التعليم في السويد
تعتبر السويد نتيجة للاستقرار السياسي الذي استمر اكثر من أربعين سنة والتغير الجذري في بنية النظام التعليمي من أغنى دول العالم وأعظمها تحقيقا للرفاهية الاقتصادية والاجتماعية, فالسويد لم تشترك بأي حرب منذ قرنين تقريبا. إذ اعتمدت الحياد في كل من الحربين العالميتين والسويد اكبر الدول الاسكندنافية مساحة إذ تبلغ مساحتها 450 ألف كيلو متر مربع ويتصف السكان بالتجانس حيث لا توجد سوى القليل من الأقليات, وبعض الجماعات من المهاجرين وبلغ عدد سكانها 8.9 مليون نسمة عام 2003 بينما بلغت نسبة نمو السكان في نفس العام 0,01%. وتعد الديانة السائدة هي المسيحية تبعا للكنيسة البروتستانتية اللوثرية. وبالنسبة للنظام السياسي للدولة فهو الملكية الدستورية, إذ يعتبر الملك هو الحاكم الشرعي للبلاد ولكنه لا يملك سلطات سياسية, إذ يتم الاعتماد على البرلمان الذي يتكون من 349 عضوا.
حققت السويد معدلات عالية من النمو الاقتصادي لكونها دولة صناعية في المقام الأول إذ وصل معدل نموها السنوي عام 2002 إلى 1,9% ووصلت نسبة البطالة في نفس العام إلى 4% أما نسبة التضخم فوصلت إلى 2,2% وتقدم الحكومة لكل فرد في المجتمع السويدي, من خلال برامج الخدمات الاجتماعية, الرعاية الصحية ومعاشات لكبار السن والعاطلين عن العمل ومنح دراسية وتعليم مجاني وبرنامج لرعاية الأسنان ووجبات ومواصلات مدرسية مجانية ومواد تعليمية مجانية. وتولي الحكومة السويدية اهتماما كبيرا ومميزا بالثقافة وتخصص للشأن الثقافي مبالغ طائلة تقدر بملايين الكرونات أي ما يعادل عشرات ملايين الدولارات,وتعتبر الميزانية المخصصة للثقافة في السويد من أعلى الميزانيات مقارنة بالدول الغربية الأخرى.ومن جميل العادات في السويد أن الطفل وبمجرد أن يولد تقوم الجهات الصحية المعنية برعاية الطفل,بإهدائه كتابا ليكون أول هدية يتلقاها المولود في حياته.ويعتبر الشعب السويدي من أكثر الشعوب عشقا للقراءة والمطالعة وشعاره "الحياة تعني المطالعة والعمل" وتتميز الشخصية القومية للأمة السويدية بسمة عامة هي الالتزام بالنظام واحترام الحرية الفردية والإيمان بالديمقراطية.
فهرست
1 السياسة التعليمية
2 قانون التعليم
3 نظام المدرسة السويدية
4 أ- المدرسة الإلزامية النظامية
5 الجدول الزمني
6 ب-مدرسة سامي(Sami school)
7 -مراكز التسلية
8 البرامج المصممة بشكل خاص
9 -المقررات و الدرجات
10 انواع رعاية الطفل
السياسة التعليمية
كان نظام التعليم السويدي قبل عام 1950 نظاما تقليديا ثنائيا يقوم على التمايز والقدرة المادية والتفاوت الرهيب بين التعليم الابتدائي والتعليم الثانوي والتعليم الأكاديمي والتعليم الفني,فقد كان نظاما لتكريس بنية التفاوت الطبقي في المجتمع السويدي. وفي عام 1950 قرر البرلمان تقديم تعليم شامل إلزامي يستطيع أن يفي بمتطلبات المجتمع من تحديث وتطوير وتفوق يبدأ من سن السابعة حتى السادسة عشر في جميع أنحاء السويد.ولترجمة هذه الأهداف التعليمية المعبر عنها في السياسة التعليمية الجديدة إلى واقع فعلي تم ذلك على مرحلتين:
مرحلة تجريبية استمرت من عام 1950 – 1962
مرحلة تنفيذية استمرت من عام 1962- 1972
وتم بناء على ذلك إلغاء النظام التقليدي القديم في المرحلة الابتدائية والأنواع المتعددة من المدارس الثانوية الدنيا ومنحت هذه السياسة التعليمية الجديدة الفرصة أمام إحداث تغييرات جذرية في كل من التعليم الثانوي الأعلى وبنية نظام التعليم الفني وتعليم الكبار والتعليم الجامعي.وجاءت هذه التغييرات استجابة للاتجاه نحو تحقيق ديمقراطية التعليم في السويد من خلال نظام تعليمي موحد يسمح بتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية أمام المجموعات المحرومة من التعليم. ومن هنا نلاحظ انه لا وجود للتعليم الخاص وإن وجد فإنه يكون تحت سيطرة الدولة من خلال المناهج والمساعدات التي تقدمها.ووجود نظام إداري شديد المركزية يعكس اهتمام الدولة بتحقيق سياستها التعليمية,وتحقيق هدف المساواة في الفرص التعليمية. ويمكن القول بأن أهداف التعليم في السويد تتمثل في تحقيق الجوانب التالية :
الجوانب الفردية:تنمية شخصية الفرد طبقا لإمكاناته وقدراته واستعداداته في ظل ظروف اجتماعية وتعليمية متكافئة.
