منتديات مواد الاجتماعيات



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مواد الاجتماعيات

منتديات مواد الاجتماعيات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات مواد الاجتماعيات


    آثار الحرب على الجغرافيا السياسية في العالم

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    الدولة : آثار الحرب على الجغرافيا السياسية في العالم 710
    عارضة الطاقة :
    آثار الحرب على الجغرافيا السياسية في العالم Left_bar_bleue90 / 10090 / 100آثار الحرب على الجغرافيا السياسية في العالم Right_bar_bleue

    عدد المساهمات : 9005
    نقاط : 19215
    تاريخ التسجيل : 10/08/2010

    آثار الحرب على الجغرافيا السياسية في العالم Empty آثار الحرب على الجغرافيا السياسية في العالم

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء فبراير 07 2012, 17:49

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    آثار الحرب على الجغرافيا السياسية في العالم

    بقلم : محمد خليفة (*)

    كان من أهم ما يميز النهضة الأوروبية هو ظهور حركة الكشوف الجغرافية التي بدأت منذ بداية الخامس عشر ، واستمرت خلال ذلك القرن ، ولم تظهر نتائجها الحاسمة إلا في نهايته وبداية القرن الذي يليه . وكان من نتيجة الكشوف الجغرافية استكمال رسم خريطة كاملة لكل العالم بعد كشف قارتي أمريكا واستراليا واكتشاف القطبين الشمالي والجنوبي . ذلك أن العالم الذي كان معروفاً قبل الكشوف الجغرافية كان مكوّناً من أوروبا وآسيا وأفريقيا . وبعد الكشوف الجغرافية للقارات والمناطق التي كانت مجهولة أصبح العالم كله معروفاً ، وأصبح هناك نظرة كلّية للكرة الأرضية سواء من يابس وماء . وترافقت حركة الكشوف مع ظهور الروح القومية واشتدادها بين الأمم الأوروبية ، حيث سعت كل دولة للسيطرة على العالم الجديد . وما لبثت الحرب أن اندلعت في أنحاء أوروبا وانتهت إلى قيام الإمبراطوريات الاستعمارية . وكان أعظم تلك الدول وأنشطها في الميدان الاستعماري هي (إسبانيا والبرتغال وفرنسا وبريطانيا وهولندا) . وهي دول كانت تحرّكها النزعة القومية ، وكان لكل منها ظروف خاصة مهّدت لتحقيق وحدتها القومية في نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر . وظهر مفهوم الجغرافيا السياسية مترافقاً مع تنامي الشعور القومي ، ذلك أن كل دولة من تلك الدول الأوروبية قد اشتدت رغبتها في التوسع لنشر نفوذها ومبادئها خارج حدودها السياسية بأساليب رسمية وغير رسمية تحقيقاً لمصالحها الأمنية والاقتصادية والسياسية والإيديولوجية ، وذلك على حساب غيرها من الدول والشعوب الأخرى . وحدثت نقلة نوعية في مفهوم الجغرافيا السياسية بعد توقيع صلح وستفاليا عام 1648 ، ذلك أن هذا الصلح الذي عقد بين فرنسا والإمبراطورية الرومانية المقدسة التي كانت تحكم آنذاك إسبانيا والنمسا ، قد أنهى الحروب الدينية في أوروبا إذ وضع حدّاّ لحرب الثلاثين عاماً في ألمانيا ، وأصبح المذهب البروتستانتي عقيدة معترفاً بها إلى جانب الكاثوليكية . وأعلن الصلح رسمياً استقلال هولندا وسويسرا بعد أن كانتا مستقلتين من حيث الواقع ، وتوضّحت الحدود بين الدول الأوروبية وأصبحت هذه الحدود مقدسة لا يجوز المسّ بها ، وتحقق التوازن السياسي والديني في أوروبا ، واستمر ذلك لعدّة أجيال . وإذا كان السلم قد حافظ على الكيانات السياسات المستقلة ، فإن الحروب كانت في الغالب تغيّر الخرائط القائمة وترسم خرائط أخرى ، وكانت الحرب بين بروسيا وفرنسا عام 1870 أول حرب كانت تهدف إلى تغيير الخرائط السياسية القائمة . فقد انتهت هذه الحرب بهزيمة فرنسا عام 1871 ، وأيضاً بظهور دولة ألمانية واحدة على أنقاض عشرات الدول الألمانية . وأصبحت ألمانيا كياناً سياسياً واحداً وشرعت تمارس دورها السياسي في أوروبا والعالم . ومن ثم جاءت الحرب العالمية الأولى عام 1914 ، لتقوم هي الأخرى بعملية تغيير واسعة للكيانات السياسية التي كانت قائمة قبل اندلاع تلك الحرب ، فقد عمد المنتصرون في هذه الحرب وهم (بريطانيا ، وفرنسا ، والولايات المتحدة) ، إلى تقسيم الدول المهزومة ولاسيما الدول الإمبراطورية منها . فتم تقسيم الإمبراطورية النمساوية ، وتم خلق دول كثيرة في شرق أوروبا لم تكن موجودة من قبل . فظهرت يوغسلافيا السابقة ورومانيا وبولندا وتشيكوسلوفاكيا ، كما تم إجبار روسيا على الاعتراف باستقلال فنلندا ، كما تم تقسيم الإمبراطورية العثمانية ، وتم إجبارها على الاعتراف باستقلال البلاد العربية . وهكذا ظهرت دول عربية عديدة في بلاد الشام والعراق والجزيرة العربية وفي شمال أفريقيا . وكانت الحرب العالمية الثانية وسيلة أخرى لتغيير الخريطة السياسية في العالم ، فقد تمت تصفية الاستعمار القديم (البريطاني والفرنسي والياباني) وظهرت دول جديدة في آسيا وأفريقيا ، وظهرت منظمة الأمم المتحدة ، وبدأت الدول المستقلة بالدخول إليها ، وظهرت قوانين الشرعية الدولية التي تنصّ على احترام سيادة واستقلال الدول في العالم . وعاش العالم فترة استقرار في الجغرافيا السياسية وهذه الفترة كانت مترافقة مع الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ، لكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 ، اختلّ توازن العالم ، واختلّت بالتالي خريطته السياسية . فقد ظهرت الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة ، وبدأت تسعى إلى فرض نموذجها في الرأسمالية والديمقراطية على العالم أجمع ، وسقط مفهوم استقلال الدول وسيادتها تحت وطأة تيار العولمة القائم على مبدأ حرية التجارة وتسهيل انسياب رؤوس الأموال والسلع عبر العالم . وأعلنت الولايات المتحدة مبدأ (الضربات الاستباقية) التي قد توجّه ضد كل دولة تعارض سياسة الهيمنة الإمبريالية الأمريكية . وهكذا تم توجيه ضربة أولى ضد العراق عام 2003 ، وهناك دول أخرى موضوعة على لائحة الأهداف المستقبلية حتى تتم تصفية العالم من أعداء الولايات المتحدة . وبالتالي تحويل العالم كله إلى فضاء واسع تسيطر عليه نسخة واحدة من الليبرالية السياسية والاقتصادية بزعامة الولايات المتحدة . وفي عالم كهذا لن يكون هناك وجود لمفهوم سيادة الدول واستقلالها ، لأن السيادة ستكون للشركات العابرة للقارات . وهكذا ستنتهي الجغرافيا السياسية لتولّد جغرافيا أخرى قائمة على أساس الاقتصاد ومصالح الشركات .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (*) كاتب من الإمارات .



      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28 2024, 18:58