاضلة، مما لم يَحْدُثْ بغيره ولن يحدث أبداً بحال، منذ خلق الله تعالى الإنسان على وجه هذه الأرض، حتى يومِ الدين.. ذلك أمر طبيعي، حيث قام وأَنْجَزَ أهلُه بمنهج الله تعالى خالق الإنسان، يعلم ما ينفعه ويُقِيمُه ويرفعه إلى المستوى اللائق به، لتحقيق مهمته في عِمارة الأرض وتنويرها: {ومّن لَّم يجعل اللّه لّهٍ نورْا فما له من نور } (النور : 40).
ما رَأَت البشريةُ ولن تَرَى مثلَه ولا به شبيهاً، هذا المنهج الإلهي القرآني المنير الفريد، ليس بنوداً مدونة تأخذ وضعاً فلسفياَ تقوم به وعليه دولةٌ ونظامٌ، لكنه منهج متفرّد، يصنع أفراداً نواةً لمجتمعٍ متحضر فريد، مؤمناً به وملتزماً التزاماً قائماً ذاتياً، باعتباره ديناً إلهياً منهجاً حضارياً آمَنَ به، آخذاً بكل سلوكياته وخلقياته وتعاملاته في كافة أمور الحياة.
أَمْرٌ ما توافر ولم يتوافر ولا يمكن له التوافر فيما عداه، بذلك لابد أن يكون أفضلَ ما يبتغي الإنسان مما لم يَعْرِفْه أو يهتدي إليه ولا يقع له حتى في الخيال، به يتربع على قمة إنسانية سامية رفيعة فاضلة.. عندها يُقِيمُ الحضارةَ الحَقَّة الإنسانية السّبَّاقة للفضائل، بها تتمتع الإنسانيةُ بتكريم الله تعالى لبني آدم، بإنجازاتِ مستحقات واستحقاقات خلافته فيها، ليعمرَها بشرع الله تعالى وتنفيذ منهجه الكريم، يكون به قدوةً ومثالاً ونَموذجاً قبل وعظ الآخرين: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة} (البقرة: 30)، و{يا داوٍود إنَّا جعلًناك خليفة في الأرض فاحكم بين النَّاس بالحق ولا تتَبع الهوى فيٍضلك عن سبيل اللَه إنَّ الذين يضلَون عن سبيل اللَه لهم عذابِ شديد بما نسٍوا يوم الحساب } (ص : 26).
عدل سابقا من قبل Admin في الجمعة نوفمبر 09 2012, 21:13 عدل 1 مرات