الجوانب المجتمعية: يكون هدف تعليم الفرد ضمان مشاركته في شؤون مجتمعه من أجل زيادة الإنتاجية والنفع الاجتماعي.
الجوانب الأخلاقية: الحفاظ على الميراث الثقافي للامة السويدية من خلال التأكيد على العدالة والمساواة كقيم مجتمعية تحقق لكل فرد بصرف النظر عن ظروفه الاجتماعية والاقتصادية والعرقية والجغرافية مكانته في المجتمع
قانون التعليم
طبقا لقانون التعليم السويدي,كل الأطفال والشباب ينبغي أن يكون لديهم فرصة متساوية للتعليم بصرف النظر عن الجنس ومكان السكن والظروف الاجتماعية والاقتصادية ويركز القانون على تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات ليكونوا مواطنين مسؤولين وأعضاء في الجماعة.ويعطي الاعتبار للطلاب ذوي الحاجات الخاصة. كما أن قانون التعليم يمنح حق التعليم للبالغين وهذا من خلال تعليم البالغين بلديا(komvux) أو في تعليم البالغين ذوي العجز التعليمي(särvux) . يتم وضع المنهج والأهداف الوطنية والخطوط الرئيسية لنظام التعليم العام من قبل البرلمان والحكومة السويدية وتزود الميزانية الفيدرالية البلديات بمبلغ لتنفيذ النشاطات البلدية المتنوعة. ومن ضمن الأهداف وإطار العمل المنظم من قبل الحكومة والبرلمان تقرر البلدية الكيفية التي تدير بها مدارسها.
يتم تبني خطة مدرسية محلية تصف التمويل والتنظيم وتطوير وتقييم الأنشطة المدرسية. وباستخدام المنهج الموافق عليه والأهداف الوطنية وخطة المدرسة المحلية فإن مدير كل مدرسة يرسم خطة عمل محلية وذلك بالتشاور مع معلمي المدرسة والعناصر الأخرى. وتقوم الوكالة الوطنية للتعليم بالتقييم والمتابعة والإشراف على نظام المدرسة العامة في السويد.وكل ثلاث سنوات تقدم هذه الوكالة فكرة حالية عن نظام المدرسة للحكومة والبرلمان.وهذا ما يشكل أساس خطة التطوير الوطني للمدارس. تتمتع الوكالة الوطنية للتعليم بدور إشرافي لتؤكد بأن أحكام قانون التعليم يتم التقيد بها وأن حقوق الطالب الفردية يتم احترامها . يمكن تعريف الوكالة الوطنية((The national Agency for education بأنها الهيئة الإدارية المركزية لنظام المدرسة العام السويدي للأطفال والشباب والراشدين،وأيضا لنشاطات روضة الأطفال والعناية بالطفل في المدرسة. ودور الوكالة الوطنية للتّربية في نظام التّربية السّويدي أَنْ تحدد الأهداف لكي تدير ،وتصوغها لكي تؤثّر وتراجعها لكي تصلح وتطور.وتدقق الوكالة الوطنية للتربية في نشاطات رياض الأطفال وتهتم بأطفال المدرسة،وكذلك بتعليم البالغين وتتبع طرقا مختلفة.ويكون التّركيز دائما على التأكيد على حق كل فرد بالمعرفة والتطور الشخصي.
نظام المدرسة السويدية
يتألف نظام المدرسة العامة السويدية من التعليم الالزامي وغير الالزامي.ويشمل التعليم الالزامي,المدرسة الالزامية النظامية ومدرسة سامي وبرامج الطلاب ذوي العجز التعليمي.ويشمل التعليم غير الالزامي صفوف ما قبل المدرسة,والمدرسة الثانوية العليا للطلاب ذوي العجز التعليمي والتعليم البلدي(المحلي)للبالغين وتعليم البالغين وذلك للبالغين ذوي العجز التعليمي.ويكون التعليم كله ضمن نظام المدرسة العامة مجانيا.ولا يكون هناك عادة أي نفقات للطلاب وآبائهم بالنسبة للمواد التعليمية أوالوجبات المدرسية أوالخدمات الصحية أوالمواصلات وتبدا السنة الدراسيةعادة في آخر آب وتستمر حتى أول حزيران من السنة التالية وتتضمن حوالي40 أسبوع .وطول الأسبوع الدراسي النظامي خمسة أيام من الاثنين حتى الجمعة.
