من يسيطر على صادرات المغرب من الفواكه و الخضروات؟
نظرا لأهمية قطاع الصادرات الفلاحية و حجم الدعم المالي العمومي الموجه مند مدة طويلة لتنمية الاستثمارات الفلاحية الكبيرة، سنقتصر على عرض التكتلات الرأسمالية الكبرى التي تستحود على قطاع صادرات الفواكه و الخضروات و حجم الأملاك العقارية التي يستحود عليها كل تكتل. حوالي سبعة تكتلات رأسمالية كبرى تسيطر على ما يناهز 95% من صادرات الفواكه و الخضر، أي معظم الصادرات الفلاحية للمغرب. وهي تمثل جميعها شريحة البرجوازية الفلاحية الكبيرة المرتبطة كليا بالإمبريالية. التكتل الأول تشكله العائلة الملكية التي تعد أكبر مالك للأرض بالمغرب، حيث تستحوذ على 12 ألف هكتار من أخصب الأراضي السقوية عن طريق مجموعتها الرأسمالية الكبرى "الضيعات الفلاحية". تعادل أملاك العائلة الملكية قطعة أرض هائلة ممتدة 120 كلم طولا و 120 كلم عرضا. و تقدر قيمتها النقدية في المتوسط ما بين 5 و 6 مليار درهم. أما إذا احتسبنا محتويات الأرض من نباتات و أشجار مثمرة و قطيع و تجهيزات مائية و آلات و تقنيات فلاحية متطورة وبنايات و محطات تلفيف فقد تقترب القيمة من 10 مليارات درهم. هذا دون أن ندمج الأرباح السنوية للضيعات الملكية و مردود استثمار الأرباح. كما تملك العائلة الملكية عبر مجموعتها المختصة في التسويق و التصدير المسماة "جيدا" Gيدا تسعة شركات تشرف على العديد من محطات تلفيف المواد الفلاحية التي تنتجها ضيعاتها. و بما أن العائلة الملكية تسيطر على أكبر مساحة للأرض مقارنة بباقي التكتلات الأخرى، فهي تحتكر لوحدها حوالي 30% من حجم صادرات هذه الأخيرة، أي حوالي الثلث تقريبا. لقد آن للشعب أن يتساؤل عن مصدر الوعاء العقاري الكبير الذي استحودت عليه العائلة الملكية و جعلها أكبر مالك للأراضي الفلاحية. و كيف استعانت بسلطاتها السياسية لتركيز الثروة و تنمية أملاك أعضاء طبقتها من الملاكين العقاريين الكبار؟
تكتل عائلة بنائي اسميرس التي تعد من كبار العائلات المالكة للأرض المنتمية لشريحة البرجوازية الفلاحية المرتبط نشاطها بالإمبريالية، حيث تسيطر على أكثر من 2000 هكتار من أجود الأراضي السقوية المستغلة بأحدث التقنيات الزراعية العصرية و المقسمة إلى عدة ضيعات مختصة في مختلف أنواع الخضر و الفواكه و الورود. تسير عائلة بناني اسميرس عبر تكتله "ديلازوس" ضيالاسسوس حوالي تسعة شركات تشرف على العشرات من محطات التلفيف.
تكتل "أكري سوس" إعريسووسس و هو عبارة عن تكتل للمجموعات الرأسمالية الكبرى التي تتشكل من تعاونيات ومجموعات رأسمالية لكبار المصدرين و مالكي الأرض الذين يسيطرون جميعا على أكثر من 3 آلاف هكتار. تعد "تعاونية مبروكة" أكبر المجموعات الرأسمالية المشكلة من حوالي 70 من كبار مالكي الأرض، من بينهم عائلة عبد الرزاق الميسات الذي يرأس التعاونية وتكتل "أكري سوس". تعد تعاونية مبروكة قوة اقتصادية كبيرة، إذ تسيطر لوحدها على أكثر من 2000 هكتار، لهذا فهي تقود هذا التكتل و تحوم حولها باقي المجموعات. تعود نشأت التعاونية إلى أواسط الستينات بحفز مباشر من "سياسة السدود" التي قدمت حوافز مالية جد مغرية للمجموعات و التعاونيات الفلاحية للرأسمال الكبير في المناطق السقوية تفوق تلك الممنوحة للرأسماليين كأفراد. و يضم التكتل مجموعات رأسمالية أخرى أقل أهمية "كبريما سوس" التي تملك مساحة إجمالية للإنتاج تبلغ 600 هكتار و "كابريم" التي تملك 300 هكتار و "أطلس" المالكة ل96 هكتار و "سابيكسو" المالكة ل53 هكتار.
تكتل GPإ: أنشأ طارق القباج سنة 1986 "شركة تسيير المنتجات الفلاحية" GPإ لتسويق منتجات ضيعاته بعد تفكيك الدولة لمكتب التسويق و التصدير. وتحولت الشركة بعد سنة 1998 إلى قطب يجمع حوله عدة تعاونيات ومجموعات رأسمالية لكبار المصدرين، إذا أصبح يشكل تكثل رأسماليا موازيا لباقي التكثلات الكبرى الأخرى. تسيطر المجموعات المنتمية للتكتل على 4 آلاف هكتار من الأراضي السقوية. و تتواجد وحدات الإنتاج في كل من سوس ماسة و سهول الغرب و الشرق. و يتوفر التكتل على 12 محطة للتلفيف و التبريد. يصدر سنويا أكثر من 78 ألف طن. أما بالنسبة لصادرات الحوامض تحديدا يحتكر التكتل لوحده حوالي 13% من حجم صادرات المغرب إلى الأسواق الخارجية. يشرف طارق القباج على إدارة التكتل، إذ يعتبر بمثابة قطب تحوم حوله باقي المجموعات، نظرا لوزنه الإقتصادي الكبير داخل التكتل. فعائلة القباج تحتكر لوحدها نصف مساحة الأراضي التي يستغلها التكتل، أي 2000 هكتار. بالإضافة إلى شركة التسويق و التصدير GPإ و العديد من محطات التبريد و التلفيف تابعة لثلاثة شركات هي شركة القباج سوس، شركة سبياما، شركة القباج ماسة. كما تملك شركة سبياما مختصة في المشاتل لتطوير مختلف أصناف الحوامض لها طاقة إنتاج 3 مليون نبتة سنويا. أما 2000 هكتار الباقية فتتوزعها أربعة تعاونيات و ثلاثة شركات. و من بين التعاونيات تعاونية الزاوية التي تضم 27 منتجا و مصدرا وتنتج 20 ألف طن سنويا، وتعاونيات دياف و الرميلة و فضل.