وأطول عطلة تكون من حوالي 20 كانون الأول وحتى بداية كانون الثاني. 1-التعليم الإلزامي:( (Compulsory education يتكون من تسع سنوات من التعليم الشامل ويضم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7-16 سنة.ويقسم التعليم الإلزامي إلى ثلاث مراحل مرحلتين في التعليم الابتدائي من الصف (1-3) ومن الصف( 4-6) و يقوم بالتدريس فيها معلم واحد لكل فصل. والمرحلة الثالثة مرحلة المدرسة الثانوية الدنيا من (7-9) و يكون فيها معلم متخصص في كل مادة دراسية. وتعد اللغة الإنكليزية هي اللغة الأجنبية الإجبارية ويبدأ تدريسها من الصف (3-9). ويشمل التعليم الإلزامي: أ-المدرسة الإلزامية النظامية ب- مدرسة سامي ج-المدرسة الخاصة د- برامج الطلاب ذوي العجز التعليمي.
أطفال سامي يستطيعون تلقي التعليم في مدرسة سامي التي تغطي الصفوف (1-6)و هذا التعليم يتطابق مع السنوات الستة الأولى من المدرسة الإلزامية.وتقدم المدارس الخاصة برنامج العشر سنوات للطلاب الصم وقليلي السمع.وتشمل برامج الطلاب ذوي العجز التعليمي المدرسة الإلزامية ومدارس التدريب ومدارس للطلاب ذوي العجز التعليمي الحاد.(1)
أ- المدرسة الإلزامية النظامية
في السويد كل الأطفال بين 7-16 سنة يجب أن يداوموا في المدرسة.وعند رغبة الوالدين يمكن للطفل البدء بالمدرسة قبل سنة من هذا العمر أي في عمر السادسة.وتلتزم البلديات بتأمين مكان لأعمار الست سنوات جميعا في صف الروضة. ويكون التعليم مجاني وبدون رسوم حيث لا يكلف الطلاب وآباؤهم بالرسوم من أجل المواد التعليمية والوجبات المدرسية والخدمات الصحية والنقل. ويداوم معظم الاطفال في مدرسة بلدية (محلية)قريبة من بيوتهم.ويحق للطلاب وآبائهم أن يختاروا مدرسة محلية اخرى أومدرسة(مستقلة)خاصة. حوالي 4%من طلاب المدارس الالزامية يداومون في واحدة من مدارس الدولة المستقلة الموافق عليها(احصائيات عام2001). والمدارس المستقلة مفتوحة لاي شخص ويجب الموافقة عليها من قبل الوكالة الوطنية للتعليم.والبلدية التي يقيم فيها الطالب تدفع للمدرسة منحة عن كل طالب لكل سنة.
ويكون لتعليم المدارس المستقلة نفس الاهداف الاساسية التي تتمتع بها المدارس المحلية (البلدية)ولكن قد يكون لديها لمحة تميزها عن المدرسة البلدية. على سبيل المثال,المدارس قد يكون لها شخصية دينية خاصة أو تستخدم طريقة تعليمية خاصة. وإذا لم تتوافق المدرسة المستقلة مع الأنظمة المطبقة فان الوكالة الوطنية للتعليم قد تسحب موافقتها. -المنهج((curriculum:إن احدث منهج للتعليم الإلزامي (LPO94) أصبح نافذ المفعول عام 1994. ويستخدم منهج مشترك للمدرسة الإلزامية النظامية ومدرسة سامي والمدرسة الإلزامية للعاجزين عن التعلم والمدرسة الخاصة. وهذا المنهج تم تعديله عام 1998 ليشمل أيضا صف الروضة ومراكز وقت الفراغ. ويذكر المنهج القيم الأساسية للمدرسة والأهداف والخطوط الأساسية . وهناك أيضا مخطط موافق عليه وطنيا للمواد الفردية. وكل بلدية تتبنى خطة مدرسية محلية تظهر فيها كيف سيتم تنظيم وتطوير المدارس التابعة لها.ومن ثم يسمح المنهج والمخطط وخطة المدرسة للمدراء والمعلمين والطلاب في المدارس الفردية بالمرونة في تكييف المحتوى والتنظيم وطرق العمل مع الظروف المحلية.ويتم التخطيط لهذه العناصر في خطة عمل المدرسة. (1)
الجدول الزمني
إن ساعة التعليم في المدرسة الإلزامية تساوي 60 دقيقة والجدول التالي يبين المجموع الإجمالي لساعات المواد.
المواد عدد الساعات
الفنون 230
اقتصاديات المنزل 118
التربية الرياضية و الصحية 500
الموسيقى 230
أعمال النسيج والخشب والفولاذ(المعادن) 330
اللغة السويدية 1490
اللغة الإنكليزية 480
الرياضيات 900
الجغرافية و التاريخ و الديانة و علم التربية المدنية 885
البيولوجيا و الفيزياء و الكيمياء و التكنولوجيا 800
خيارات اللغة 320
خيارات الطالب 382
إجمالي الساعات 6665
خيار المدرسة 600